المخرج مجدى أحمد علي : مصير السينما أصبح بين أيدى ممثلين قليلي الخبرة (حوار)

الخميس 02 اغسطس 2018 | 05:00 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

أتعجب من السماح بإعداد كتب عن الأنبياء ومنع تنفيذ أعمال فنية تمثلهم على الشاشة

نحتاج إلى ما لا يقل عن 5 آلاف دار عرض.. وبناؤها يحتاج إلى قرار سياسى سيادى

مصير السينما أصبح بين أيدى بعض الممثلين ومنهم قليلو الخبرة والثقافة

محاربة الإرهاب والتطرف تأتى من بناء عقول مستنيرة

«الدنيا والجنة» يناقش تاريخ السلفيين فى الثمانينيات

الدورة الثالثة من مهرجان شرم الشيخ السينمائى ستشهد طفرة هائلة

تخفيض نسبة الدعم المادى إلى 40% من ميزانيته يفتح الباب أمام أصحاب «السبوبة»

هو مخرج كبير له مدرسته الخاصة فى المجال، من أهم أعماله السينمائية "يا دنيا يا غرامى، البطل، خلطة فوزية"، وأخيرا فيلم "مولانا" العام الماضى، الذى أحدث رد فعل واسعا بين الجماهير والنقاد والسينمائيين، مهموم دائماً بنشر الثقافة ومحاربة الفكر المتطرف، تم ترشيحه مؤخراً رئيساً للدورة الثالثة من مهرجان شرم الشيخ السينمائى، إنه المخرج مجدى أحمد على.

وإلى نص الحوار..

ما الجديد الذى ستقدمه خلال رئاستك الدورة الثالثة من مهرجان شرم الشيخ السينمائى؟ 

مسئولية كبيرة جداً أن أكون رئيساً للدورة الثالثة من مهرجان شرم الشيخ السينمائى، وأتوجه بالشكر لمؤسسة نون للثقافة والفنون على ثقتهم الغالية فى شخصى، هذا المهرجان هو نافذة ثقافية مهمة جدا لنطل منها على كل ما هو جديد فى الإنتاج الفنى العالمى، وهو أيضاً مسئول عن إبراز صورة مصر الحضارية أمام كل الوفود.

وسأعقد مؤتمرا صحفيا الفترة المقبلة لعرض كل الأفكار التى سنعمل بها خلال المهرجان وكل التفاصيل والاستعدادات، ولكن أعدكم من الآن أن هذه الدورة ستشهد طفرة هائلة فى التنظيم والظهور بشكل مشرف لنا جميعاً، ليتحدث العالم عن عظمة مصر، وأتوقع تعاونا كبيرا بيننا وبين وزارة الثقافة ووزارة السياحة ومحافظة جنوب سيناء والعديد من المؤسسات السياحية التى ترغب فى عودة مصر للريادة الفنية.

ولكن كيف ستواجه قرار مجلس الوزراء بتخفيض نسبة الدعم المادى لأى مهرجان إلى 40%؟ 

نحن أمام أزمة حقيقية بهذا القرار الخاطئ العشوائى، لأن هناك استحالة لضبط هذه النسبة، وهذا القرار يفتح الباب أمام أصحاب " السبوبة" للتحايل على هذه القرارات عن طريق رفع نسبة الميزانية الأصلية للمهرجان، وبذلك ترتفع نسبة الـ40%، وكيف للدولة أن تفرض هذه النسبة بصرف النظر عن قيمة ومكان الحدث؟! فيصبح الكل سواسية رغم اختلاف الأهمية والمكان المقام به المهرجان، وعلى سبيل المثال لو أرادت وزارة السياحة تقديم مزيد من الدعم لمهرجان شرم الشيخ السينمائى مثلاً لكى يظهر فى أفضل صورة له معبراً عن قيمة مصر الحضارية، فبهذا القرار الخاطئ لن تستطيع الوزارة تقديم دعمها إلا بعد أن تنظر إلى باقى الوزارات الأخرى لكى لا تتخطى نسبة الـ40%، وسنحاول الفترة المقبلة العمل على مناقشة بنود هذا القرار تمهيداً لتغييره، لأن الفن والثقافة وبناء العقول والأفكار لا تخضع أبداً لقيود البيروقراطية التى نعانى منها فى كل مجالات الحياة، ولكن الثقافة شىء آخر. 

لماذا تهاجم من يرحب بهذا القرار بدافع الحفاظ على المال العام؟ 

أحزن وأتعجب عندما أجد ناقداً فنياً يرحب بمثل هذه القرارات العشوائية، والتى من شأنها محاصرة وتقييد المهرجانات الجادة التى تقيمها منظمات المجتمع المدنى، بحجة الحفاظ على المال العام، وتجاهل بعض البنود الأخرى للقرار ومنها المراقبة الإدارية والفنية لكل عناصر المهرجان.

ماذا فعل أهل الفن والثقافة تجاه هدم سينما عريقة مثل فاتن حمامة بمنطقة المنيل؟ 

لن ننكر أننا أصبحنا فى معركة حقيقية بين الفن والثقافة من جهة، وطوفان المال من جهة أخرى، وتحدثنا كثيرا فى لجنة السينما والمؤتمرات والندوات بالمجلس الأعلى للثقافة عن أهمية دور العرض فى تشكيل الوجدان المصرى وأهمية المحافظة عليها من الهدم وتطبيق القانون على من يقوم بهدم أى دور عرض، ولكن الدولة تتجاهل هذا الموضوع بشكل يشبه التواطؤ. 

نحن نحتاج إلى ما لا يقل عن 5 آلاف دار عرض خلال السنوات القادمة، وكذلك إلى وجود دور عرض فى كل مدن مصر، ويجب أن تؤمر كل محافظة بهذا؛ لأن هذا الموضوع يحتاج إلى قرار سيادى سياسى.

ولا بد أن تعطى الدولة بعض التسهيلات والإعفاءات الضريبية لمن يفكر فى بناء أى دار عرض مقابل أن يصبح سعر التذكرة مناسباً غير مبالغ فيه؛ حتى يتمتع كل المصريين، ويحدث رواج فكرى سينمائى.

صرحت قبل ذلك بأنه لا يوجد سند شرعى فى تجسيد الأنبياء.. هل من الممكن أن نرى لك تجربة سينمائية بهذا الشأن؟ 

بالطبع مستعد لإخراج مثل هذه النوعية من الأعمال الفنية بشرط وجود مناخ يسمح بهذا، وأتعجب من عدم تغيير النظرة القديمة النمطية تجاه هذا الموضوع وأن السينما ضد الوقار، ولماذا يتم السماح لعمل كتب عن هذه الشخصيات وغير مسموح بتناولها فى عمل سينمائى؟ وجود الأنبياء كان له تأثير فى تاريخنا وحاضرنا أيضا، لذا يجب أن يتم إظهار سماحتهم وأخلاقهم الحسنة.

لماذا تراجعت أعداد أعمالك السينمائية رغم عمرك الفنى الكبير؟

لست وحدى هكذا، فهناك أيضاً خيرى بشارة وداوود عبد السيد وعلى عبد الخالق وعلى بدرخان ويسرى نصر الله وآخرون، "إحنا دمنا تقيل على المنتجين" لأن هناك إصرارا من شركات الإنتاج أن ينفذ المخرج أوامرهم، وهذا ما يتنافى مع شخصيتى تماماً ومع كل ما تعلمته، الممثل الآن أصبح مسيطرا على كل شىء فى العمل السينمائى، فهو من يختار النص والمخرج وفريق العمل وهذا أمر غير مسبوق، وأصبح مصير السينما بين أيدى بعض الممثلين البعض منهم قليل الخبرة والثقافة، "السينما أصبحت بلا أب". 

 بعد النجاح الكبير الذى حققه فيلم "مولانا" العام الماضى.. ما الجديد الذى ستقدمه خلال الفترة القادمة؟ 

هناك تحضير لعملين سينمائيين فيلم "اتنين طلعت حرب"، وفيلم آخر بعنوان "الدنيا والجنة" وهو يرصد تاريخ الجماعات السلفية فى ثمانينيات القرن الماضى، وسيتم الاستعانة فيهما بالأجيال الشابة من الفنانين، وأنتظر فقط وجود شركة إنتاج لتمويل العملين.

هل يمكن أن تكرر تجربتيك مع عمرو دياب بفيلم "ضحك ولعب وجد وحب" كمساعد مخرج ومصطفى قمر فى "البطل"؟ 

بالطبع نعم، أريد تكرار العمل معهما مرة أخرى، فهما يستحقان مكانة سينمائية أكبر مما هما عليها الآن، "عمرو دياب" دائماً مجدد فى الأغنية المصرية والعربية وقام بالتمثيل فى فيلم ضحك ولعب وجد وحب بطريقة غير مسبوقة، أما مصطفى قمر فأرى أنه ما زال يمتلك الكثير سينمائيا، وكان فى فيلم البطل مميزاً بشهادة الجميع.

ما الرسالة التى توجهها إلى الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة؟

"إيناس عبد الدايم" مثال مشرف للثقافة فى مصر،و أطالبها بتنفيذ كل ما كانت تحلم به كفنانة مثقفة بعيداً عن العوائق الحكومية الروتينية والتى يغلب عليها الطابع البيروقراطى، وأن تفتح كل أبواب المعرفة والثقافة لكل المصريين لإنقاذ شبابنا من خفافيش الظلام الذين يريدون عودتنا للخلف وعدم التقدم، لأن محاربة الإرهاب والتطرف تأتى من بناء عقول مستنيرة.