كل شيخ وليه "الطربوش بتاعه".. «بلدنا اليوم» ترصد مراحل تطوير وصناعة الطربوش

بمجرد مرورك بمنطقة الوسعاية الصغيرة خلف المسجد الأزهر، حيث المباني الأثرية العريقة التي تحمل عبق الماضي وروعة التصميم, تقع عينك على محلًا  لصناعة كانت في فترة من الزمن من أهم الصناعات، حيث كان يعاقب أي شخصٍ لا يلتزم بارتداؤه ألا وهو "الطربوش".

التقت "بلدنا اليوم" بمحمد ممدوح الطرابيشي، صاحب محل "صانع الطرابيش" بمنطقة الوسعاية خلف الجامع الأزهر، الذي يؤكد في بداية حديثه، أنه بدأ العمل في مهنة صناعة الطربوش منذ إحدى عشر عامًا في ورشة أحمد الطرابيشي.

أنواع الطربوش

أوضح محمد ممدوح الطرابيشي، أن الطربوش له أنواعًا كثيرة, منها طربوش "أفندي, قارئ, إمام"، مضيفًا أن لكل طربوش مواصفات خاصة وطريقة شغل معينة سواء فى الرسمة أو في الشكل أو في وقت تنفيذه الطربوش.

الفرق بين طربوش الأفندي والإمام والقارئ

أوضح "الطرابيشى"، أن طربوش الإمام يغلب عليه اللون الغامق والزر يكون أسود اللون، ويوضع في منتصفه نصف الطربوش ويكون الشال الملفوف عليه عالي, أما طربوش القارئ يكون لونه فاتح ويوضع فيه الزر على جانب الطربوش, واللون المتعارف عليه الآن هو اللون اللبني, ويوجد بعض القراء تقوم بتغير لون الزر حتى تغير من الشكل التقليدي للطربوش.

تاريخ صناعة الطربوش

أوضح محمد ممدوح، أن تاريخ ظهور الطربوش يعود إلى عهد الوالي محمد علي باشا، ثم عهد الوالي إبراهيم ثم الوالي عباس، حتى عهد الملك فاروق, وكان ارتداؤه عادة عثمانية، ثم أصبح مكونًا أساسيًا في زي موظفي الحكومة، ويعاقب من لا يلتزم به، مشيراً إلى أن كل تاريخًا له طربوشه الخاص ورسمته الخاصة في تلك الفترة.

مدة تصنيع الطربوش

قال محمد ممدوح، إن طربوش الأفندي يمكن أن يستغرق تنفيذه نصف ساعة، أما طربوش القارئ أو الإمام يمكن أن يستغرق تنفيذه خمس ساعات، وأستطيع عمل 6 طرابيش في اليوم الواحد، لأن صناعة الطربوش صعب ويوجد به حرفة، مشيرًا إلى أن الصنعة ليست فى عمل الطربوش بقدر ما تظهر حرفية صانع الطربوش في تعديل الطربوش وتطوير شكله.

وأضاف أنه خلال رحلته فى صناعة الطربوش، عمل على تطوير شكل الطربوش وتطوير مستلزمات تصنيع الطربوش، حيث كان الطربوش في الماضي تتم صناعته من الداخل بمنتجات جلدية صعبة، الآن استبدلت هذه المنتجات بمنتجات "ستان" حتى لا يشعر القارئ أو الإمام بحرارة عند ارتداء الطربوش.

العمر الافتراضي للطربوش

وأوضح أن عمر الطربوش حوالى عشر سنوات, ويحتاج لعمل صيانه وتنظيف وتغيير الزر كل عام, والحالة العمرية للطربوش تتوقف على حسب محافظة واهتمام القارئ أو الإمام على الطربوش.

مكونات ومراحل صناعة الطربوش

يوضح محمد ممدوح أن الطربوش يتكون من زعف النخيل، ويأتي مجهز كمرحلة أولى من مدينة رشيد، والمرحلة الثانية هي الجوخ، وهى مادة من الصوف تستورد من الخارج، ويتم كي الزعف على "اصطنبة"، وهي التي تأخذ شكل الطربوش مصنوعة من النحاس. وبعد ذلك يتم لصق الصوف على زعف النخيل، ثم توضع البطانة من الداخل وتلصق بمادة لاصقة مستخدمة من "النشا"، ثم يقوم الصنايعي بالخطوة الأخيرة هي الزر الحرير.