منذ فجر التاريخ، بزغ نور وضياء الحضارة المصرية القديمة، التى تعد أقدم حضارة على ظهر الأرض، وكان من أسس قيام تلك الحضارة المشاركة المصرية الفعالة مع جيرانها الإفريقين، فعلى سبيل المثال، الملكة حتشبسوت ملكة مصر فى عصر المجد الحربي قامت بإرسال العديد من الأساطيل التجارية للصومال، والتى كانت تُعرف قديمًا وعُرفت تاريخيًّا بـ"بلاد بونت".
وكانت السودان وجنوب السودان جزء لا يتجزء من أصول قيام الحضارة المصرية القديمة، إذ أنه كان هناك فراعنة سوادنيون حكموا مصر، فمصر جزء لا يتجزأ من القارة السمراء لا غنى عنه، ولا غنى لمصر عن إفريقيا.
ومنذ فجر التاريخ إلى الان، مازالت العلاقات المصرية الإفريقية تتعمق وتزداد أكثر من أى وقت مضى.
وهانحن اليوم فى النسخة الثانية لمنتدى شباب العالم الذى يعقده الرئيس عبدالفتاح السيسي، بمدينة السلام شرم الشيخ، وهو الملتقى الذى يجتمع فيه الشباب من كافة أقطار العالم؛ لتبادل الرؤى والأفكار وعرض واستعراض الإنجازات على مختلف الأصعدة، والأولوية فى ذلك للجيران الأفارقة، إذ أن الأقربين أولى بالمعروف، ومصر لا تخذل ولا تنسى أقربائها مهما مر الزمان، ومرت بها المحن والمصائب والشدائد.
فى إطار ذلك، وعلى هامش المنتدى، عقد وزير الخارجية المصري سامح شكري لقاءً مع الجيران الإفريقين بعنوان "أجندة 2063 أفريقيا التي نريدها"، تناول خلاله تدعيم العلاقات المصرية مع أقرانها ونظيراتها بالقارة السمراء.
وأكد شكري على أن تلك الأجندة تستهدف القضاء على الفقر وإعلان أن إفريقيا خالية من الفقر بشكل نهائى بحلول عام 2063 .
فى سياق متصل علقت النائبة البرلمانية غادة عجمي عضوة اللجنة الخارجية بمجلس النواب، فى تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم" قائلة: "أثمن هذا الكلام وأؤكده، فهناك وفاق بين السيسي ووزارة الخارجية؛ لرفع شأن القارة الإفريقية والدول الإفريقية جمعاء، وفتح باب الإستثمارات على أعلى مستوى بالعالم كله وليست إفريقيا فقط؛ لتطوير المنظومة الإفريقية الرائدة فى السنوات الماضية، وكل تلك الخطوات والقرارات والإجراءات المتخذة بشأن هذا الأمر قوية و مدروسة على أعلى مستوى".
وأضافت: "من حسن حظ القارة الإفريقية التطوير الاقتصادي والاستثماري، وسيكون له الأثر الكبيرفى دفع عجلة العمل وقيادة الشباب للأفضل".
وفى ظل تأكيد شكرى على أن تلك الأجندة أتت بالتزامن مع الرؤية المصرية التنموية2030، وأن مصر راعت فى أجندتها الخاصة دمج الأهداف التنموية بالأجندة الإفريقية مع الأهداف المصرية التنموية على المستوى الإفريقي علقت عجمي قائلة:" مصر هى قائدة إفريقيا الان، وتقود إفريقيا لعالمٍ جديد ولبوابات صناعية واستثمارية واقتصادية جديدة وستقودها للأفضل، وهذا كله نتيجة عملٍ دئوبٍ وقوي فى خلال السنوات القليلة القادمة".
وقال شكرى وأفاد بأن هناك مشروعات تنموية على مشارف دخول حيز التنفيذ، أبرزها إنشاء طريق دولى يربط مصر بجميع دول القارة السمراء يبدأ من الإسكندرية بمصر وينتهى فى كيب تاون بدولة جنوب إفريقيا،ومشروع ربط بحيرة فيكتوريا بالبحر المتوسط بمصر، فيما قال السفير جمال بيومي فى تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم" بأن تلك المشروعات يُنادَى بها منذ سبعينيات القرن الماضي، حتى أن شركة السيارات الإيطالية "Fiat" قامت بعمل أبحاث ودراسات عن مشروع ربط الإسكندرية بـ"كيب تاون" بجنوب إفريقيا، باعتبارها شركة تصنع كل ماله علاقة بمركبات الطرق البرية.
فى سياق متصل، علق السفير جمال بيومي على هذا الأمر فى تصريحات خاصة لـ"بلدنا اليوم"، قائلًا: "وزير الخارجية يريد من خلال هذا اللقاء أن يؤكد على أن مصر متواجدة دومًا فى إفريقيا، وهذا رد على القائلين بأن مصر تراجعت فى إفريقيا، ومصر لم تتراجع إفريقيًّا، إذ أن سفارتاها قائمة فى إفريقيا، وأن هناك قبائل إفريقية تفتخر بأنها ذات أصول فرعونية مصرية، وإكتشافات محمد على قديمًا لمنابع النيل من خلال الحملات العسكرية التى أرسلها أكثر من مرة، ومساندة ودعم الرئيس جمال عبدالناصر لحركات التحرر من الاستعمار فى إفريقيا عززت من تواجد مصر فى القارة السمراء".
وتابع: "فى العصر الحديث مصر من أكثر الدول تمثيلًا دبلوماسيًّا فى إفريقيا، إذ أنه لا تخلو دولة إفريقية من سفارة مصرية بها، وإن كانت متواضعة".
وأكد بيومي على أنه بعد توقيع اتفاقية التجارة الحرة مع الدول الإفريقية (الكوميسا)، تضاعفت التجارة المصرية الإفريقية ثلاثة أضعاف المعدل الذى كان قبل التوقيع، فحدث فائض فى الميزان التجاري الإفريقي صب فى مصلحة الدولة المصرية، والوكالة المصرية للتنمية تقوم بدور تنموي كبير بالقارة السمراء، ولكن تفتقر للكثير من الموارد المالية والتمويلية؛ لذلك جهودها غير مشهورة لدى الجميع، وإن تم دعمها ستتحسن الأوضاع بشكل كبير غير مسبوق.
موضوعات متعلقة:
- جمال بيومى لـ”بلدنا اليوم”: مصر متواجدة دومًا فى إفريقيا
- غادة عجمي لـ«بلدنا اليوم»: مصر هى قائدة إفريقيا الآن
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
