بلدنا اليوم
رئيس مجلس الادارة
د/إلهام صلاح
رئيس التحرير
وليد الغمرى

في ذكرى ميلاده.. غضبت الحكومة عليه فقررت إفلاسه

بلدنا اليوم
كتب : شربات عبد الحي

«أبو ضحكة جنان» أو «المضحك الحزين»، هذا اللقب الذي أطلق على الفنان إسماعيل ياسين،والذي ظل طوال حياته يرسم البسمة علي وجوه الملايين، وفي النهايه تركه الملايين ومات وحيدًا بائسًا.بدأت حياته الحزينة عندما ذهب والده وراء القضبان، بعدما كان يعيش ميسور الحال،حتى جاءت الرياح بما لاتشتهي السفن،فتم القبض علي والده بسبب الديون، وهرب هو الآخر من زوجة أبيه خوفًا من بطشها.عمل في العديد من المهن بدأ بالعمل كتباع في موقف للميكروباصات، وعندما بلغ 17 عامًا ذهب إلي القاهرة، للعمل في إحدي مقاهي الأسطي نوسة، بشوارع محمد علي، ومن هنا بدء "ابو ضحكة جنان" في التفكير في مشواره الفني، فحينما فشل في المحاماة، ذهب إلي حبيبة الملايين «بديعة مصابني» وهناك اكتشف توأم روحه الفنان أبو السعود الإبياري، والذي كون معه ثنائيًا فنيًا شهيرًا وكان شريكًا له في ملهى بديعة مصابني ثم في السينما والمسرح، وهو الذي رشحه لبديعة مصابني لتقوم بتعيينه بفرقتها وبالفعل انضم إلى فرقتها ليلقي المونولوجات في ملهى الخاص بها.استطاع إسماعيل يس أن ينجح في فن المونولوج، وظل عشر سنوات متألقا في هذا المجال حتى أصبح يلقى المونولوج في الإذاعة نظير أربعة جنيهات عن المونولوج الواحد.وفى عام 1939 كان بداية دخوله السينما، عندما اختاره فؤاد الجزايرلى ليشترك في فيلم (خلف الحبايب). في عام 1944 جذبت موهبة إسماعيل ياسين انتباه أنور وجدي فاستعان به في معظم أفلامه، ثم أنتج له عام 1949 أول بطولة مطلقة في فيلم (الناصح) أمام الوجه الجديد ماجدة.بداية من عام 1955 كون هو وتوأمه الفني أبو السعود الإبياري مع المخرج فطين عبد الوهاب ثلاثيًا من أهم الثلاثيات في تاريخ السينما المصرية.أما عن الثنائيات فلازمه في معظم افلامه، الممثل رياض القصبجى الشهير بالشاويش عطية، حيث كانت مشاهدهما محطة هامة في تاريخ الكوميديا والتي يستمتع بها الجمهور حتى الآن بسبب المفارقات العجيبة والمواقف الطبيعية والمقالب التي يدبراها لبعضهما البعض كما شاركهما التمثيل في بعض هذه الأفلام عبد السلام النابلسي.رغم هذا النجاح الساحق الذي حققه إسماعيل ياسين، خصوصًا فترة الخمسينيات، لكن مسيرته الفنية تعثرت في العقد الأخير من حياته، حيث انعثرت الأضواء عنه تدريجيًا وذلك بسبب مرضه، ولأنه لم يكن من المقربين لمسؤولين  الحكومة، فقد فوجيء بتراكم الضرائب عليه وأصبح بين عشية وضحاها مطاردًا بالديون، وتم الحجز على العمارة التي بناها بكفاح عمره لتباع أمام عينه، ويخرج من رحلة كفاحه الطويلة خالي الوفاض فاضطر إلى حل فرقته المسرحية، حتي أصبح محطمًا كسيرًا ، ليعود مرة أخرى للعمل في أدوار صغيرة لا تتناسب مع ما قدمه من تاريخ حافل.تزوج إسماعيل ياسين 3 مرات، ولم ينجب غير ولد واحد هو المخرج الراحل ياسين إسماعيل ياسين من زوجته الأخيرة السيدة فوزية.وبينما كان الرئيس السادات يفكر في تكريمه، إلًا أن وافته المنيه في 24 مايو 1972 إثر أزمة قلبية حادة قبل أن يستكمل تمثيل دوره الأخير والصغير في فيلم بطولة نور الشريف ولذلك كان يسمى (بالمضحك الحزين) فبرغم أن أكثر أفلامه كوميديه ومضحكه إلًا أنه كان يعيش حزينًا بائسًا مهمشًا في النهايه.

تم نسخ الرابط