وسقط القناع.. واشنطن تلغي ”اتفاقية الصداقة” وتتوعد طهران

الاربعاء 03 أكتوبر 2018 | 09:47 مساءً
كتب : محمود صلاح

منذ أن وطأت قدم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، بوابة البيت الأبيض، وهو يثير الجدل في الساحة الدولية، بسبب القرارات العجيبة التي تدفع العديد من المسئولين في الولايات المتحدة للسخرية منه، والعقوبات الاقتصادية التي يفرضها من الجانب الآخر على الدول الأوروبية والعربية، والتي كان الخاسر الأكبر في هذه الحرب الاقتصادية هي الدولة الإيرانية، بسبب التدهور الذي طال اقتصادهم بعد فرض العقوبات.

 

العقوبات الاقتصادية

وعلى غرار العقوبات الاقتصادية التي فرضت في البداية على الدولة التركية، على خليفة احتجاز القس الأمريكي في أنقرة، وأيضًا العقوبات التي أقرتها واشنطن على الصادرات الصينية؛ فرضت الولايات المتحدة الأمريكية، عقوبات منذ شهورعلى إيران وتشمل عقوبات على شراء أو الاستحواذ على الدولار، وتجارة الذهب والمعادن النفيسة الأخرى، وتجارة المعادن مثل الصلب والألومنيوم والغرافيت والفحم، والتعاملات المالية الكبيرة بالريال الإيراني، والاحتفاظ بأموال أو حسابات خارج إيران بالريال الإيراني، والاستثمار في أدوات الدين الإيرانية، وقطاع السيارات الإيراني.

 

لم تكتف الولايات المتحدة الأمريكية، بالعقوبات التي كادت أن تنهي الكيان الإيراني اقتصاديًا، بل حرصت على إنهاء الصداقات المعترف بها دوليًا خلال الاتفاقيات الرسمية بينهما، فقد أعلن وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في مؤتمر صحفي عقده اليوم الأربعاء، أن قرار المحكمة الدولية يعتبر هزيمة أخرى لإيران، مضيفًا: الطريقة الوحيدة لحل الخلافات مع إيران هي أن توقف أعمالها الإرهابية حول العالم.

 

إلغاء الصداقة

وأكد وزير الخارجية أن الولايات المتحدة الأمريكية، أنهت رسميًا الاتفاق الذي عقد في عام 1955، للصداقة بين إيران وأمريكا، وذلك حسبما ذكرت شبكة "سكاي نيوز".

 

أعلنت محكمة العدل الدولية، أن الشكوى التي قدمتها إيران في لاهاي إلى معاهدة الصداقة والعلاقات الاقتصادية والحقوق القنصلية المبرمة بين إيران والولايات المتحدة، الموقعة في طهران في عام 1955، تدين إيران في الحقوق التي تنص عليها الاتفاقية المبرة منذ سنوات.

 

الاتفاقية التي عقد بين الدولتين كانت تنص على الرغبة الإيرانية والولايات المتحدة الأمريكية في تعزيز علاقات الصداقة التاريخية بين الشعبين في كلا البلدين وتوطيدها بشكل ثابت، وتأكيداً على ضرورة الالتزام بالثوابت العليا لتنظيم العلاقات الإنسانية وتشجيع التجارة وتأسيس استثمارات وعلاقات اقتصادية أقرب بشكل عام بين الشعبين والحكومتين بما يخدم مصلحة البلدين ولإعادة ترتيب العلاقات القنصلية بناء على أساس القواعد، فاعتزم الطرفان على إبرام معاهدة الصداقة والعلاقات الاقتصادية والحقوق القنصلية على أساس المعاملة بالمثل، وذلك بحضور مصطفي سميعي، نائبًا عن الرئيس الإيراني، وسيلدن شيبين، نائبًا عن الرئيس الأمريكي.

 

احتوت اتفاقية الصداقة الإيرانية الأمريكية على 23 مادة تلتزم بهما الدولتان في العلاقات التي تتم بينهما سواء اقتصادية او سياسية أو تجارية، في كل الأحوال يتم التعامل بالمثل بين الدولتين، كانت أول تلك المواد أن تقام بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية علاقات سلام راسخة ودائمة وصداقة قوية.

 

فيما احتوت الاتفاقية، في بعض موادها، أنه يؤذن لرعايا كلا الطرفين الدخول إلى أراضي الطرف الثاني والإقامة بها بهدف التجارة بين الدولتين وإقامة نشاطات تجارية بهدف تعزيز الاستثمارات وتنمية وتوجيه العمليات المتعلقة بتلك المشاريع حيث يتطلب حجم كبير من الرأسمال، على ألا تكون شروط التراخيص الممنوحة لرعايا الدولة الأخرى أصعب من الشروط الممنوحة لأي دولة ثالثة.

 

ومن بينهما أيضًا حرية الاعتقاد وحق ممارسة الحرية الشعائر الدينية، والسماح بالتنقل الحر والإقامة في أي مكان في كلا البلدين، والسماح باستخدام الأنشطة التربوية والتعليمية والعلمية.. باقي نص الاتفاقية من هنا

 

يذكر أن الفترة الماضية شهدت صراعات كثيرة كانت بمثابة حرب اقتصادية، قادها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، من خلال القرارات العجيبة التي يصدرها كل حين وآخر، والتي كانت من نصيب، تركيا أولًا، وتسببت في تدهور الليرة التركية وانخفاض سعرها، وفي المرتبة الثانية كانت طهران التي تلقت عقوبات اقتصادية على مواردها، وفي النهاية تحولت الحرب التجارية من بين الولايات المتحدة والدول العربية، إلى صراع بينها وبين القوى العظمى "الصين" من الناحية  الاقتصادية، والتي لقيت تأثيرًا واسعًا عبر وسائل الإعلام على الأوساط العالمية.

 

موضوعات متعلقة..

بعد استهداف طهران مناطق تحت سيطرة التحالف.. بولتون يرد

صورة ساخرة.. تتدهور الأحوال بين الرئيسان «ترامب ودودا»

اقرأ أيضا