بآيات من الأنجيل.. ترامب يسعى لتأسيس دولة الخلافة الأمريكية

إذا ذكرت كلمة الخلافة، فأول ما يطرأ على الذهن، هو الخلافة الإسلامية، التي ينادي بها عدد من الأحزاب السياسية ذات المرجعية الدينية، وتستمد هذه الأحزاب سيطرتها على المجتمع، من خلال الاستناد لعدد من النصوص المقدسة، وتأويلها بما يتناسب مع موقفها الحالي سياسيًا، حتى تظهر أمام الجميع بصفة المفوض من الله على الأرض.

وبالرغم من شهرة الجماعات الإسلامية على هذا النحو، فإن سياسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بدأت في اتباع هذا النهج مؤخرًا، لتبرير سياسته التعسفية في الفصل في بين المهاجرين وأطفالهم.

سياسة اللاتسامح

اعتمدت إدارة الرئيس دونالد ترامب، سياسة اللاتسامح، والتي تعتمد على الفصل بين الآباء وأبنائهم من المهاجرين غير الشرعيين من جهة الحدود الجنوبية للولايات المتحدة الأمريكية، وحتى الآن تم الفصل حوالي 2342 طفل عن أهاليهم أو أقاربهم.

ويقيم هؤلاء الأطفال المنفصلين عن ذويهم، بشكل مؤقت داخل الخيام العسكرية في تكساس، بسبب نقص المساكن للقاصرين.

وبرر ترامب هذا الفصل، في إحدى تغريداته، بأنه مهم وضروري لحماية الدولة، وحماية الأطفال، إذ يعتقد ترامب أن هؤلاء الأطفال يتم استغلالهم من قبل اخطر المجرمين في العالم، واستخدامهم كوسيلة للدخول إلى البلاد، بالإضافة إلى توجهيهه اللوم لسياسات ألمانيا مع اللائجين، حيث أشار إلى ارتفاع معدل الجريمة هناك، مرجئا السبب إلى استقبالهم للائجين، وأكد ضرورة حماية بلاده مما تعرضت له أوروبا، من خلا وضع سياسات صارمة تجاه هؤلاء المهاجرين غير الشرعيين إلى الولايات المتحدة الأمريكية.

وقد نشر موقع التحقيقات الاستقصائية الأمريكية "بروبابليكا"، تسجيل صوتي لعدد من الأطفال يبكون وينتحبون بعد فصلهم عن آبائهم.

المبرر الديني

وفي إطار تبرير السياسة الأمريكية، ضد المهاجرين غير الشرعيين بصحبة أبنائهم، صرح وزير العدل الأمريكي، جيفر سيشنز، بأن سياسيات الإدارة الأمريكية تفصل بين العائلات وأبنائهم من أجل حماية البلاد.

ولإضفاء شرعية على هذه السياسات المتبعة، استعان "سيشنز"، بآيات من سفر رومية الإصحاح الثالث عشر بالكتاب المقدس، حتى يوهم الجميع، أنهم لا يفعلون شيئا ضد إرادة الله، في حماية الولايات المتحدة الأمريكية.

1 لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِينِ الْفَائِقَةِ، لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ، وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ،

2 حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ، وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً.

3 فَإِنَّ الْحُكَّامَ لَيْسُوا خَوْفًا لِلأَعْمَالِ الصَّالِحَةِ بَلْ لِلشِّرِّيرَةِ. أَفَتُرِيدُ أَنْ لاَ تَخَافَ السُّلْطَانَ؟ افْعَلِ الصَّلاَحَ فَيَكُونَ لَكَ مَدْحٌ مِنْهُ،

4 لأَنَّهُ خَادِمُ اللهِ لِلصَّلاَحِ! وَلكِنْ إِنْ فَعَلْتَ الشَّرَّ فَخَفْ، لأَنَّهُ لاَ يَحْمِلُ السَّيْفَ عَبَثًا، إِذْ هُوَ خَادِمُ اللهِ، مُنْتَقِمٌ لِلْغَضَبِ مِنَ الَّذِي يَفْعَلُ الشَّرَّ.

5 لِذلِكَ يَلْزَمُ أَنْ يُخْضَعَ لَهُ، لَيْسَ بِسَبَبِ الْغَضَبِ فَقَطْ، بَلْ أَيْضًا بِسَبَبِ الضَّمِيرِ.

6 فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضًا، إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذلِكَ بِعَيْنِهِ.

7 فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ.

فيما رفضت سارة ساندرز التعليق المباشر على تصريحات "سيشنز"، وبررت تصريحاته بشكل ملتوٍ، عندما صرحت "ليس لدي تعلق على تصريحات وزير العدل، لكنني أعتقد أن الإنجيل يؤيد تطبيق القوانين".