خسارة ترامب تحل الأزمة.. إيران تأمل في الخروج من المأزق برحيل الرئيس

الجمعة 02 نوفمبر 2018 | 03:44 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

تبحث إيران عن النجاة من جديد، تحاصرها أمريكا من كل اتجاه لكنّها، تضع أملاً في رحيل ترامب خاصة بعد المشاكل المتعددة التي شهدتها الساحة العالمية بينهما منذ تولي الرئيس الأمريكي سُدة الحكم، إلّا أنّ إيران تأمل أن يكون في رحيل ترامب حلّا لكل مشاكلها، خاصة أنّه من المتوقع أن تدخل العقوبات التي أعادت واشنطن فرضها على قطاع النفط الإيراني الحيوي حيز التنفيذ، يوم الإثنين المقبل، فيما يتوقع المراقبون أن يستمر الضغط الأمريكي والتعنت الإيراني بالمقابل، في معركة كسر عظام قد لا تنتهي قبل معرفة مصير الرئيس دونالد ترامب في الحكم بعد سنتين.

 

وأشار مسؤولون أمريكيون إلى أن قدرًا من المرونة مطلوب لضمان تدفق الإمدادات في الأسواق العالمية، ومنع أسعار الخام من الارتفاع الحاد، وجذب إيران لطاولة المفاوضات، وذلك لأن نجاح مسعى ترامب للحد من أنشطة إيران النووية والصاروخية والإقليمية، لا يعتمد فقط على العقوبات التي أعاد فرضها عليها، بل أيضًا على مدى استعداده لإبداء قدر من المرونة في طلباته المستفيضة؛ كي يجذبها إلى طاولة التفاوض.

 

ومع تخلي الولايات المتحدة عن الاتفاق النووي الإيراني الموقع في 2015، صور ترامب وكبار مستشاريه، إعادة فرض العقوبات الاقتصادية على إيران، على أنها جزء من حملة لوضع “أقصى قدر من الضغط” على إيران لإجبارها على تغيير سلوكها على عدة أصعدة.

 

لكن مسؤولين سابقين يعتبرون أن ما يريده ترامب من طهران يمثل موقفًا “مغاليًا”؛ إذ يشمل وقف عمليات تخصيب اليورانيوم، ومنح مفتشي الأمم المتحدة الإذن بدخول كل المواقع في أنحاء إيران، ووقف دعم طهران لجماعة حزب الله في لبنان، وللحوثيين في اليمن، ولحركة المقاومة الفلسطينية (حماس).

 

ماذا تريد واشنطن من طهران؟

سرد وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في 21 مايو/ أيار، قائمة مؤلفة من 12 طلبًا، شملت أيضًا وقف إيران لتطوير الصواريخ ذات القدرات النووية، وسحب القوات التي تأتمر بأمرها في سوريا، والكف عن الأفعال التي تهدد جيرانها.

 

وقال روبرت آينهورن، وهو مسؤول أمريكي سابق يعمل حاليًا في مؤسسة “بروكنجز” البحثية: إنها “مطالب مغالية، ولن يكون لدى أي حكومة إيرانية استعداد أو قدرة على قبولها”.

 

وأضاف أن ترامب يريد أن تذعن الحكومة الإيرانية أو تنهار.

 

وتابع قائلًا: “لن يرضخوا.. لكن إن بدأت الإدارة الأمريكية في إبداء قدر من المرونة… فمن الممكن أن يوافق النظام الإيراني على الدخول في مفاوضات”.

 

وقد تشمل تلك المرونة التلميح إلى أن إيران يمكنها أن تحد من تخصيب اليورانيوم بدلًا من وقفه تمامًا، وأن تسمح بالمزيد من عمليات التفتيش بما يفوق ما نص عليه اتفاق 2015 بدلًا من التفتيش في أي وقت وفي أي مكان تريده واشنطن.

 

مساعٍ غير واقعية

وتشمل العقوبات التي ستدخل حيز التنفيذ يوم الإثنين، تلك التي تهدف إلى إجبار الدول المستوردة للنفط الإيراني مثل الصين والهند وتركيا على خفض مشترياتها، أو بالأحرى وقفها، وإن كان يبدو أن البيت الأبيض يقر بأن تلك المساعي غير واقعية.

 

وقال مستشار البيت الأبيض للأمن القومي، جون بولتون، يوم الأربعاء: “نريد ممارسة ضغوط قصوى، لكننا لا نريد الإضرار بأي من أصدقائنا وحلفائنا” في إشارة إلى أن واشنطن قد تمنح “استثناءات” من تلك العقوبات للدول التي تخفض بشدة مشترياتها من النفط الإيراني.

 

ومن بين العقوبات المطروحة، إدراج نحو 25 مصرفًا إيرانيًا فرضت عليها عقوبات من قبل في قائمة سوداء، بما يدفع نظام سويفت للتحويلات المالية والمعاملات بين البنوك ومقره بروكسل، إلى وقف التعامل معها بما يضيف المزيد من العراقيل أمام تجارة إيران مع العالم.

 

وعندما تخلى ترامب عن الاتفاق النووي، وعد بفرض “أعلى مستوى من العقوبات الاقتصادية” على إيران قائلًا: إن “هذا سيجعلها ترغب في إبرام اتفاق جديد"، وأضاف “عندما يريدون ذلك.. فأنا جاهز ومستعد وقادر”.

 

ومن العوائق الرئيسة أمام إجراء أي مفاوضات الافتقار للثقة بعد انسحاب ترامب من الاتفاق النووي، وقناعة إيران بأن هدفه الحقيقي هو إسقاط حكومتها على الرغم من النفي الأمريكي المتكرر.

 

ولخص ريتشارد نفيو، وهو مسؤول أمريكي سابق يعمل حاليًا في جامعة كولومبيا، موقف طهران من المحادثات بالقول: “لماذا نكلف نفسنا العناء؟”

 

ورجح أن تحاول إيران التحايل على العقوبات الأمريكية ومقاومتها، وأن يكون موقفها “إذا كنا سنقع، فعلى الأقل لن نركع.. بل سنموت واقفين”.

 

وربما تحاول إيران التعايش مع تقلص عائدات النفط لعامين، في انتظار معرفة ما إذا كان ترامب سيعاد انتخابه، ثم تتخذ بعدها قرارًا بشأن المحادثات.

 

وقال جون ألترمان، وهو مسؤول أمريكي سابق يعمل حاليًا في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية: “سيعرضون عن القيام بذلك من موقف الضعف المذل”.

 

ومن المرجح قبل المشاركة في أي محادثات، أن تزيد إيران من دعمها لوكلائها في المنطقة، أو أن تجري تجارب صاروخية لتكسب أوراقًا للتفاوض.

 

وقال ألترمان: “سيحدث كل ذلك.. الولايات المتحدة ستضيق الخناق.. الإيرانيون سيفعلون المزيد من الأمور المقلقة لإدارة ترامب.. وسيجري الطرفان محادثات”.

 

موضوعات متعلقة

«بعد انقاذها من قبضة داعش».. العراق بين فكي «إيران وأمريكا»

أستاذ علوم سياسية: إيران وأمريكا «أولاد عم»

اقرأ أيضا