خطاب أردوغان.. وقت المصالح الكل يتصالح

الثلاثاء 23 أكتوبر 2018 | 04:13 مساءً
كتب : مدحت بدران

عقب مرور نحو 3 أسابيع على مقتل خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول واعتراف الرياض فيما بعد بوفاته؛ إثر "مشاجرة"، لم تبتعد تركيا كثيرًا عن فخ الجاسوسية بل كانت الأقرب إليه بعد خطاب أردوغان اليوم؛ فعندما بدأ كلمته بـ"الترحم" على جمال خاشقجي، مقدمًا العزاء إلى أسرته وخطيبته، شك البعض أن تلك الجريمة مدبرة للضغط على المملكة.

 

فبعد أن استطاعت تركيا أن تلفت أنظار العالم من خلال حديثها عن الأدلة القوية التى تمتلكها وأن الجريمة مدبرة، خرج أردوغان بكلمته ليبرر موقفه الذي يريد من خلاله أن يخدم مصالحه الشخصية، ودعم حديثه بأنه تم نزع القرص الصلب من كاميرات القنصلية السعودية يوم مقتل خاشقجي .

 

ماذا قال أردوغان عما حدث؟

علق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، اليوم الثلاثاء، على قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، وذلك خلال اجتماع مع أعضاء حزبه "العدالة والتنمية" الحاكم في البرلمان، قائلاً إن الحادث وقع في إسطنبول "وهذا يحمّل تركيا المسؤولية" بحسب تعبيره، داعيًا إلى محاكمة المشتبه بهم في إسطنبول.

 

وطالب أردوغان السعودية بإجابات عن مكان جثة خاشقجي، ومَن أمر بعملية القتل، مؤكدًا أن جريمة قتل خاشقجي لم تكن بالصدفة.

وتساءل: "من أمر هؤلاء ولماذا فتحت القنصلية في إسطبنول بعد عدة أيام من وقوع الجريمة وليس فورًا؟ لماذا كانت هناك تصريحات متناقضة هذه الفترة، أين جثة المقتول؟"

وقال أردوغان: "مطلبي هو أن يحاكم الأشخاص الـ 18 في إسطنبول"، مضيفًا: "جميع مَن شاركوا في القتل "سوف يعاقبون، وأن من بين المشتبه بهم 15 مسؤولاً سعوديًا حددت هوياتهم، وصلوا جوًا إلى إسطنبول قبل عملية القتل، إضافة إلى ثلاثة مسؤولين في القنصلية.

 

أردوغان أكد ما هو معلن ولم يأتِ بجديد

بعد طول انتظار لما وصف بـ"الحقيقة العارية"، تضمن خطاب رجب طيب أردوغان الكثير من الأسئلة دون أن يقدم أي معلومات إضافية عما كانت القيادة السعودية قد أعلنته في وقت سابق بشأن هذه القضية.

 

فإن تحدثنا عن تحليله فقد أصرّ على تكرار التساؤل عن الجهة التي أعطت الأوامر بعملية الاغتيال، وأوحى في كلمته بأن العملية كبيرة وليست محصورة بمن نفّذها، كما خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان أكثر من مرة ولم يأتِ على ذكر ولي العهد محمد بن سلمان، حتى شعر البعض بأن أردوغان يكرر ما ورد في الصحافة العالمية لجهة المعلومات حول المنفذين وعددهم وكاميرات القنصلية.

 

وعلى ضوء ذلك علّق الرئيس الإقليمي للمركز البريطاني للدراسات وأبحاث الشرق الأوسط، الدكتور أمجد طه، على كلمة الرئيس التركى قائلاً: إن خطاب الرئيس التركى باهت وضعيف وممل وعشوائي التوجه، لهذا انسحبت دول عديدة وهو يخطب.. القاعة شبه فاضية."

 

 كل محاولاته هى مجرد ابتزاز للمملكة..

 ورأى المحلل السياسي السعودي، صالح جريبيع الزهراني، أن الهدف من تسريبات معلومات عن القضية والتهويل "المبالغ فيه" هو "ممارسة نوع من الضغط على السعودية سياسيًا، لكن كلام أردوغان وضع القضية في نصابها ووضعها في سياقها الجنائي".

 

وقال الزهراني إن الإعلام حاول أن يصور أن أردوغان سيطلق "ضربة قاضية.. لكن الأمر تمخض عن ضربة فاضية"، على حد تعبيره، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن "السعودية ليست لديه ما تخفيه منذ البداية، وهو ما أكده الرئيس التركي بنفسه".

 

ورأى الزهراني أن "أنصار الإعلام المعادي للمملكة العربية السعودية أصيبوا بخيبة أمل"، مشيرًا إلى الإعلام القطري الذي "هول من القضية".

 

 خذل جميع أنصاره

وفي خطاب قصير وصف بالباهت، لم يتطرق أردوغان إلى التحدث بأسلوب مقنع، عكس خطاباته السابقة في الأيام الأخيرة، التي اتسمت بتصعيد واضح للعلاقات المأزومة مع السعودية، وحال انتهاء خطاب أردوغان بخصوص قضية الصحافي السعودي جمال خاشقجي، انفض الحشد الكبير، دون تسجيل أي موقف تركى، إلا إحساس أنصاره بالهزيمة والانكسار.

 

وقال متابعون ومنهم أنصار لحزب "العدالة والتنمية" الحاكم في البرلمان، إن أردوغان أصابهم بخيبة أمل وخذل أنصاره، بينما كانوا ينتظرون منه موقفاً حازمًا من السعوديين فى مقتل خاشقجى، ووصفوا ما حدث بالفضيحة التى اعتلى عليها المصالح الشخصية.

موضوعات متعلقة :-

- انطلاق مؤتمر ”مبادرة مستقبل الاستثمار” في السعودية

- بعد مقتل خاشقجي.. تركيا تهرب من فخ الجاسوسية

اقرأ أيضا