التعددية تشعل أزمة بين الأحزاب.. وخبراء: «الاندماج هوالحل»

الاحد 19 اغسطس 2018 | 02:47 مساءً
كتب : سارة محمود

«الاختلاف في الرأي ...لا يفسد للود قضية»، من الطريف أن الكثيرين منا لا يستوعبون فكرة أن للحقيقة أكثر من وجه، فعندما تطرح قضية معينة على طاولة النقاش فلكلٍ منا وجهة نظره أو رأيه وانطباعه عن ذلك الموضوع، حتي وأن كانت تلك الأفكار معارضة للطرف الآخر.

 

 وبالرغم من ذلك إلا أن الساحة السياسية والحزبية، شهدت مؤخرًا العديد من الأزمات بين أكبر الأحزاب السياسية على أرض الواقع وبين أعرقها، علمًا بأتفاقهم في الفكر الذي نشأة على أساسة من البداية والممثل فى الليبرالية، مما جعله من السهل أن يندمج تحت مظلة واحدة لتشكيل ائتلاف الأغلبية بمجلس النواب، ولكن  كلًا منهم يخرج بتصريحات مناهضه للطرف الآخر، خاصة في سبب التعددية الحزبية، وما وراء ذلك هل كانت بالفعل التعددية السياسية أم هناك أمور أخري، من الممكن أن تخلق نوع من التباطؤ فى العملي السياسي أو الحزبي.

 

هدفنا القضاء على التعددية

وفى البداية، قال المهندس أشرف رشاد، رئيس حزب مسقبل وطن، إن الساحة السياسية شهدت مؤخرًا العديد من التغيرات الجذرية التى لا بد من الوقوف على غرارها، مؤكدًا أننا الآن نتحدث عن مشهد سياسى أصبح أكثر وضوحًا وانتظامًا خاصة بعد غياب طويل وفراغ فى الحياة السياسية والحزبية.

 

وأوضح «رشاد» فى تصريح خاص لـ«بلدنا اليوم»، أن هناك ثلاثة أسباب للفراغ السياسى والحزبى، تتضمن تشدد الكوادر السياسية والحزبية، وعدم وجود دفع مادى للأحزاب للقدرة على ممارسة أنشطتها على أرض الواقع، وعدم وضوح المشهد السياسى، مشيرًا إلي أن التعددية السياسية ليست السبب الوحيد وراء أنفراط الحياة الحزبية، ولكنها هي أحد الأسباب التى يُعزى إليها الأمر، خاصة أنه لا بد من أن يكون هناك دعم للأحزاب السياسية، وتفعيل دورها من خلال الاستعانة بكوادرها السياسية.

 

هدفنا التعددية السياسية

وأشار رئيس حزب مستقبل وطن، إلي أن أغلب الأحزاب السياسية الآن، ما هى إلا مجرد حبر على ورق، كما أنها ليست لها أى مقرات مركزية بالمحافظات، وهذا إن دل، فيدل على أنه ليس هناك 106 أحزاب كما يتحدث الكثيرون، ولكن هناك 5 أحزاب فقط يتم تداولها بشكل فعال مؤخرًا.

 

ومن جانبه، قال المستشار بهاء أبو شقة رئيس اللجنة التشريعية والدستورية بمجلس النواب، إن دمج الأحزاب السياسية ليس سهلاً، ويجب أن تكون هناك حسابات دقيقة حتى يتحقق ذلك، مشدداً على أن حزب الوفد سيدعم أى حزب سياسى قوى سيظهر على الساحة السياسية، كون ذلك يعد دعماً للديمقراطية، وتابع: «هدفنا التعددية السياسية».

 

وأضاف « أبو شقة» أن الأحزاب السياسية يجب أن تكون جاهزة لأى انتخابات برلمانية وتكون فاعلة على أرض الواقع، ومشيرًا إلي أن الأحزاب ليست عبارة عن مقر ولافتة تحمل اسم الحزب"، لافتاً إلى أن الحياة السياسية عبارة عن ملعب كرة تتطلب المنافسة القوية والجادة بما يتناسب مع مصلحة الشعب والوطن.

 

الأحزاب ليس ضررًا على السياسة

ومن جانبة، قال جهاد سيف، نائب رئيس حزب المؤتمر، إن التعددية الحزبية ليست ضررًا على الحياة السياسية، بل أنها تساعد بشكل حقيقي وفعال على ونمو السياسة على أرض الواقع، مشيرًا إلي أن فرنسا بها 400 حزبَا سياسيًا، بالإضافة إلي ذلك فأن الولايات المتحدة الأمريكية بها 62 حزب.

وأوضح «سيف»، أن التعددية الحزبية لم تعطل العمل الحزبي أو السياسي على الإطلاق، وإنما العمل السياسي هو من يقضي على الأحزاب الغير فعاله على أرض الواقع، والتي تعتبر مجرد حبرًا على ورق فقط.

وأكد نائب رئيس حزب المؤتمر، أن السياسة هى القناة الشرعية الوحيدة للوصول إلي الحكم، وللأحزاب هدفها الوحيد هو الوصول إلي الحكم، ومن ليس لديه أي هدف إذا فهو ليس حزبًا، وأنما يمكن أن يطلق علية أسم أو مجال آخر.

 

الاندماج الحل الوحيد

قال الدكتور أكرم بدر الدين، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن تاخر الأحزاب السياسية فى تلبية دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي للدمج، ترجع إلي إلي عدد أسباب والتي تضمن عدم الشعور بتحقيق المصالح الشخصية، والسبب الثاني يتمثل فى احتياج البعض إلي فتح نوع من الحوار.

وأوضح «بدر الدين»، أنه بالرغم من تواجد إكثر من 104 حزبًا سياسيًا إلا أن هناك 90 حزب غير ممثل بداخل مجلس النواب، ويرجع ذلك إلي عدم شعبيتها، مشيرًا إلي أن أندماج الاحزاب يجعل لها تواجد فعال على أرض الواقع.

اقرأ أيضا