الاحتفال بالعام الهجري بين «التحريم والوجوب».. السلفيون ينكرون والأزهريون يردون

الاربعاء 12 سبتمبر 2018 | 04:11 مساءً
كتب : سارة أبوشادي

بمناسبة بداية العام الهجري الجديد، والذي يحتفل به المسلمون كل عام في أنحاء العالم الإسلامي، فمابين ترتيل آيات من القرآن، وإطلاق أناشيد دينية يحيي المسلمون ذكرى هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكة إلى المدينة بعد اشتداد أذية الكفار به.

 

وبالرغم من أنّ هذا الاحتفال معتاد كل عام، إلّا أنّ هناك بعض من الدعاة ينكرونه ولا يعترفون به،  واعتبروا أنّ هذا العيد لا أصل له في الشرع، ولم يثبت الاحتفال به عن أحد من الصحابة ولا التابعين، ولا استحبه أو أجازه أحد من الأئمة المتبعين، والأعياد عند المسلمين عيدان: عيد الأضحى وعيد الفطر، لذا فلا يوجد ما يسمى بعيد العام الهجري.

ونرصد فى هذا التقرير أراء عدد من الدعاة والأزهريين حول جواز الاحتفال بهذه من المناسبة من عدمه:

 

أستاذ الشريعة بالأزهر: الاحتفال بالعام الهجري يُحقق مصلحة شرعية ومنكره جاهل

البداية كانت مع الدكتور أحمد كريمة، أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر بالقاهرة، وتعليقًا على احتفال المسلمين بالعيد الهجري الجديد، إنّه وفي البداية فإنّ أصل الاحتفالات بالمواسم من المصالح المرسلة، والأصل فيها قول الله تعالى، وذكرهم بأيام الله، وقول النبي أيها الناس إن لكم معالم فانتهوا إلى معالمكم، وقال أهل العلم: هذه المواسم معالم في السيرة النبوية، هي شأن دعوي وثقافي أيضًا لذا يستحب الاحتفال بها.

 

 وتابع أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أنّ الاحتفال العلمي الشرعي يحقق مصلحة شرعية، وهي تعليم الجيل القادم أمور دينهم، بالإضافة إلى بقاء سيرة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، يتوارثها الأجيال وتظل مذكورة، لا مهدورة.

 

 وأوضح "كريمة"، أنّ هناك دولّا تحتفل بيومها الوطني والجميع يُشارك في هذا الاحتفال، ونحتفل بذكرى انتصارات حروب وغيرها، فأي الأمرين أولى الاحتفال بذكرى هجرة النبي أو تلك الأعياد أليست معالم السيرة مقدمة على المعالم الدنيوية، مؤكدّا على أنّ من يدعي حرمة الاحتفال بهذا العيد فهو جاهل لا يفقه شيئ من الدين، وتلك الفئة معلومة للجميع.

 

داعية سلفي: الاحتفال بالعام الهجري الجديد ليس من الدين

وفي هذا السياق، قال الداعية السلفي، سامح عبد الحميد، تعليقّا على احتفال المسلمون بذكرى العام الهجري الجديد، بأنّ المسلمين لهم عيدان فقط، عيد الفطر وعيد الأضحى، مؤكدّا على أنّ الاحتفال بالعام الهجري ليس من الأعياد الإسلامية لذا يُحرم على المسلمين الاحتفال بمثل تلك الأعياد.

 

وتابع الداعية السلفي، سامح عبد الحميد، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أنّ الكارثة الكبرى فقط ليست مجرد احتفال المسلمين بمناسبات دينية، بل احتفالهم بالعام الميلادي، والأعياد التي لا أساس لها من الدين، فقط مجرد اتباع الغرب والتقليد الأعمى لهم وهذا بالتأكيد حرام، لذا المسلمون عليهم الاحتفال بعيد الفطر والأضحى فقط، وغير ذلك لا.

 

داعية إسلامي: الاحتفال بالعيد الهجري واجب ومنكره لا يفقه شيئ

ومن جانبه علّق الدكتور سالم عبد الجليل، وكيل وزارة الأوقاف السابق، والداعية الإسلامي، على ما صدر عن البعض بعدم استحباب الاحتفال بالعام الهجري الجديد، وأنّ هذا العيد غير موجود في الإسلام، بأنّ تلك الأقوال ماهي إلّا عبارة عن تشدد في غير موضعه، فالاحتفال بالمواسم الدينية وسيلة لتعليم الأبناء والاستفادة من العبر والدروس من جانب آخر، موضحّا أنّ القول بكونها بدعة أو حرام  لا أصل له أو دليل، فالاحتفال بالأمور الدنية أو الدنيوية مباح، والهجرة من الأمور المستحبة إن لم تكن واجبة، بهدف تعليم أبنائنا العبرة والعظة.

 

وتابع الداعية الإسلامي، ووكيل وزارة الأوقاف الأسبق، في تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أنّ ادعاء البعض حول تحريم الاحتفال بالعيد الهجري، بأنّ هناك في الإسلام عيدين فقط، أنّ تفسيرهم لتلك النقطة كانت ظاهرية فقط، فهناك نوعان من الأعياد، عيد ديني له مظاهر دينية مثل عيد الفطر وعيد الأضحى، لكن إذا تحدّثنا عن الأعياد بمعنى التذكرة فإنّها من الأمور المباحة ما دامت لا تتعارض مع الدين، وتسميته بالعيد مجرد اشتراك لفظي فقط وليس من باب الدين، لكن وعلى حد قوله فإنّ تلك الفئة حرّمت الاحتفال لمجرد التسمية وهذا غير صحيح.

 

موضوعات متعلقة

أستاذ الشريعة بالأزهر: الاحتفال بالعام الهجري يُحقق مصلحة شرعية ومنكره جاهل

داعية سلفي: الاحتفال بالعام الهجري الجديد ليس من الدين

اقرأ أيضا