خبراء بالشئون الإفريقية: 30 يونيو كانت نقطة تحول لتاريخ العلاقات المصرية بدول القارة

السبت 30 يونية 2018 | 06:34 مساءً
كتب : مي وجدي

على مدار المدة التي قضتها جماعة الإخوان الإرهابية على سدة الحكم، لمدة عام، عملوا على تدمير البلاد وترويع شعبها وقتلهم، بالإضافة إلى سعيهم الدؤوب لتدمير اقتصادها، أملًا في أن عودة البلاد إلى عهود الظلام، وقطع علاقتها مع أشقائها في المنطقة العربية والإفريقية، وبقية دول العالم، ولكن مع تضافر جهود الشعب والقوات المسلحة والشرطة في 30 يونيو استطاعت البلاد أن تتخلص من هذه الجماعة الإرهابية، وبعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي لمقاليد الحكم، عمل بشكل متواصل على إصلاح العلاقات المصرية مع أشقائها في كل مكان حول العالم.

وقالت الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشئون الإفريقية إن نظام حكم الإخوان كان يحكم مصر تحت تهديد السلاح، بالإضافة إلى تدهور العلاقات بين مصر والدول الأخرى، حيث أنه لم تكن هناك أي علاقة تربطها ببقية الدول، ولكن كانت هناك علاقات أنشأتها هذه الجماعة مع الخلايا الإرهابية، مستشهدةً بمؤتمر «نصرة سوريا»، والذي كان لدعم التنظيم الإرهابي الذي يحتل سوريا.

وأضافت خبيرة الشئون الإفريقية في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن الإخوان كونت أيضًا مصالح مع نظام رجب طيب أردوغان، المعروف عنه أنه يدعم الإرهاب، فضلا عن النظام القطري، مضيفة أن هذا التعاون أدى إلى تدهور العلاقة بين مصر والدول العربية، وأن هذا هو السبب الذي عجل بقيام ثورة 30 يونيو.

وأوضحت أنه بعد تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة البلاد، فقد اختلف الوضع كثيرًا، حيث أنه توجه بشكل كبير لدول العالم، وخاطب منظمات دولية كالأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي، مؤكدًا على أن هذه الحركة الشعبية كانت نتيجة عدم رضائه عن حكم الجماعة الإخوان.

وأشارت إلى أن الرئيس عمل على تحسين علاقة مصر بالشرق الأقصى والمعسكر الشرقية، مثل الصين وسنغافورة وروسيا وكوريا الجنوبية، تلك التحركات التي لم تكن مسبوقة من أي رئيس مصري قبله، إلى جانب التواصل مع الدول الإفريقية، قائلةً إن الإخوان اذا استمروا على سدة الحكم، لدخل تنظيم داعش إلى العاصمة وقتل أبناء الشعب المصري.

واختتمت قائلةً إن مصر الآن تعمل على حل مشكلات دول المنطقة، مشيرة إلى سعي الرئيس السيسي لحل مشكلة جنوب السودان، والصومال وإريتريا، منوهة بأن البلاد عادت إلى مفهوم الرؤية الوطنية كما أسسه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، والتي تهدف إلى أن يكون الشعب سواسية أمام القانون، والذي اختلف في عهد الجماعة الإرهابية، مما جعل الشعب ينتفض في 30 يونيو، التي وصفتها بأنها أعظم الثورات في التاريخ المصري بعد ثورة 1952.

بدوره، قال الدكتور رمضان قرني، خبير في العلاقات الإفريقية إنه من واقع دراسة العلاقات المصرية الإفريقية بعد ثورة 30 يونيو، سنجد أننا أمام مرحلة مختلفة تمامًا عن المراحل السابقة.

وأضاف خبير الشئون الإفريقية في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن الفترة التي قضاها الإخوان في الحكم، والتي استمرت لمدة عام عمت بالكثير من الأحداث والتي كانت من أبرزها الاجتماع الشهير في قصر الاتحادية والخاص بالإعلان عن مواقف مصر من سد النهضة، والخروج بالعديد من القرارات التي أضرت علاقة مصر بالدول الإفريقية، فقد تسبب الاجتماع في إحراج السياسة المصرية في القارة السمراء، خاصةً مع الدولة الإثيوبية.

 

واستكمل حديثه موضحًا أنه بعد 30 يونيو، حدث تحول كبير في علاقة مصر مع القارة الإفريقية، حيث أن الرئيس عبد الفتاح السيسي اشترك في أغلب القمم الإفريقية والتي تعقد سنويًأ في أديس أبابا، مشيرًا إلى أن التحليل الإحصائي الدقيق، كشف أن قارة إفريقيا احتلت 30% من الزيارات الخارجية للرئيس عبد الفتاح السيسي خلال السنوات الماضية، ولذلك فإن إفريقيا تأتي على رأس السياسية الخارجية المصرية.

واختتم منوهًا بأن الطرح المصري للرؤية المصرية للقارة خلال السنوات القادمة، يتمثل في التنمية والتكامل الإقليمي، من خلال تفعيل المنطقة التجارية الحرة الإفريقية، عبر استضافة القاهرة لدورتين متتاليتين لمنتدى الاستثمار بإفريقيا، وأهمية هذا الطرح أنه يبحث عن رؤية إفريقية تنموية حقيقية للقارة.

اقرأ أيضا