”الخوذ البيضاء”.. وسيلة لكشف أسرار إسرائيل على يد الأردن

الثلاثاء 24 يوليو 2018 | 11:49 مساءً
كتب : محمود صلاح

لم يستمر الأمر كثيرًا، ولم يحالفهم الحظ كالعادة، في أعمالهم الدنيئة التي يظهرون من خلالها، بثوب الشرف والديمقراطية، فبعد موقفهم مساء أمس اتجاه "الخوذ البيضاء" في الأراضي السورية، وأنهم حرروا أكثر من 800 فرد وعائلتهم من سوريا إلى الأردن، جاءت الفضائح صباح اليوم، لكي تلحق بالكيان الصهيوني، برعاية أردنية، تكشف مخطط اللعبة القذرة التي لعبها نتنياهو بدعم من القوتين الروسية والأمريكية.

 

أعلن الجيش الإسرائيلي ، مساء أمس الأحد، مساعدته لـ800 شخص وعائلتهم تابعين لمنظمة الدفاع المدني المعروفة باسم «الخوذ البيضاء» بالخروج من سوريا عبر هضبة الجولان، وأن هذه العملية الإنقاذية جاءت بناءً على طلب من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، قبل أيام.

وبحسب الموقع الرسمي لمنظمة «الخوذ البيضاء»، فهم جماعة مكونة من 3000 متطوع إنقاذ للمدنيين ضد الكوارث والأعمال العدائية، كما تساعد المدنيين على التعافي من الآثار المباشرة لهذه الجرائم، كما تحاول المنظمة بحسب ما أعلنته عن نفسها، توفير الظروف الضرورية للمدنيين بعد نجاتهم من الاعتدائات.

 

وبعد هذه التصريحات التي أدلى بها رئيس الوزراء الإسرائيلي، لقى تفاعلًا دوليًا من أمريكا وروسيا وألمانيا وكندا، جميعهم طالب نتنياهو بالتعاون مع اللاجئين السوريين، وكأنه يمثل دور الأب الحنون الذي يلبي مطالب عائلته، ولكن في أغلب الأوقات تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، وينقلب الحال على عقب بسبب التصريحات التي أكدتها السلطات الأردنية بأن 422 من عناصر ما يسمى بـ"الخوذ البيض" دخلوا الأردن فقط، مكذّبة الأنباء التي تحدثت عن دخول أكثر من 800 منهم الأراضي الأردنية.

 

وجاء تكذيب السلطات الأردنية لهذه الأنباء، بعد أن تحدثت إذاعة الجيش الإسرائيلي عن إجلاء 800 سوري من "الخوذ" وأفراد عائلاتهم إلى إسرائيل ونقلهم لاحقا إلى الأردن برا.

 

وفي وقت سابق، قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن واشنطن تدعم بقوة منظمة "الخوذ البيض"، التي تدّعي أنها أنقذت أكثر من 100 ألف شخص منذ بداية الصراع" في سوريا.

 

وخلافا لما يؤكده الرعاة، ظهر الكثير من عناصر هذه المنظمة مرارا على أشرطة فيديو وهم يقومون بعمليات إنقاذ تمثيلية للأطفال من تحت الأنقاض، بهدف إيهام الرأي العام بتعرض المدنيين لهجمات بأسلحة كيميائية، وكل ذلك في ظل تغطية إعلامية ودعائية واسعة انخرطت فيها الكثير من الوكالات والقنوات التلفزيونية.

 

وكان بوريس دولغوف، الباحث البارز في مركز الدراسات العربية والإسلامية في معهد الاستشراق التابع لأكاديمية العلوم الروسية قال لـ"اسبوتنيك" في تعليق على "الخوذ": "يحاول عناصر هذه المنظمة، مغادرة المنطقة حتى لا يقبض الجيش السوري عليهم ولا يقوم باستجوابهم والتحقيق معهم، وبعض عناصر هذه المنظمة، شاركوا في عمليات نفذتها استخبارات غربية في سوريا، ولذلك لا يجوز لهم البقاء في أرض تخضع لسيطرة حكومة دمشق".

اقرأ أيضا