العثور على 25 ألف قطعة أثرية بعضها تعود إلى عصر الخلفاء الراشدين

الاحد 04 فبراير 2024 | 09:26 مساءً
كتب : عبدالله عرجون

أعلن برنامج جدة التاريخية بالتعاون مع هيئة التراث اليوم، عن اكتشاف ما يقارب 25 ألف بقايا من مواد أثرية يعود أقدمها إلى القرن الأول والثانى الهجرى (من القرن السابع والثامن الميلادى) فى 4 مواقع تاريخية، شملت مسجد عثمان بن عفان -رضى الله عنه-، والشونة الأثرى، وأجزاء من الخندق الشرقى، والسور الشمالى، وذلك ضمن مشروع الآثار الذى يشرف عليه برنامج جدة التاريخية.

ويأتى الإعلان عن المكتشفات الأثرية فى ظل سعى مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية الذى أطلقه صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولى العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظه الله- للمحافظة على الآثار الوطنية، وإبراز المواقع ذات الدلالات التاريخية والعناية بها، وتعزيز مكانة جدة التاريخية كمركز حضارى، وتحقيق مستهدفات رؤية المملكة 2030 فى العناية بالمواقع الأثرية.

وأسفرت أعمال المسح والتنقيب الأثرى التى بدأت فى شهر ربيع الأول 1442هـ، الموافق نوفمبر 2020م، عن اكتشاف 11,405 مواد خزفية يبلغ مجموع أوزانها 293 كلجم، كما عثر على 11,360 مادة من عظام الحيوانات يبلغ مجموع أوزانها 107 كلجم، إضافة إلى 1,730 مادة صدفية بوزن 32 كلجم، إلى جانب 685 من مواد البناء يبلغ مجموع أوزانها 87 كلجم، و191 مادة زجاجية بلغ مجموع أوزانها 5 كلجم، فيما وصل عدد المواد المعدنية إلى 72 قطعة بوزن 7 كلجم حيث بلغ إجمالى ما تم العثور عليه 531 كلجم، لتشكل قيمة مهمة للمكتشفات الأثرية الوطنية.

كما كشفت الدراسات فى مسجد عثمان بن عفان -رضى الله عنه- عن المواد الأثرية، والتى يرجح أن يعود أقدمها إلى القرن الأول والثانى الهجرى (القرن السابع والثامن الميلادى)، بداية من العصر الإسلامى المبكر، مرورا إلى العصر الأموى ثم العباسى والمملوكى وحتى العصر الحديث فى مطلع القرن الخامس عشر الهجرى (القرن الواحد والعشرين الميلادى)، حيث حددت الدراسات الأثرية التى أجريت على قطع خشب الأبنوس التى عثر عليها معلقة على جانبى المحراب أثناء أعمال التنقيب والبحث الأثرى فى المسجد، أنها تعود إلى القرن الأول والثانى الهجرى (السابع والثامن الميلادى)، ويرجع موطنها إلى جزيرة سيلان على المحيط الهندى، مما يسلط الضوء على الروابط التجارية الممتدة لمدينة جدة التاريخية.

وتضمنت المواد المكتشفة فى المسجد مجموعة متنوعة من الأوانى الخزفية، وقطع من البورسلين عالى الجودة التى نشأ بعضها فى أفران مقاطعة «جيانغ شي» الصينية ما بين القرن العاشر والثالث عشر الهجرى تقريبا (القرن السادس عشر والتاسع عشر الميلادى)، إضافة إلى أوعية فخارية تعود بحسب آخر ما وجدته الدراسات إلى العصر العباسى.

وفى موقع الشونة الأثرى، تحدد التسلسل التاريخى للبقايا المعمارية إلى القرن الثالث عشرة الهجرى على الأقل (قرابة القرن التاسع عشر الميلادى)، مع وجود دلائل من بقايا أثرية ترجع تاريخيا إلى القرن العاشر الهجرى تقريبا (القرن السادس عشر الهجرى الميلادى)، كما عثر على أجزاء من المواد الفخارية، والتى تتكون من البورسلين وخزفيات أخرى من أوروبا واليابان والصين، والتى من المرجح أن يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر والرابع عشر الهجرى (التاسع عشر والعشرين الميلادى).

وفى أعمال التنقيب بموقع الكدوة (باب مكة) كشفت عن ظهور أجزاء من الخندق الشرقى الذى من المرجح أن يعود إلى أواخر القرن الثانى عشر الهجرى (أواخر القرن الثامن عشر ميلادى).

كما عثر على عدد من شواهد القبور من الأحجار المنقبية والجرانيت والرخام التى حفر عليها بعض الكتابات وجدت فى مقابر جدة التاريخية، ويرجح المختصون أن البعض منها يعود إلى القرن الثانى والثالث الهجرى (القرن الثامن والتاسع الميلادى)، متضمنة أسماء أشخاص وتعاز وآيات قرآنية، ولا تزال تخضع للدراسات والأبحاث لتحديد تصنيفها بشكل أدق من قبل المختصين

وتضمنت الدراسات الأثرية للمواقع التاريخية الأربعة التنقيبات الأثرية، وتحاليل عينات الكربون المشع، وتحاليل التربة والدراسات الجيوفيزيائية والعلمية للمواد المكتشفة، إضافة إلى نقل أكثر من 250 عينة خشبية من 52 مبنيا أثريا لدراسته فى مختبرات عالمية متخصصة للتعرف عليها وتحديد عمرها الزمنى وغيرها من أبحاث الأرشيفات الدولية التى نتج عنها جمع أكثر من 984 وثيقة تاريخية عن جدة التاريخية، بما فى ذلك الخرائط والرسومات التاريخية لسور جدة التاريخى والشونة والمواقع الأثرية الأخرى فى جدة التاريخية، والتى اطلع عليها ودرست علميا.

وأشرف برنامج جدة التاريخية بالتعاون مع هيئة التراث على عمليات التوثيق، وآليات تسجيل وحفظ المواد الأثرية المكتشفة فى جدة التاريخية، وإدراجها فى السجل الوطنى للآثار، وإدراجها ضمن قواعد بيانات علمية لحمايتها والمحافظة عليها، وأرشفة الوثائق والصور للمواد الأثرية المكتشفة، وذلك عبر مجموعة من الكوادر الوطنية المتخصصة فى حفظ وتسجيل المواقع الأثرية.

يذكر أن أعمال مشروع الآثار فى منطقة جدة التاريخية انطلقت فى شهر جمادى الأولى 1441 هـ الموافق يناير 2020م، حيث استهل المشروع أعماله بإعداد الدراسات الاستكشافية، وإجراء مسح جيوفيزيائى للكشف عن المعالم المغمورة فى باطن الأرض، فى أربعة مواقع تاريخية تضم؛ مسجد عثمان بن عفان -رضى الله عنه،- وموقع الشونة، وأجزاء من السور الشمالى، ومنطقة الكدوة.

اقرأ أيضا