الإسكندرية تستعد لعيد الأضحى.. زحام في الأسواق وارتفاع بالأسعار

تزامنًا مع عيد الأضحى المبارك، تشهد محافظة الإسكندرية حالة من الحراك التجاري اللافت في مختلف الأسواق الشعبية والرسمية، وسط مزيج من الزحام، وارتفاع الأسعار، وتغير أنماط الشراء.
فبينما تصطف الأسر لشراء اللحوم والملابس ومستحضرات العيد، تعلو أصوات الشكوى من الغلاء، في الوقت الذي يتفاءل فيه التجار بانتعاش محدود لكنه "أفضل من لا شيء"، حسب تعبير أحدهم.
اللحوم: "أقل من المطلوب وأعلى من المتوقع"
تمثل اللحوم البند الأهم في استعدادات الأسر السكندرية للعيد، خاصةً في ظل طقوس الذبح، والعزومات العائلية. وتراوحت أسعار اللحوم البلدية هذا العام بين 280 -450 جنيهًا للكيلو، في حين بلغ سعر المجمدة نحو 190 إلى 220 جنيهًا.
يقول محمد فؤاد جزار في سوق باكوس:
الطلب موجود بس ضعيف مقارنة بالسنة اللي فاتت. الناس بتشتري بالكيلو والتنين، مش زي زمان كانت تاخد خروف أو ربع عجل.
في المقابل، تشهد الجمعيات الخيرية إقبالًا متزايدًا على حجز الأضاحي بنظام المشاركة، كحل بديل للذبح المنزلي المرتبط بارتفاع الأسعار وتكلفة الذبح والتخزين.
السلع الغذائية: ثبات في بعض الأسعار وارتفاع في أخرى
بالرغْم من حملات "أهلاً بالعيد" و"كلنا واحد"، إلا أن بعض السلع الأساسية شهدت ارتفاعًا ملحوظًا. فقد زاد سعر الأرز بنسبة 15%، بينما استقر السكر والزيت في معظم المناطق بفضل المعارض الحكومية.
يقول عبد الله محمد صاحب سوبر ماركت في منطقة المندرة:
المواطن بقى بيفكر في الضروري فقط. مفيش رفاهية ولا مشتريات بالزيادة،العرض والطلب اختلفوا.
الملابس: نصف الموسم ضاع على التخفيضات
في أسواق زنقة الستات ومحطة الرمل وشارع فرنسا، شهدت محال الملابس حركة نشطة، خاصة من الأسر متوسطة الدخل. ومع ذلك، يلاحظ التجار تراجع متوسط الفاتورة الشرائية.
تقول مايسة علي صاحبة محل ملابس أطفال:
الناس بتشتري للعيال بس. طقم أو اتنين، وخلاص. الكبار يلبسوا من اللي عندهم، ده اللي بقى طبيعي.
الأدوات المنزلية والمنظفات: موسم الذبح يصنع انتعاشًا
شهدت محال الأدوات المنزلية ومنتجات التنظيف، خاصة في مناطق مثل العصافرة وسوق الورديان، إقبالًا واسعًا، حيث ترتبط هذه المنتجات بطقوس العيد مثل الذبح والتنظيف والعزائم.
يقول إسماعيل السيد، بائع أدوات تنظيف:
الناس بتشتري بالجملة كل سنة قبل العيد: كلور، جاز، أكياس تجميد، مساحيق، وحتى معطرات.. الزبون بيجهز بيته للذبح والضيوف.
المولات الكبرى: وجهة الفئات المتوسطة وتخفيضات اللحظة الأخيرة
في المقابل، لجأ عدد من سكان الإسكندرية إلى المراكز التجارية الكبرى مثل كارفور، سيتي سنتر، وسان ستيفانو، للاستفادة من العروض وتجنب زحام الأسواق المفتوحة.
مايسة نادر موظفة حكومية وأم لثلاثة أطفال تقول:
بشتري من المول عشان الهدوء والتخفيضات. الأسعار أحيانًا بتكون أعلى شوية، بس الجودة مضمونة، والجو مناسب للأطفال.
الشراء الإلكتروني: منافس قوي للأسواق التقليدية
شهدت تطبيقات التسوق الإلكترونية إقبالًا كبيرًا هذا العام، خاصة في شراء اللحوم المجمدة، أدوات التنظيف، ولعب الأطفال.
يقول السيد أحمد، موظف بشركة خاصة:
اشتريت اللحمة والفحم والمنظفات كلها أونلاين. أرخص من السوق، ووفرت وقت ومواصلات وزحم
تصريحات التجار: "الربح في الحركة مش في الكميات"
أجمع عدد من التجار على أن موسم العيد لا يزال مهمًا، بالرغْم من التغيرات الاقتصادية.
هاني عبد الرؤوف صاحب محل أحذية يقول:
البيع مش بالكميات، بس بالحركة. اللي بيشتري بياخد أقل، بس بنعتمد على الزحمة تعوضنا.
محمد محمود، بائع ألعاب أطفال في سوق ليبيا، يقول:
العيال لازم تفرح، ودي الحاجة اللي لسه ماشية في السوق. لعب بسيطة وخفيفة، بس بتتباع.
إجراءات حكومية: مجازر مجانية ورقابة تموينية
أعلنت محافظة الإسكندرية عن فتح جميع المجازر الحكومية مجانًا أمام المواطنين خلال أيام العيد، بالتوازي مع حملات تموينية مكثفة على محال اللحوم والمخابز والأسواق العامة لضبط الأسعار ومنع الذبح العشوائي.
وأكد مصدر من مديرية الطب البيطري أنه تم رصد عدة مخالفات خلال الأسبوع الأخير، وأنه "لا تهاون في التعامل مع الذبح خارج المجازر أو التلاعب بالأسعار."
العيد حاضر في الأسواق
بالرغْم من شكاوى الغلاء والقدرة الشرائية المحدودة، فإن أسواق الإسكندرية ما زالت حية، والناس د وإن غيرت أنماط الشراء لا تزال حريصة على مظاهر العيد. ويبدو أن التكيف بات سمة المرحلة، سواء من قبل المستهلك أو التاجر، في موسم لم يعد يُقاس بالمبيعات فقط، بل بالصبر والمناورة والحفاظ على طقوس موروثة.