تعددت الطرق والقتل واحدُ.. جرائم على فراش الزوجية

الخميس 19 يوليو 2018 | 09:59 مساءً
كتب : حسن سمير _ أحمد عبد ربه

كواليس غريبة وأحداث عجيبة أطلت برأسها على الساحة المصرية مؤخرًا، بعدما تعددت جرائم الفتل البشعة داخل نطاق الأسر، وخصوصًا العنف المتعمد تجاه المرأة مما يودي بحياتها في نهاية الأمر.

 

فالزوجة التي خلقها الله للرجل وجعلها سكن لزوجها، أصبحت من وجه نظره مصدرًا للنزاعات والمشاكل، بل وتحولت من الطرف المجني عليه إلى الجاني ليصبح عش الزوجية مسرحًا لأبشع جرائم القتل في مصر والتي لم تعد مقتصرة علي طرف واحد فقط، بل يتشارك فيها الطرفان، والتي نرصد أبرزها، على مدار الأيام الخمسة الماضية.

 

بدايةً، شهدت منطقة القطامية جريمة مأساوية، بإقدام صاحب مقهى على إلقاء زوجته من الطابق الخامس، بسبب خلافات زوجية متكررة، حيث لقيت مصرعها في الحال.

وتلقى المقدم محمد كمال، رئيس مباحث قسم شرطة القطامية، بلاغًا من الأهالي مفاده مصرع ربة منزل عقب سقوطها من الطابق الخامس.

وعلى الفور انتقل الرائد مصطفى عامر، معاون مباحث قسم شرطة القطامية، لمحل البلاغ وتبين مصرع المدعوة "هناء كحلاوي" 24 سنة ربة منزل عقب سقوط من الطابق الخامس، وباستدعاء الزوج ويدعى "حمدي توفيق كامل" 33 سنة صاحب مقهى ومقيم بمنطقة الهناجر الجديدة دائرة القسم، ومناقشته ظهر عليه علامات الريبة والقلق وبالضغط عليه إعترف بنشوب مشاجرة بينهما بسبب خلافات سابقة، قام على إثرها بإلقائها من شرفة المنزل.

 

فيما نجح قسم شرطة القطامية، فى كشف غموض العثور على جثة بطريق العين السخنة تجاه القاهرة، حيث تبين من التحريات أن زوجة المجنى عليه وراء التخلص منه بالاشتراك مع سائق، وذلك عقب ارتباطهما بعلاقة غير شرعية.

البداية كانت ببلاغ لقسم الشرطة، بالعثور على جثة بها بعض الإصابات بطريق العين السخنة تجاه القاهرة، وبالانتقال والفحص تبين أن الجثة لشخص يدعى "محمد ف. ر" 40 سنة، سائق، مسجاة على ظهرها بجانب الطريق (يرتدى ملابسه كاملة)، وبه إصابات عبارة عن "سحجات حول الرقبة، جرح بالساعد الأيسر"، وبحوزته حافظة نقود وأوراق إثبات شخصيته.

 ومن خلال التحريات تبين أن وراء ارتكاب الحادث "منى ا. ح" 39 سنة، ربة منزل (زوجة المجنى عليه)، و"أحمد ج. ا" 29 سنة، سائق، لارتباط زوجة المجنى عليه بعلاقة غير شرعية مع الثانى، وتوطدت العلاقة بينهما على إثر قيام المجنى عليه بتشغيل زوجته بالملاهى والبارات الليلية، وقيام المتهم الثانى بتوصيلها لأماكن العمل، فاتفقا فيما بينهما على التخلص منه.

 

واقعة أخرى، تمثلت في تلقي قسم شرطة منشأة نصر إشارة من مستشفى الشيخ زايد آل نهيان إلى قسم شرطة منشأة ناصر تفيد باستقبالها "خ م"، 39 سنة، عاملة بمستشفى ومصابة بجرح طعني نافذ بالصدر من الجهة اليسرى وآخر قطعي عميق بالوجه من الجهة اليسرى، وتوفيت متأثرة بإصابتها.

 

 وبالانتقال والفحص تبين حدوث مشادة كلامية بين المجنى عليها وزوجها "ع ع"، 51 سنة، عامل كاوتش وتأيدت الواقعة بشهادة كل من نجلهما "م ع"، 15 سنة، عامل ونجلتهما "ح ع"، 18 سنة، ربة منزل، وزوج شقيقة المجنى عليها "ت خ"، 37 سنة، عامل.

 

وفي محافظة السويس، لم يجد مسجل خطر سببا كافيا للتخلص من زوجته سوى شكه في سلوكها، أمرت النيابة العامة بإحالة المتهم ويدعى "هانى ش"، إلى محكمة الجنايات لاتهامه بقتل زوجته عن طريق صعقها بـ220 فولت كهرباء. وتبين أن الأهالى عثروا على جثة "نجلاء.ط" وشهرتها "ياسمين" ملقاة داخل حفرة بمقابر الصدقة.

 

وبعد تحديد هوية الجثة تبين أن الزوج هو القاتل، وأنه مسجل خطر سرقات وسبق اتهامه في العديد من قضايا السرقة والبلطجة، وأنه تزوج ثلاث مرات ولديه 6 من الأبناء، وتم ضبطه وبحوزته سلاح ناري، وزعم ارتيابه فى سلوك زوجته، ومن ثم قيّدها من يديها ورجليها بغرفة النوم ثم قام بضربها، ثم صعقها بالكهرباء جهد 220 فولت حتي ماتت، ثم وضعها علي سرير غرفة النوم وعندما رآها أبناؤه أكد لهم أنها نائمة، ثم حملها ليلا إلي مقابر الصدقة التي تقع بالقرب من منزله، وحفر حفرة وألقاها بها. وأكد أبناء القتيلة رؤيتهم والدهم يضرب والدتهم بعنف داخل غرفة النوم، وأكدوا حسن سير وسلوك والدتهم، وأنها ليست كما يدعى الزوج، وأنه زعم ذلك محاولا الإفلات من العقاب وتبرير جريمته بادعاء أن سببها الشرف.

 

تعليقًا على هذا الأمر، قال الدكتور جمال فرويز أستاذ الطب النفسي، إن الجرائم التي تحدث بين الأزواج تكمن في عدة أسباب منها الشك والخلافات العائلية والضغوط الحياتية أو الاقتصادية، والتي تعتمد على الشخصية التشككية دائما، فدائمًا ما يتولد شعور بالشك في الآخرين، ومنهم الزوجة لتصل في بعض الأحيان إلى القتل وعلى الرغم من ذلك فإن أى جريمة مهما كانت بشاعتها لا تعد صادمة، لأنها تعتبر حالة استثنائية، والنفس البشرية ليست واحدة، فالبعض لديه ميول عدوانية، أو اليأس أو الخوف، بخلاف عدد كبير يتعاطون المخدرات.

 

وأضاف فرويز في تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم" أن الخلافات بين الزوجين أحيانا بينهما مع وجود ضغوط في العمل او اقتصادية، والاعتداء اللفظي على كل منهما أو المعايرة بسبب ضعف الجنسي وغيرها، فيضربها بطريقة مبرحة قد تودي بحياتها، مما يسمى بالجنون اللحظي، موضحًا أن الانحدار الثقافي له الدور الأكبر حيث يدعي بعض المتأسلمون أن ضرب الزوجة حق له فيمارس ذلك وهو مجرد شكل خارجي فقط.

 

وأشار أن مشكلة قتل الأزواج، ليست فى طريقة الجريمة وتفاصيلها، لكن الأزمة الحقيقية تتمثل فى استمرار العلاقة بينهما من الأساس، متسائلا "لما يعيش إنسان مع آخر يكرهه ولا يطيقه"؟ موضحًا أن تلك مسألة معقدة لكن الأصح فيها هو الانفصال، فمن الأسلم للإنسان نفسيًا واجتماعيًا البعد عن مسببات الألم والإيذاء، منوهًا ببمشكلة يعانى منها مجتمعنا، وهى أن بعض الرجال يعتبرون أن العنف حق مكتسب، فيتعدوا على زوجتهم بالضرب، بحجة تأديبها كما يقولون، على الرغم من كونها إنسانة راشدة وأدبتها أسرتها أفضل تربية بدليل سعيه للارتباط بها.

 

 

اقرأ أيضا