في ذكرى استشهاده.. محطات في حياة الفريق عبد المنعم رياض

الخميس 07 مارس 2019 | 04:39 مساءً
كتب : سهام يحيى

الفريق عبد المنعم رياض، وأحد من أشهر العسكريين العرب، ببطولاته التي جسدت اسمى معاني التضحية والفداء، والتي كانت مبعث وإعتزاز للقوات المسلحة المصرية على مر التاريخ.

الفريق عبد المنعم رياض

نشأته

ولد الشهيد الراحل، 22 أكتوبر 1919، بدء تعليمه في الكتاب ـ تدرج في التعليم وحصل على الثانوية العامة ، والتحق بكلية الطب إرضاء لأسرته ، وبعد عامين من دراسة الطب، فضل الالتحاق بالكلية الحربية.

تخرج من كلية الحربية 1938 ونال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية 1944 ، حصل على بعثة في روسياـ 1959 ، ولقب بالجنرال الذهبي وفي عام بعد النكسه عينه عبد الناصر 1967 اختير رئيسا لأركان حرب القوات المسلحة.

انتصارات

حقق انتصارات عسكرية في المعارك التي شارك فيها في حرب الاستنزاف مثل معركة رأس العش وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات.

الفريق عبد المنعم رياض

حروب خاضها

شارك رياض في الحرب العالمية الثانية، ضد الألمان والايطاليين بين عامي 1941 إلى 1942. كما شارك في حرب فلسطين، والعدوان الثلاثي وحرب 1967 وحرب الاستنزاف، أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف.

انهيار خط بارليف

يعتبر الشهيد أول قائد عسكري مصري، شغل منصب رئيس أركان حرب القوات المسلحة المصرية، كما شغل مصب رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة.

الفريق عبد المنعم رياض

استشهاده

مع بداية يوم 9 مارس 1969، شنت المدفعية المصرية قصفًا لنقاط العدو فى خط بارليف، وحققت نتائج مبهرة وأصابت العدو بحالة من الجنون، وفى اليوم التالي قرر «رياض» أن يكون هناك على الجبهة بين جنوده وضباطه يشد من أزرهم نال الشهادة خلال متابعته تنفيذ خطة تدمير خط بارليف والتى بدأت بالفعل فى يوم 8 مارس 1969 ، حتى طلب منه ضابط صغير أن يرافقه إلى وحدته التي هي في الخطوط الأمامية، وغادر الشهيد ومعه الضابط مقر قيادة الجيش الثاني في الإسماعيلية بطائرة هليكوبتر، وفور هبوط الطائرة استقل الشهيد سيارة عسكرية إلى الجبهة، وأصر على زيارة المواقع الأمامية التي لا يفصلها عن العدو سوى عرض القناة برغم معارضة الضباط له.

ورغم التحذير من الذهاب، إلا أن الرجل اصطحب الضابط، إلى الموقع في أقرب نقاط التماس مع العدو، وبدأ القصف الإسرائيلي فجأة مركزًا على المناطق المدنية، وتقدم الشهيد أكثر وأكثر حتى يتابع سير المعارك وانطلق يسأل الجنود ويستمع لهم.

عبد المنعم رياض

وفجأة انهالت دانات المدافع بعد وصوله للموقع المتقدم بـ15 دقيقة، وتجددت اشتباكات المدفعية وتبادل الجانبان القصف، وراح الشهيد يشارك في توجيه وإدارة المعركة النيرانية، وإلى جانبه قائد الجيش ومدير المدفعية.

وأصدر الشهيد أوامره إلى قائد الموقع وضباطه بأن يتصرفوا بسرعة حتى يديروا المعركة وبقى في مكانه يراقب اتجاه دانات المدافع، وقبيل الرابعة وتحت هدير المدافع الذي يصم الآذان، هجم على الشهيد فجأة الضابط المرافق له يجذبه بقوة خوفا عليه إلى حفرة قريبة وبعدها بدقائق معدودة سقطت قذيفة مدفعية بالقرب من الخندق الذي يحتمي فيه الشهيد ومعه قائد الجيش ووقع انفجار هائل وانطلقت الشظايا إلى داخل الحفرة.

الفريق عبد المنعم رياض

اللحظات الأخيرة من حياة الشهيد

وفى عملية دنئية خالفت كل الأعراف، انطلقت نيران العدو على موقع الفريق عبدالمنعم رياض، واستمرت المعركة التى قادها أكثر من ساعة ونصف ولكن شاء القدر أن تسقط أحدى الدانات بالقرب من الحفرة التى قاد منها البطل المعركة ليستشهد القائد وسط جنوده حيث أصيب الفريق رياض إصابة قاتلة بنيران مدفعية العدو أثناء الاشتباك بالنيران ، بينما أصيب قائد الجيش إصابة أقل خطورة ولكن حالته الصحية استدعت عمل أكثر من عملية جراحية .

فناداه الضابط: أنت أصبت يا أفندم؟، فقال "نعم"، وأعاد عليه السؤال لكن رياض كان قد لبى نداء ربه شهيدا، وفارق الحياة وهو يرتدي أفرول الزي العسكري خاليا من أي رتبة، ليخلد اسمه في سجل عظماء هذا الوطن وتصنع دماؤه وقودًا لعمليات أذهبت النوم من عيون إسرائيل ونصرا كبيرا في أكتوبر يبهر الدنيا ويكسر غطرسة العدو وغروره.

وأثناء نقلهما إلى مستشفى الإسماعيلية كان الفريق عبد المنعم رياض قد فارق الحياة وكانت خسارة القوات ومصر كلها باستشهاده كبيرة .

الفريق عبد المنعم رياض

الشعب يودعه

وخرج الشعب ليودعه أثناء تشييع جنازته، بمشاعر يملؤها الحب والأحترام والتقدير، ومنذ ذلك اليوم أصبح يوم 9 مارس، يوم الشهداء تعبيرا صادقآ عن الروح العسكرية المصرية ، والتي تتطلب من كل قائد مهما كانت رتبته أن يضرب القدوة والمثل حتى الاستشهاد بين جنوده ، حيث كان القادة قدوة لجنودهم واستشهدوا فى الخطوط الأمامية.

مثال للقائد

ونجد أن الفريق أول عبد المنعم رياض ضرب أروع مثال على ذلك، فعلى الرغم من كونه رئيسًا لأركان حرب القوات المسلحة في ذلك الوقت، إلا أنه كان دائما فى الصفوف الأمامية تأكيدًا على أن مكان القادة الحقيقي في الصفوف الأمامية وسط الجنود الأبطال.

عبد الناصر يكرمه

قام الرئيس جمال عبد الناصر بتكريمه بمنحه رتبة فريق أول ومنحه وسام نجمة الشرف العسكرية أرفع وسام عسكري في مصر، وتحول يو 9 مارس إلى يوم الشهيد في مصر ليؤكد أن أفراد القوات المسلحة جميعا يتمنون الشهادة .

يوم الشهيد 9 مارس

جاء اختيار 9 مارس منذ عام 1969، ليصبح يوم الشهيد، لأنه كان يوما حاسما فى تاريخ العسكرية المصرية خاصة بالنسبة للصراع العربى الإسرائيلى بداية من 48 و56 و67 وحرب الاستنزاف وحتى نصر أكتوبر 73 .

الفريق عبد المنعم رياض

اقرأ أيضا