«الإسلاموفوبيا أسبابه وعلاجه».. اللواء رأفت الشرقاوي يوجه رسالة هامة

الاربعاء 07 فبراير 2024 | 10:16 صباحاً
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق
اللواء رأفت الشرقاوي مساعد وزير الداخلية الأسبق
كتب : محمود الطحاوي

وجه اللواء رأفت الشرقاوي، مساعد وزير الداخلية الأسبق، رسالة هامة قائلا: إن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فى احتفالية مكافحة الإسلاموفوبيا يؤكد ان الإسلام دين الرحمة ويستشهد بأية فى سورة التوبة بالقرآن الكريم " وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله، ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون " وأشار بأنه أكثر من مليارى مسلم على مستوى العالم هم تجسيد للإنسانية فى تنوعها لافتا إلى أنهم ينحدرون من من جميع أنحاء العالم، لكنهم فى بعض الأحيان يواجهون عدم التسامح والتحيز لأى سبب آخر باستثناء عقيدتهم، فكلمة الإسلام مشتقة من جذر نفسه بكلمة سلام، وقد رأى بنفسه آبان توليه مفوض الأمم المتحدة للشؤون اللاجئين مدى سخاء الدول الإسلامية التى فتحت ابوابها للأشخاص الذين أجبروا على الفرار من ديارهم، فى وقت أغلقت فيه دول أخرى حدودها .

واضاف أن الإسلاموفوبيا هو الخوف من المسلمين والتحيز ضدهم والتحامل عليهم بما يؤدى إلى الاستفزار والعداء والتعصب بالتهديد وبالمضايقة وبالإساءة وبالتحريض وبالترهيب للمسلمين ولغير المسلمين سواء على ارض الواقع أو عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ومعنى آخر نظرة العالم تنطوى على كراهية ومخاوف لا أساس لها ضد المسلمين، تؤدى الى ممارسات تمييزية وإقصائية، وهو مصطلح دخيل وليس عربي، وعلى الرغم من هذا المصطلح غربى إلا ان هذا لا يعنى أنه لم يكن هناك وجود داخل البلدان الإسلامية، واصبح هناك فريقين الغربى الذى يحط من الإسلام والمسلمين وفريق إسلامي ساهمت ممارسته تأجيج الظاهرة وإكسابها نوع من الشريعة والتى عادة ما تستغل إعلاميآ بشكل سلبى للهجوم على الإسلام .

الفوبيا : - مرض تندرج الفوبيا ضمن أمراض الخوف والقلق وعددها ٢٥٠ نوع مرضى .

الاستنكار والتنديد لا يكفى وحده لمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا بل نحتاج إلى عمل سياسى وإعلامى على أسس سليمة ومستمرة ونحتاج الى تواصل مع المجتمعات الأوربية، ونحن بحاجة إلى اهتمام خاص بالأجيال الجديدة للمسلمين ومؤسسات إسلامية قوية وحاضرة فى محيطها مع ضرورة إصلاح وتطوير وترسيخ منظومة العمل المؤسسى للوجود الإسلامى قبل الأنشغال بالرد على الاتهامات الباطلة التى يلحقها المتطرفين بالإسلام والمسلمين بشكل دائم ومستمر، مع العمل المتواصل الذى بهدف الى ترسيخ صور الاعتدال والمشاركة المجتمعية على مختلف المستويات ليضمن مكانته ودوره الأصيل ويبتعد عن الأدوار الهامشية.

وتابع أن معركة الإسلاموفوبيا هى معركة ليست قاصرة على المسلمين فقط وإنما هى معركة المجتمعات الغربية ككل للخروج من أى شئ يعرقل التعايش السلمى بين الشعوب ويبنى على المحبة والاحترام المتبادل بدلآ من البغضاء والكراهية والحقد والضغينة .

وأوضح أن مصلح الإسلاموفوبيا ظهر للمرة الأولى فى بدايات القرن العشرين فى الكتابات الفرنسية اولآ ثم الانجليزية وذلك لوصف ظاهرة معاداة وكراهية الإسلام والمسلم المستشرية فى المجتمعات الغربية على شكل اختزالات عقائدية سطحية وصور نمطية دونية عن الأفراد والمجتمعات الإسلامية .

واكمل ان ظاهرة الإسلاموفوبيا طفت بقوة على السطح بعد الهجوم على برجى مركز التجارة العالمى فى الولايات المتحدة وردود أفعال عنيفة ضد المسلمين ورموزهم ووصفهم بالتطرف والإرهاب وبعدم قابليتهم للتعايش مع الحضارة الغربية، وفجرت مخزون من الكراهية والاحتكاك السلبى بالإسلام والمسلمين، واصبح هناك تحذير واضح جدآ من أن المسلمين يشكلون تهديدآ للحضارة الغربية، بدأت فى الولايات المتحدة الأمريكية وانتشرت فى عموم أوربا، وساعد فى ذلك عدد كبير من المستشرقين الجدد الذين عملوا على إحياء فكرة أن الاسلام دين لا يتناسب مع الغرب ويكن له العداء وأجج ذلك كتابات أكاديمية ظهرت تحلل الظاهرة بوصفها صراع حضارات بين الشرق والغرب أو الإسلام والمسيحية وكأن أبرزها كتاب " صدام الحضارات " ، وظهرت أفكار تتعلق بكيفية التخلص من الإسلام وأيضا محاربته فى بلدانه الأصلية .

خصصت الأمم المتحدة يوم ١٥ مارس سنويآ " اليوم العالمى لمكافحة رهاب الإسلام او الإسلاموفوبيا بناء على طلب دولة باكستان ووافقت عدد ١٩٣ دولة بالأمم المتحدة وهم كل الاعضاء على هذا الطلب الذى يتزامن مع ذكرى الجريمة الإرهابية فى نيوزيلندا عندما اقتحم يمينى متطرف مسجدين وقتل عدد ٥١ مسلم من المصليين وجرح آخرين .

وظاهرة الإسلاموفوبيا ترجع الى عدة أسباب:- " الجهل بالإسلام - تبنى صورة نمطية سلبية للمسلمين - الخوف من تزايد إعداد المسلمين -

اللوبي الصهيونى - الإعلام وتقديم صورة سيئة عن المسلمين - الإعلام الغربى الذى عمل على ترسيخ صورة مغلوطة عن الإسلام وأنه دين يقوم على القهر والغلبة ويفرض نفسه غصبآ على جميع الأجناس والأديان ، وأنه دين توسع بحد السيف ويحرم حرية الاراء والعقيدة ويحجر على بناء الديانات الأخرى .

وأكد ولمواجهة ظاهرة الإسلاموفوبيا فلأبد من خلق مجتمع عادل ومنصف للجميع ومجتمع عالمى يقوم على التعايش والحوار البناء من خلال تجديد الخطاب الدينى - وتنويع النشاط الدينى ، ونبذ العنف والكراهية والحقد والضغينة والفتن واستبدالها بالحوار والمحبة والتسامح وحب الآخرين، وليكن المبدأ فى الحياة الدين لله والوطن للجميع .

وأختتم قبل هذا وذاك فتش عن بنى صهيون فى أسباب هذة الظاهرة، فلا شر يدبر ولا مكيدة تدار ولافتنة تحدث الا وكانوا المخطط والمدبر والمنفذ مع إطلاق التهم على الإسلاموفوبيا وكأنهم حملآ وديع، لعنة الله عليهم فى كل وقت وحين، فهم قتلة الأنبياء والمرسلين، بسم الله الرحمن الرحيم " وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيرآ منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرآ وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا نار للحرب أطفاها الله ويسعون فى الأرض فسادآ والله لا يحب المفسدين " صدق الله العظيم . سورة المائدة مصر من أول دول العالم التى أودت ظاهرة الإسلاموفوبيا وحذرت منها المجتمعات الإنسانية والعالمية، بل وتصدت لها نيابة عن العالم منذ بداية الثمانينات وكلفتها الكثير والكثير، ولكن بحكمة ومحبة شعبها الاقباط والمسلمين تجاوزت كل هذة الموجات المضللة عن الإسلام والمسلمين ونشرت الدين السمح الحنيف الذى يقبل ويتعايش منذ الاف السنين فى نسيج واحد لم يفرقه شئ، حفظ الله مصر وشعبها وقائدها وجيشها ورجال امنها وكافة المخلصين من ابناء هذا الوطن وكل الدول العربية.

اقرأ أيضا