شبح ارتفاع الأسعار يُهدد «قراء» الصحف الورقية.. و«خبراء» يعرضون الحل

السبت 11 اغسطس 2018 | 12:13 مساءً
كتب : شربات عبد الحي

«2018».. هل أصبح عام النكسة أمام قراء الجريدة الورقية، هل سيختفى اللون الرمادي من أمام المواطنين، الذين لطالما فتحو أعينهم على الجريدة الورقية التي تجمع جميع الفئات، فتجمع محبين الفن تارة وقراء المقالات تارة آخرى، ومتابعة الأخبار تاره آخرى.

 

في اليام القليلة الماضية، خرجت توصيات الهيئة الوطنية للصحافة، كالمفاجأة من العيار الثقيل على القراء، وذلك حينما أعلنو زيادة أسعار الصحف الورقية لمواجهة الزيادة في أسعار الورق الذي تقوم مصر باستيراده.

 

وكشف دكاترة إعلام وأساتذة جامعات، السبب وراء هذة الزيادة، مرجحين أن الخسائر المالية التي عانت منها الصحف؛ بسبب استيراد الخامات من الخارج.

 

بعد ارتفاع أسعارها.. «دكتور جامعي» يكشف سبب تراجع «الصحافة الورقية»

كشف الدكتور عادل هنداوي، أستاذ اللغة العربية، بكلية الإعلام، بالجامعة الحديثة للتكنولوجيا والمعلومات، الهدف من ارتفاع أسعار الجرائد الورقية، مشيرًا إلى أن ارتفاع أسعار الجريدة الورقية شيء طبيعي، بل أنه يتماشى مع موجة ارتفاع الأسعار، خاصة بعد تعويم الجنية وتدني قيمته أمام الدولار.

 

وأوضح «هنداوي» في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم»، أن الورق الخاص بالجرائد والأحبار التي تستخدم، تقوم الشركات المصرية باستيرادها من الخارج، مضيفًا أنه من الطبيعي زيادة سعر تكلفة الجريدة الورقية، ليتماشى مع باقي المنتجات.

 

وأضاف أستاذ اللغة العربية، أن المؤسسات الصحفية، يجب أن تزيد من التكلفة حتى لاتغلق أبوابها أمام العاملين، مشيرًا إلى أنه لابد من وجود بدائل أخرى غير الاعتماد على التوزيع، متابعًا أن التوزيع وحده لايكفي، لأن نسبته لا تحقق مكسبًا، وأن الأهم هو كيف ندير منظومة الإعلانات لتحقق دخلًا يساعد الجريدة على تحسين وضعها المالي، وليس ارتفاع سعرها فقط.

 

وعن دور الصحافة الإلكترونية في ارتفاع أسعار الجريدة الورقية، أوضح أن من الضروري أن تطور الجريدة الورقية من طريقة عرضها لتجذب أكبر شريحة ممكنة من القراء، مشيرًا إلى أن معظم القارئيين يبحثون داخل الصحف على كتابًا أو أساليب مميزة.

 

وتابع، أن الصحافة الإلكترونية جذبت شريحة كبيرة من القراء، وذلك لرخص ثمنها، وسهولة الحصول على الأخبار منها.

 

بعد ارتفاع أسعارها.. أستاذ جامعي: الصحافة الورقية باتت على وشك الانتهاء

قال الدكتور محمد جمال، أستاذ مساعد بكلية الاعلام والاتصال، بجامعة الإمام محمد بن سعود، أن مشكلة ارتفاع أسعار الجرائد، تتلخص في سوء إدارة الموارد، مشيرًا إلى أن جميع رؤساء مجالس إدارة المؤسسات الصحفية غير قادرين على إدارة المؤسسات.

 

وأوضح الدكتور محمد جمال، في تصريحات خاصة لـ«بلدنا اليوم»، أن سوء الإدارة نتج عن إرث قديم، تتبعه المؤسسات، مشيرًا إلى أن المؤسسات، لاتوجد بها إي استثمارات، لتعويض الدعم وتعويض اى انتكاسات تطرأ على المؤسسات الصحفيه.

 

وتابع الدكتور الجامعي، أن قلة الخبرة تعتبر من أسباب سوء الإدارة، مشيرًا إلى أنه في بعض المؤسسات يوجد صحفي عادي، ويتحول في ثاني يوم إلى رئيس مجلس ادارة.

 

وأشار "جمال"، إلى أن اهمال المطابع من العوامل الأساسية في انهيار المؤسسات  الصحفية، فضلًا عن الارتفاع فى سعر الدولار والخامات، كالورق والأحبار.

 

واختتم أستاذ كلية الإعلام والاتصال، كلامه قائلًا: أن زيادة أسعار الصحف الورقية التي أقرتها الهيئة الوطنية للصحافة، تعجل من إنهاء الصحافة الورقية، خاصة فى ظل الظروف الاقتصادية الحالية.

 

كرم جبر: قرار رفع أسعار الصحف الورقية "صعب ومؤلم"

وصف كرم جبر، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، قرار رفع أسعار الصحف الورقية بـ"الصعب والمؤلم"، موضحًا أنه جاء ضروريًا ضمن مجموعة من الإجراءات الهادفة للحفاظ على استمرار صدور الصحف الورقية وتحسين محتواها.

 

وأضاف جبر، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "ما وراء الحدث" الذي تقدمه الإعلامية مروج إبراهيم، بفضائية "إكسترا نيوز"، أن اجتماع الهيئة الذي صدر خلاله القرار حضره رؤساء مجالس إدارات الصحف القومية والخاصة والحزبية، نظرًا لأهمية وخطورة ما تعانيه الصحافة الورقية.

 

وأشار جبر، إلى أنه جرى الاتفاق على ترك الحرية للإصدرات المختلفة لتحديد السعر المناسب، ولكن بنسبة قليلة في حدود جنيه للعدد اليومي وجنيهين للإصدار الأسبوعي.

 

وذكر جبر أنه جرى اتخاذ حزمة من الإجراءات أهمها تطوير محتوى الصحف الورقية لإرضاء القراء، وتأسيس شركة موحدة لتوزيع الصحف بطرق غير تقليدية.

 

وكان رئيس الهيئة الوطنية للصحافة ورؤساء مجالس إدارات الصحف القومية، ورؤساء تحرير المؤسسات الصحفية الخاصة، قد اجتمعوا اليوم الأربعاء، لمناقشة الزيادات الكبيرة في أسعار أوراق الصحف، وأسعار طباعة الصحف المصرية في ظل الظروف الراهنة، وفى إطار الحفاظ على الصحافة المصرية، وبحث اتخاذ حلول بديلة للحفاظ على الصناعة.

اقرأ أيضا