التسويق الشبكي يُدلي بحياة فتاة كفر الشيخ.. وطوارئ طنطا: «كنا مستنين البطاقة»

الاربعاء 07 نوفمبر 2018 | 09:45 مساءً
كتب : عمار حلمي

تنتمي لأسرة بسيطة كانت تحلم بالعمل كغيرها من الشباب، فبعدما تخرجت من كلية التجارة بجامعة كفر الشيخ وحصلت على البكالوريوس، أرادت العمل لتُساعد أسرتها في مصاريف البيت، فذهبت إلى إحدى شركات التسويق للعمل بها بمعرفة إحدى صديقتها.

 

 

ما نتحدث عنها هي "سلمى طاهر" ، تلك الفتاة البالغة من العمر 23 عامًا، من مواليد مُحافظة كفر الشيخ، فبعدما تخرجت من كلية النجاة من جامعة كفر الشيخ وحصلت على البكالوريوس، ذهبت للعمل بإحدى شركات التسويق الشبكي بالمُحافظة، بمعرفة فتاة تُدعى "إيمان الملا".

 

بداية المشوار

وفي إحدى الأيام طلبت "إيمان" من "سلمى" أن تذهب معها بالسيارة لمدينة طنطا التابعة لمحافظة الغربية، بحجة أنهم "رايحين يجيبوا أوراق وحاجات مهمة"، وأثناء سيرهم على الطريق كانت إيمان تسير بسرعة فائقة كما قال شهود العيان لوالدة سلمى بعد الحادث، الأمر الذي أدى إلى "فرقعة عجلة الكوتش" من ناحية سلمى، فقامت إيمان بالضغط على زر الفرامل، الأمر الذي أسفر عنه أن انقلبت  السيارة 3 مرات على الطريق في مشهد مروع مما أدى إلى اصتدام سلمى برأسها وحدوث نزيف داخلي لها، ونجاة إيمان من هذا الحادث.

 

 

 

بعد ذلك أتت سيارة الإسعاف لتقوم بنقل "سلمى" إلى مستشفى طوارئ طنطا، في هذا التوقيت قامت إيمان بإبلاغ اصدقائها الذين يعملون معها بالشركة، ولم تخبر أبوان "سلمى" إلا بعد وقوع الحادث بساعات بعدما طلبت المستشفى بطاقة أحد الأقارب لسلمى من الدرجة الأولى حتى تدخلها العناية المركزة.

 

طوارئ طنطا تنتظر البطاقة

"مستنين البطاقة عشان ندخلها العناية"، تلك الكلمات الردئية التي سمعتها الحاجة سهير والدة سلمى من الأطباء في المستشفى، عندما علمت بالخبر وأسرعت هي وزوجها للاطمئنان على ابتهم، فحينما وصلوا لمستشفى طوارئ طنطا ورائت ابنتها نائمة في غرفة عادية والدم يسيل من فمها واذنها، سألتهم: " ليه مدخلتوش بنتي العناية المركزة"، ليرودوا قائلين: "كنا مستنين بطاقة حد من الدرجة الأولى"، هل هذا هو تكريم الإنسان؟ هل هذا هو إنقاذ المريض أن يوضع في غرفة لقرابة 4 ساعات دون دخول العناية؟.

 

وقالت الحاجة سهير لـ «بلدنا اليوم» إنها أجرات مداخلة مع الإعلامية عُلا شوشة ببرنامج "ماذا بعد" المذاع على فضائية "LTC"، وقالت للمذيعة "إن الطب في مصر أصبح مافيا، أنا مش عايزة حاجة لبنتي أنا احتسبتها عند الله، كل إللي أنا عايزه أنهم يهتموا بحوادث الطوارئ، عشان إللي جرى لبنتي ميجراش لحد تاني".

 

المُحامي الخائن

"المحامي إللي معدوش ضمير تخلى عن شرف المهنة واتصالح مع الطرف التاني"، تروي الحاجة سهير، والدة الضحية، ما فعله المحامي "محمد محمود النجيلي" محامي الشركة التي كانت تعمل بها سلمى وإيمان، المقيم بمركز سيدي سالم التابع لمحافظة كفر الشيخ، معها وكيف تخلى عن شرف المهنة وباع ضميره لأجل الطرف الثاني،  تقول الحاجة سهير: " المحامي جاني وقالي أنا عايزك تعمليلي توكيل عشان أطلع تعويض لبنتك سلمى واجبلك حقها، لأن العربية مأمن عليها وهجبلكم تعويض 40 ألف جنيه"، فرديت علية وقلتله: "إحنا احتسبنا سلمى عند الله ومش ناوين نأذي حد".

 

وتُواصل والدة الضحية حديثها لـ«بلدنا اليوم»، مبينة كيف خاضعها المحامي وتصالح مع الطرف الثاني "إيمان" الذي كان سببا في فقدها لابنتها "سلمى".

 

وتكمل الوالدة، رويها للقصة وتقول" سألت المحامي وقولتله أنت هتعمل حاجة لـ "ايمان" بالتوكيل إللي أنا عملتوهولك"، ليرد قائلا: "التوكيل ده هجبلكم بيه التعويض".

 

وبعد مرور فترة من الوقت من الوقت جاء هذا المحامي "محمد محمود النجيلي"، وطلب من الحاجة سهير، أن تكمل باقي القضية بمفردها، بحجة أنه مسافر، بعد ذلك وكلت الحاجة سهير محام آخر، ليقوم بالسفر إلى القاهر ويأتي بشيك التعويض، بعد ذلك فوجئت الحاجة سهير، بأن "إيمان" كان عليها قضية في الشق الجنائي بمحكمة طنطا، وأن المحامي التي وكلته غدر بها وتصالح مع الطرف الثاني.

 

"بنتي مبتعرفش تسوق وأنا عارف"، تلك الكلمات الجارحة التي قالها والد إيمان، التي كانت سببا في وفاة سلمى، والتي أثرت في الجميع وكادوا أن يضربوه.

 

وقالت والدة سلمى، إنها قدمت شكوى في نقابة المحامين ضد المحامي "محمد محمود النجيلي" المقيم بمركز سيدي سالم التابع لمحافظة كفر الشيخ، ولن تترك حق ابنتها.

 

موضوعات متعلقة..

عمار حِلمي يكتب: الشباب والوهم العنكبُوتي

اقرأ أيضا