«من رحم يناير... «مستقبل وطن» يستغل الأزمات بحثًا عن الزعامة

السبت 21 يوليو 2018 | 11:50 صباحاً
كتب : سارة محمود

حلقة جديدة من مسلسل الصراعات بين الحزب الشبابي، والكيانات الأخرى، وكأن حزب "مستقبل وطن" والذي يرأسة المهندس أشرف رشاد، جاء لافتعال الأزمات فقط في تلك المرحلة الحرجة التي يمر بها مؤخرًا، والذي ما زال يسير عليها، مما جعله تحت الميكروسكوب وأنظار الجميع، لمراقبة أداء عمله وتنظيم الأنشطة والفعاليات على أرض الواقع والتي توقفت عن ممارستها منذ أن بدأت الصراعات والأزمات الداخلية داخل جدران الحزب منذ رمضان الماضي، وحتى الآن.

 

صراعات الدمج    

 كانت البداية منذ أن دعى الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال أحد المؤتمرات  الشبابية بشرم الشيخ، بدمج كل الأحزاب السياسية، والتي يصل عددها حتى الآن  106 أحزاب سياسية، فى 10 أحزاب فقط،  بهدف تقليص العدد الذي يعتبر منذ اللحظة الأولى من وجودهم مجرد حبرعلى ورق بسبب عدم تواجدهم الفعال من خلال الأنشطة أو الدور الرقابي والتشريعي الذي تقوم به كل الكيانات.

 

وتتوالى الأحداث ويدعي الكيانات الصغيرة والأحزاب الكبرى، لتلبية دعوات «السيسي» والتي تكررت مرارًا فى كل المؤتمرات الشبابية ولم تتحقق، وبالرغم من ذلك إلا أن حزبي «مستقبل وطن والمصريين الأحرار» تقلدا نهجًا آخر للتخلف عن تلك الاجتماعات، متحججين ببعض من الأحداث، والمتمثلة فى دعم الرئيس عبدالفتاح السيسي بالانتخابات الرئاسية.

 

 وتيرة واحدة

وبعد مرور تلك الفترة، وارتفاع وتيرة اندماج الأحزاب وتشكيل عدد من الائتلافات بين أصحاب الأيديولوجيات المتشابهة، لتقوية الحياة السياسية، وكان على رأسها بزوغ نجم حزب مستقبل وطن، بعد اندماجه مع جمعية «معا من أجل مصر»؛ بدأ أعضاء الكيانات والأحزاب الأخرى بالنظر إلي الحزب الشبابي من منظور آخر، على اعتبار أنه حزب الرئيس كما يدعي البعض، وأنه النسخة الأخري من الحزب الوطني المنحل، لذلك كانت هناك دعوات لإنعاش الحزب بدماء جديدة من الاستقطابات، بالكيانات الأكثر  تقربًا للمبادئ والأهداف التي نشأ عليها، وكان النصيب الأكبر لـ«المصريين الأحرار» للدخول فى تلك الأزمات الجديدة، خاصة وأن الحزب قد ضربت أروقته العديد من الأزمات في الآونة الأخيرة، بداية من المهندس نجيب ساويرس، مختتماً بالرجل الأول للدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، نصر القفاص، والذي كان يتقلد منصب الأمين العام للحزب.

 

تحذيرات النواب من استقطاب الأعضاء

 «ممنوع.. حذاري».. رسائل جاءت على لسان الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، في يوم وليلة، ليحذر فيها النواب من المشاركة في حفل الإفطار السنوي الذي ينظمة «رشاد»، قائلًا: "من يشارك يعتبر نفسه مستقيلًا على الفور ولا رجعة له".

 

عبارات شديدة اللهجة، استخدمها "خليل" وكأن من المفترض أن يسمع أبناءه الكلام على الفور، ولكن حدث العكس تمامًا، فقد أعلن الدكتور علاء عابد، استقالته الرسمية من الحزب لإعلان الولاء إلي آخر، وأصبحت تهديدات «خليل» متساقطة على الأرض، ربما لعناد الأعضاء الشديد، أو لارتباطهم بـ «عابد».

 

انتصار رشاد 

ولأول مرة فى تاريخ الحياة الحزبية ينتصر حزبًا على آخر، وهذا يدل على أن «مستقبل وطن» انتصر فى استقطاب عدد من أعضاء «المصريين الأحرار» وذلك من خلال الاجتماعات السرية التي كانت تتم بين كل من النائب هشام الشعينى ومجدى ملك ومصطفى سالم وخالد عبد العزيز، بالإضافة إلى النواب محمد المسعود، عبد المنعم شهاب، إبراهيم عبد الوهاب، سامى المشد، رياض عبد الستار، محمد الكومى، اللواء خالد خلف الله، اللواء سيف إبراهيم، العميد محمد الجبالى، أحمد رفعت، سامى رمضان، إيناس عبد الحليم، ميرفت موسى، عمر وطنى، فى شهر رمضان الماضي، بمنتصف الليل، لإتمام الاتفاقات السرية وتوقيع استمارة «مستقبل وطن» بعيدًا عن أنظار الآخرين، وبحثًا عن تشكيل ائتلاف الأغلبية تحت قبة البرلمان، منافسًا لـ«دعم مصر».

 

وعود كاذبة

وبالرغم من أن «رشاد» يردد دائمًا بأن الكوادر السياسية ليست سلعة تباع أو تشتري، وأن الكادر السياسي يبحث دائمًا عن المكان الذي يريد أن يفرغ طاقته وأحلامه السياسية فيه، ويعمل على تصعيده سياسيًا، إلا أنه فى نفس الموقف يبرر لكل النواب للانضمام إليه، وأنه يستلزم لكي يتم إسقاط عضوية النائب، أن يصوت ثلثا أعضاء مجلس النواب بالموافقة، وهذا حدث يصعب حدوثه فى تلك الفترة، خاصة وأنه خلال أيام سيتم انتهاء دور الانعقاد الثالث، كما أنه لم يتم الإعلان عن الأسماء بالشكل الرسمي لوسائل الإعلام، مؤكدًا بأنه سيتم تشكيل لجنة لبحث المادة «6» من قانون مجلس النواب، كما أن تعديلها أمرا يسيرا وليس صعبًا، وسيكون هناك مخرج قانوني فى دور الانعقاد الثاني لهذا الأمر.

 

عودة الهجوم على «خليل»

أيام تمر، و«رئيس مستقبل وطن»  لن يتوقف عن تلك الألاعيب المستمرة  والمضادة، للدكتور عصام خليل» رئيس حزب المصريين الأحرار، الذي ما زال يقف صامدًا للدفاع عن نفسه فى الخلافات القائمة، وعن الدكتور علاء عابد، رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، عندما تم اتهامه بأنه مقصر فى أداء عمله ومنصبه، مهتما أكثر بالسفر إلي الخارج كرئيس للجنة حقوق الإنسان، مما أدى إلي انسحابه وإعلان الولاء إلى آخر.

 

ووجه «رشاد» سؤالا إلى "المصريين الأحرار"، قائلًا، إذا كان الحزب عاجزًا عن الدفاع عن الكوادر السياسية التي يمتلكها أو يقنعها بوجوده، فكيف يريده أن يكون بجواره؟

 

نلتزم الصمت

ويخرج حزب المصريين الأحرار، قائلًا إلى أن «خليل» قد أعطى أمرا لكل الأعضاء بعدم الرد على أي شائعات أو انتقادات من قبل المنافسين حتي يتم ظهور الرؤى الواضحة لاستقالة الأعضاء من الحزب للانتقال إلى آخر، وحقيقة الاجتماعات السرية التي كانت تعقد منذ قبل.

 

أنشطة مجمدة لمدة 60 يومًا 

وبعد الإعلان عن انتهاء الحزب من الحسم النهائي من التشكيلات القيادية الأخيرة التي ضمت شخصيات وقيادات حزبية كبرى، منها قيادات في ائتلاف دعم مصر الأغلبية البرلمانية، إلا أن «مستقبل وطن» لم يظهر فى المشهد السياسي وعلى الساحة منذ ما يقرب من شهرين وحتى الآن.

 

مما أدى إلى تراجع الأداء، وكأن الأحزب تم تبديله وتجمدت أنشطته هو الآخر، خاصة وأنه كانت تتم العديد من اللقاءات والأنشطة، داخل الجدران للاستعداد لخوض انتخابات المحليات، إلا أنها توقفت فجأة.

 

أمانة الإعلام السبب

يقول حسام الخولى، الأمين العام لحزب "مستقبل وطن"، إن السبب في تراجع الحزب على الساحة، يرجع إلي أنه ليس هناك خبرة كافية فى الأمانة العامة بالإعلام، تسمح بتداول الأنشطة، مؤكدًا أن الحزب يمارس كل الأنشطة على مستوى الجمهورية من خلال افتتاح مقرات وغيرها.

 

وأوضح "الخولي" أن الحزب يعالج الآن نقص الوسائل الإعلامية، خاصة أن الأمانة في مرحلة التشكيل، لكن فيما يخص العمل فالحزب متواجد بصورة كبيرة وتم الانتهاء من مقراته بنسبة 90%، في محافظات الجمهورية، وهناك طفرة غير عادية.

 

تشكيل ائتلاف الأغلبية قريبًا

وأشار الأمين العام للحزب، إلي أن هدف "مستقبل وطن" الآن، هو البحث عن مقعد الأغلبية، والفوز باكتساح فى الدورة البرلمانية القادمة دون منافس، لافتًا إلي أن عدد أعضاء الحزب يتخطي الـ500 نائب، ولذلك من السهل أن نحصل على هذا المقعد.

 

شائعات 

وأكد النائب جمال عبد العال، عضو المكتب السياسى لائتلاف دعم مصر، أن الأقاويل وتحليل المواقف المتعلقة بالائتلاف، زادت حدتها خلال الآونة الأخيرة، دون أن يكون لها أساس فى الواقع، موضحًا أن "الائتلاف ما زال قائما كائتلاف برلمانى، يضم كل الأحزاب، وما زالت الخريطة السياسية حتى الآن لم توضع بشكل نهائى فى مصر".

 

واتهم "عبدالعال"، حزب "مستقبل وطن"، بتوجيه سهام الشائعات حول الائتلاف بهدف التأثير عليه وإضعافه، مضيفا: "أصبحت المصالح متضاربة، وكل كيان يسعى جاهدًا إلى التقليل من الجبهة الأخرى، وإضعافها، مثل شائعة استقالة السويدى من رئاسة الائتلاف، وهو يبرز تساؤلا حول من هو صاحب المصلحة لنشر مثل تلك التكهنات؟" بالتأكيد "مستقبل وطن".

 

اقرأ أيضا