مستشار وزير البيئة الأسبق: تحسين الأداء البيئي للنقل العام والخاص لمواجهة السحابة السوداء

الاربعاء 31 أكتوبر 2018 | 10:04 مساءً
كتب : أحمد بعزق

في إطار استعداد وزارة البيئة لتنظيم احتفالية ختامية، لعرض نتائج إجراءات وزارة البيئة لمواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة (السحابة السوداء) 2018.

 

حيث تستعرض الوزارة، نتائج مجهودات مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة مقارنة بالعام الماضى، حيث تواجه وزارة البيئة بجهازيها ( شئون البيئة – تنظيم إدارة المخلفات ) فى بداية شهر سبتمبر من كل عام تلك الظاهرة وتتخذ الوزارة كافة الاجراءات والتدابير اللازمة للتصدى لها.

 

 وفي ذلك الإطار أجرت جريدة بلدنا اليوم حواراً حول تلك الظاهرة مع المهندس حسام محرم مستشار وزير البيئة الأسبق، لمعرفة أسباب ظهور تلك الظاهرة وكيفية مواجهتها.

 

بداية.. متى ظهرت السحابة السوداء في مصر؟

بدأت ظاهرة السحابة السوداء في مصر بشكل لافت عام 1999 وكانت القاهرة الكبري والدلتا ومحيطهما الأكثر تأثرًا بها، وتسمي هذه الظاهرة علميًا "الضباب الدخاني foggy smoke = smog " وتسمى في بعض الثقافات إختصاراُ "الضبخان"، ولم تكن القاهرة المدينة الوحيدة عالميًا التي تأثرت بهذه الظاهرة بل تأثرت بها مدن كبري وصناعية أخرى، مثل لندن و لوس أنجيليس ومكسيكوسيتي تعاني من مناسيب خطرة من الضباب الدخاني، كما حدث في مدن آخرى مثل نيويورك، لوس انجيليس، ساوباولو، سانتياجو، هوستن، تورنتو، أثينا، بكين، هونغ كونغ، سيول، حوض الرور (أو حوض الفحم في غرب ألمانيا)، كما حدث في حلب وهي من المدن الاقتصادية الهامة في سوريا.

 

ما هو الضباب الدخاني؟

الضباب الدخاني هو خليط من الدخان والضباب يتكون فوق المدن والمناطق الصناعية، وهو أحد أنواع تلوث الهواء، وكان يحدث في الماضي بسبب احتراق الفحم بكميات كبيرة عندما كان الفحم مصدر رئيسي للوقود، حيث كان ينتج عن اختلاط الدخان بثاني أكسيد الكبريت. وفي الوقت الراهن أصبحت المنتجات البترولية مصدر رئيسي للوقود، لذلك فقد ظهرت مسببات جديدة هي الانبعاثات والعوادم الصادرة من المصانع والسيارات خاصة الملوثات الهيدروكربونية وأكاسيد النيتروجين التي تنبعث منها فتتحول بفعل أشعة الشمس إلى ملوثات مؤكسدة، وهو ما يسمى بظاهرة الضباب الضوئي الكيميائي Photochemcal smog.

 

ومن الملوثات الآخرى المُتسببة في ظهوره إلى جانب غاز الأوزون: أكاسيد النيتروجين، الهيدروكربونات وأول أكسيد الكربون.

 

وقد تحدث الظاهرة في مختلف أنواع المناخ، ولكنها تكون أسوأ في المناطق الدافئة المُشمسة حيث يكون الهواء في الطبقات العليا دافئًا بحيث يحول دون الحركة الأفقية للهواء والرياح؛ كما تظهر في المناطق التي تحيط بها تلال أو جبال.

 

وتؤثر تلك الظاهرة على صحة الأطفال ومرضى القلب والتنفس، وقد تؤدي إلى وفيات في ظروف معينة.

 

كيف يُمكن العمل على خفض مسببات هذه الظاهرة؟

العمل على خفض مسببات الظاهرة من خلال محاور متعددة، حيث يعد الحل الجذري، هو خفض أحمال التلوث في المناطق المتأثرة وبالأخص العاصمة التي تحتاج إلى مشروع قومي لإعادة هندسة القاهرة الكبرى، لتحسين جودة التخطيط العمراني بها؛ لخفض الكثافة السكانية ومن ثم خفض معدلات التلوث عامة في المدينة، بالإضافة إلى تحسين الأداء البيئي لمنظومة النقل العام والخاص.

 

من وجهة نظرك.. ما هي آليات تحسين الأداء البيئي؟

 من خلال محاور مختلفة من بينها زيادة الاعتماد على النقل الجماعي على حساب النقل الخاص، وخفض استهلاكات الوقود، وتحسين مؤشرات عوادم المركبات بتحسين جودة الوقود وخفض معدلات استهلاكه من خلال رفع كفاءة المحركات وخفض معدلات الإزدحام المروري وغيرها من الوسائل، كما ينبغي تحسين الأداء البيئي للمنشآت في مجال الصناعات التحويلية وغيرها من المنشآت الخدمية، بما يؤدي إلى خفض أحمال ملوثات الهواء الصادرة عنها بتشديد الرقابة البيئية بأنواعها وأساليبها المختلفة خاصة الرصد اللحظي كما هو مطبق حاليا مع مصانع الأسمنت والأسمدة ويجري تعميمه على المنشآت ذات أحمال التلوث الغازية العالية، مثل منشآت توليد الطاقة، مع توظيف نتائج تلك الرقابة في الضغط علي المنشآت لتوفيق أوضاعها البيئية من خلال جعل تكلفة الغرامات والتعويضات أعلى من تكلفة توفيق الأوضاع البيئية حتى يكون ذلك بمثابة حافز سلبي لها لتبني حلول بيئية تخفض أحمال التلوث الناتجة عنها، وإعادة ترتيب أولويات الدعم الموجه إلى مشروعات توفيق الأوضاع البيئية والتحكم في التلوث الصناعي ليتجه التمويل إلي المنشآت الأكثر تلويثًا للبيئة بمعيار أحمال التلوث وليس بمعيار تركيزات التلوث.

 

وبالنسبة للمخلفات الزراعية، فإنه ينبغي تكثيف استخدامات المخلفات الزراعية مع التركيز علي الاستخدامات والبدائل المحلية في الريف لسهولة تنفيذها بأقل قدر من الأعباء التنظيمية والمالية، ومن بين تلك البدائل إستخدامها في توليد الطاقة بواسطة مفاعلات حيوية bio-reactors وأي إستخدامات آخرى في أنشطة إنتاجية أو خدمية أخري، أما كميات المخلفات الزراعية التي تزيد عن احتياجات الريف وقدراته الإستيعابية فإنه يتم نقله إلي مناطق أخري لإستخدام هذا الفائض في صناعات وأنشطة أخري، وقد تبدي للمواطن العادي هذا العام أن الظاهرة تراجعت عن معدلاتها خلال السنوات الأولي للظاهرة.

 

موضوعات متعلقة:

محافظ البحيرة: قضينا على السحابة السوداء بمدن ومراكز المحافظة

”البيئة” تعلن اختفاء ظاهرة ”السحابة السوداء” بسبب المنشآت الصناعية

اقرأ أيضا