زيادة المستوى المعيشي للمواطن وتحقيق الأمن الغذائي.. خبراء يوضحون أهم مكتسبات مصر من التعاون مع البرلمان الإفريقي 

الاحد 12 اغسطس 2018 | 04:49 مساءً
كتب : مي وجدي

حرصت مصر على التوجه صوب القارة الإفريقية لتعزيز التعاون بين دول القارة السمراء، وذلك منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، وفي هذا الإطار كانت هناك العديد من الزيارات بين الجانبين لبحث سبل تعزيز التعاون.

ومن أهم المجالات التي حرصت مصر على نقل خبراتها فيها إلى الدول الإفريقية، هو المجال الزراعي الذي شهد نهضة كبرة في الفترة الأخيرة من حيث التكنولوجيا المستخدمة، والمشروعات الزراعية الكبرى التي افتتحها الرئيس السيسي، ومن هنا جاءت أهمية زيارة البرلمان الإفريقي إلى مصر والتى انتهت أمس السبت، وتم خلالها مناقشة انعقاد ورشة عمل عن الأمن الغذائي لدول شمال أفريقيا برعاية "النيباد" واتحاد شمال المغرب العربي.

 

نتائج زيارة البرلمان الإفريقي

قال النائب رائف تمراز، وكيل لجنة الزراعة والري والأمن الغذائي والثروة الحيوانية إنه تم عقد ورشة عمل بين البرلمان الإفريقي واللجنة، حيث جرى مناقشة مشكلة مقاومة الجوع في إفريقيا، بالإضافة إلى النهوض بالزراعة، وكيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي في الدول الإفريقية.

وأضاف وكيل لجنة الزراعة في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أنه تم التأكيد خلال الورشة على دعم المحاصيل الاستراتيجية كالقمح والذرة وقصب السكر والبنجر، لافتًا إلى أنه تم التطرق إلى قضية التغذية في المدارس، وأهمية حصول الطفل على الغذاء منذ المرحلة الإبتداية إلى المرحلة الثانوية.

وتابع "تمراز"، أنه تم عرض مجموعة من المشاريع المشتركة، كما تمت مناقشة إنشاء سوق إفريقية زراعية مشترك، وإمكانية تطبيق هذه التوصيات ومدى توافقها مع سياسات الدول المختلفة.

وأوضح أنه تم مناقشة قضية الأراضي الزراعية التي لم يتم زراعتها في الدول الإفريقية، وأحقية الدول الإفريقية بزراعتها بدلا من الدول الأوروبية، لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وذلك من خلال الاستفادة بالخبرات المصرية في الزراعة.

الفوائد العائدة على مصر من التعاون مع البرلمان الإفريقي

وذكر وكيل لجنة الزراعة أن مصر استفادت من زيارة البرلمان الإفريقي، حيث أنه سيتم تعزيز العلاقات المصرية بالدول الإفريقية، بالإضافة تحسين السوق الإفريقية المشتركة، وذلك من خلال المساهمة بالمنتجات الزراعية الفائضة في مصر للدول الإفريقية الأكثر احتياجًا، والعكس صحيح فإذا كان هناك محاصيل فائضة في الدول الإفريقية فإنها تصدر لمصر.

وأضاف أنه سيتم نقل الآلات والمعدات التي تم تصنيعها في مصر، بالإضافة إلى الخبرات المصرية التي سيتم نقلها إلى الدول الإفريقية الشقيقة، والتي منها الرش المحوري والرش بالتنقيط، والتي ستستفيد منه الشركات المصرية، والتجارة والاقتصاد المصري.

 

كما أن التعاون بين مصر والبرلمان الإفريقي يمكن أن يسهم في تطوير الاقتصاد الإفريقي، والذي بدوره سيؤثر بالإيجاب على الاقتصاد المصري.

وأوضح  "تمراز" أن مصر ستستفيد من وجود خبرات وعمالة مصرية تستفيد من المشاريع مع الدول الإفريقية، مما يؤدي إلى تحسين المستوى المعيشي لكثير من الأسر المصرية.

وتابع، أنه من التوصيات التي نتجت عن ورشة العمل التي تمت أمس السبت بين اللجنة والبرلمان الإفريقي أنه يجب أن يكون تشريعات للتأكيد على تطبيق التوصيات على أرض الواقع، لأن هذه الورش تفيد دول حوض النيل والدول الإفريقية بشكل عام.

 

أهمية زيارة وفد البرلمان الإرفيقي لمصر

علقت الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة في الشئون الإفريقية، على زيارة البرلمان الإفريقي لمصر، قائلة إن هذه الزيارة كانت موفقة وناجحة للغاية، وأن الهدف منها هو نقل الخبرات المصرية في المجال الزراعي، والتجربة البرلمانية المصرية، والتي كانت أحد أنجح التجارب في القارة الإفريقية، مما يؤكد نجاح مصر في اجتياز مرحلة صعبة من تاريخها.

وأضافت الخبيرة في الشئون الإفريقية في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أن هذه الزيارة توضح أن مصر على اتصال دائم، وتبادل في الخبرات مع القارة الإفريقية فى كافة المجالات والقضايا التي تهم القارة.

 

وأشارت "البشبيشي" إلى أن زيارة الوفد الإفريقي للمتحف المصري والأهرامات له لفتة إنسانية كبيرة، لأنها تدل على أن الحضارة المصرية القديمية ضاربة بجذورها في جميع أنحاء القارة الإفريقية، ولذلك لا يستطيع أي فرد أن يزور القاهرة دون المرور على المتحف أو الأهرامات.

وأوضحت الدكتورة هبة أن ما تم تناوله خلال الزيارة حول حق الدول  الأفريقية فى التنمية الاقتصادية، وأن التنمية الريفية هى قاطرة التنمية فى أفريقيا، هو خطوة من خطوات العمل على الأمن الإنساني، والذي يندرج تحته مفهوم الأمن الغذائي، مشيرة إلى أن من الأشياء الهامة التي يجب أن تتوافر للإنسان الأمن الغذائي حتى يستطيع أن يمارس حياته الطبيعية.

وتابعت أنه حتى يكون هناك أمن غذائي بين الدول الإفريقية وبعضها يجب أن تكون هناك اتفاقيات إقليمية بين الدول المتجاورة، وتكامل إقليمي لتوفير الغذاء للدول الإفريقية، الذي من شأنه أن يقضي في الفترة المقبلة على المجاعات في الدول الإفريقية.

 

خبير زراعي يكشف مجالات التعاون المصري الإفريقي

قال الدكتور سعيد سليمان، أستاذ علوم الوراثة والجينات بكلية الزراعة جامعة الزقازيق، إن التعاون بين الدول الإفريقية في المجال الزراعي هو أمل نرجوه ونتمنى تحقيقه منذ زمن طويل.

وأضاف أستاذ علوم الوراثة والجينات بكلية الزراعة جامعة الزقازيق في تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم» أنه يجب أن يتم نقل التجارب الرائدة في مجال الزراعة من مصر إلى الدول الإفريقية، مشيرًا إلى أنه ستم خلال العام القادم زراعة أرز الجفاف أو ما يطلق عليه "أرز عرابي" المصري في السودان بمساحات آلاف الأفدنة.

وأوضح الدكتور سعيد أن هذا الأرز يصلح زراعته أيضًا في دولة تنزانيا، حيث أنه سيوفر إنتاج محصول يمثل أربع أضعاف الإنتاج الذي تنتجه هذه الدول الآن من الأرز، حيث أن النوع الذي تقوم الآن بزراعته ينتج لها محصول يترواح من 2 إلى 3 طن فقط، ولذلك فإن الأرز المصري يمكن أن يكتسح إفريقيا، هذا بالإضافة إلى العديد من التجارب المصرية الرائدة في المحاصيل الصيفية، والتي يمكن نقلها إلى الدول الإفريقية.

اقرأ أيضا