”المرفوض نجمًا“.. ”ابن قطور“ على خطى محمد صلاح: لا يأس

الاربعاء 01 اغسطس 2018 | 12:21 مساءً
كتب : سارة أبو شادي

«وَأَعْلَنَ في الْكَوْنِ أَنَّ الطُّمُوحَ لَهِيبُ الْحَيَـاةِ وَرُوحُ الظَّفَـر.. إِذَا طَمَحَتْ لِلْحَيَاةِ النُّفُوسُ فَلا بُدَّ أَنْ يَسْتَجِيبَ الْقَـدَرْ»،  محمد صلاح «الفرعون المصري» كان مجرد لاعب سعي خلف طموحه خارجًا بعدما رُفض في بلده، فلم يستسلم وقررّ البحث عن حلمه في مكان بعيد، فأصبح صلاح نموذجًا للكثير من الشباب، الذين تيقنّوا أنّه من الممكن تحقيق الحلم مادام الإصرار موجود.

 

لم يكن صلاح وحده من قررّ الهرب للبحث عن حلمه، فهناك العشرات بل المئات مثله ممن لم ينالوا الشهرة بالرغم من سعيهم وتألقهم، فباتوا أيضًا حديث العالم بسبب موهبتهم في مجالات متعددة وليست في مجال الألعاب الرياضية فقط.

 

«مصطفى فتحي» شاب لم يتخطى حاجز الـ16 عامًا، أحد أبناء محافظة الغربية، وتحديدًا ابن قرية سجين الكوم التابعة لمركز قطور، هذا اللاعب الذي بدت عليه موهبة كرة القدم وهو في سن صغير، فقررّ البحث عن نادي يتبنى تلك الموهبة، لكن وكعادة الأندية المصرية فالواسطة والمحسوبية دائمًا ما يقفوا أمام نجاح البسطاء.

 

منذ 3 سنوات قررّ اللاعب بمساندة والده الذهاب إلى نادي غزل المحلة للتقديم في اختبارات النادي حتى يستطيع اللعب والتألق، ويكون بداية الطريق لكي يُصبح كمثله الأعلى وابن محافظته، لكنّه رُفض في اختبارات النادي، بدون أن يعلم الفتى أسباب رفضه، فبشهادة جميع من عرفوه أنّه يمتلك مهارة كبيرة وسيُصبح ذو شأن في الأيام القادمة.

 

لم ييأس الفتى وقررّ الذهاب لأحد أندية محافظته أيضًا نادي طنطا، لكنّ الصدمة التي لحقت بالفتى أنّه وللمرة الثانية تم رفضه بسبب عدم لياقته، فعلى حد قوله أنّ مستواه كان أفضل من الكثيرين هناك، لكنّه لم يكن يمتلك الشيئ الوحيد حتى يتم قبوله « الواسطة».

 

إلّا أنّ اليأس لم يتملّك بالرغم من رفضه للمرة الثانية، فالتحق بنادي سبورتنج كاسل بطنطا، ليخطر  ببال والده أن يلجأ إلى أحد المدربين بنادي بسيون والذي كان مدربًا لمحمد صلاح في فترة بعينها، وهو الكابتن رضا مسعود، ومن هنا اقترح المدرب على والد الفتى أن يلتحق بنادي الداخلية علّى وعسى أن يتم قبوله في النادي.

 

ودخل الفتى اختبارات النادي، وبالفعل تمّ قبوله للعب بنادي الداخلية، وبعد فترة قصيرة أُعير لنادي الحمام بمطروح، وأثناء فتح موسم الانتقالات، حاول مصطفى فتحي أن يبدأ تحقيق حلمه باللعب في نادي من أكبر الأندية المصرية، خاصة بعدما قدّم الزمالك بطلب للحصول على خدمات اللاعب، وبعد اتمام الصفقة وحصول النادي على استغناء من الداخلية لم يجد اللاعب أي اهتمام من النادي أو جهازه الفني وكأنّه لم يكن موجودًا نهائيّا، فعاد اللاعب مرة ثانية للداخلية.

 

بعد فترة قصيرة كان اليأس على وشك أن يتملّك من الفتى الصغير، فهو حاليّا يؤمن تمامًا أنّ المهارة في مصر باتت تُعامل معاملة الدرجّة الثانية والواسطة فقط هي صاحبة الدرجة الأولى، لكنّ القدر شاء ان لا تذهب تلك الموهبة هباءًا، وبعد أقل من موسم في نادي الداخلية، تمّ فتح باب الاختبارات خارج مصر، وكالعادة تمّ قبول الفتى للعب بداخل نادي بوشتكاش التركي، وبعد مايقرب من 6 أشهر،قدّم الفتى خلالهما أفضل ما لديه، حصل على أفضل لاعب محترف في تركيا، ليستكمل مسيرة الموهوبين في الخارج.

 

حلم الفتى لن يقف عند هذا الحد، فهو يأمل  أن يلعب بنادي مانشيستر سيتي الإنجليزي، حصل على العديد من العروض المحلية في تركيا، يسعى للعب لمنتخب بلاده أيضًا.

اليوم، تتحدّث الصحافة العالمية عن اللاعب المصري الصاعد المتألق، يبحثون عن صلاح آخر بداخله هو نفسه يسعى ليسير في نفس طريق النجاح الذي سار به رفيقه وابن بلده الفرعون، يحاول أن يُصبح هناك أكثر من فرعون يرفع علم بلده في الخارج، «مصطفى فتحي» مثل الكثيرين الذين يحاولون رفع شأن بلدهم في الخارج بالرغم من المعاناة التي وجدوها تلك التي كادت أن تقضي على موهبتهم، فلو لم يكن رٌفض من الأندية لظلّ حبيس الدكة في وطنه، لكنّه الآن وفق رأيه أنّه يسير بالطريق الصحيح والأمثل.

 

 

اقرأ أيضا