تفاصيل غامضة في قضية قاتل خالته وزوجها.. والجيران يكشفون المستور 

الاثنين 19 نوفمبر 2018 | 08:24 مساءً
كتب : محمود صلاح

منقطة شعبية لم يتخطى ارتفاع منازلها 3 أدوار.. محالات تجارية تعرض بضائعها في الشوارع الصغيرة.. وأوراق مبعثرة على حافة الطريق.. مشاهد ترصدها الكاميرا لسكان المنطقة الشعبية، فتارة تركز على الرجال الجالسون بالمقاهى وتتعالى أصواتهم، وتارة تركز على البشر الكثيرين الذين يتجمعون على شبه حلاقات وتتلاعب على وجوههم علامات الحيرة والتساؤل بسبب تلك القيضة التي هزت أرجاء منطقتهم في الساعات الأخيرة من الليل.

 

كل ما سبق هي مشاهد حقيقية يعيش أجواءها سكان منطقة "روض  الفرج" التي عاشت حالة من الرعب  بسبب جريمة كان البطل فيها شاب استقوى على خالته وزوجها، وكتب السطور الأخيرة في حياتهم بقلم الغدر والخيانة، وعقب حدوث الواقعة انتقلت "بلدنا اليوم" إلى مكان الحادث لمعرفة التفاصيل. 

 

محروس: الناس كلها بتحبهم وعمرهم ما عملوا مشكلة

محروس البالغ من العمر 58 عامًا، يجلس في "دكانه" بأول الشارع المواجة للعمارة المشؤومة، وعيناها تشردان كل حين وأخر ناحية العقار ليتذكر جاره الذي راح ضحية لشاب لم يعرف معنى الإنسانية، بدأ حديثه قائلا:" الراجل والست دول عمرهم ما عملوا مشكلة مع حد وكان الناس كلها بتحبهم" ولكن غالبًا تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن لان الرجل وزوجته لم يكن عندهم أولاد وكانوا يعاملون الشاب كأنه نجلهم، وهذه كانت النتيجة، بعدما جاءهم  في الساعات الأخيرة من الليل، طالبًا للأموال كعادته، مضيفًا: "ما باليد حيله" الرجل لم يكن في بيته أموال ليعطيها له، فغدر بالرجل حينما استدار وطعنه في رقبته ليسقط  قتيلًا، ولم يكتفي بذلك بل طعن زوجته التب كانت في فراشها.

 

أضاف الرجل الخمسيني، حينما قتل الشاب خالته وزوجها، أسرع في الشقة مهرولًا فلم يجد بها غير 350 جنيه، وتلك الأموال لم تكن كافية لسد حاجته، فسرق الهاتف المحمول والشاشة الموجودة في البيت الصغير، وتركهما في بحرٍ من الدماء، لتلتقط الكاميرا المجاورة لهذا العقار الجاني وهو يهرول اتجاه السيارة في الساعات المتأخرة من الليل.

 

محل صغير لـ"المفاتيح" معلقًا على أبوابة لافتة بجوارها كاميرا ترصد جميع من يخرج من هذا المنزل الذي حدث فيه الجريمه، وأكد ذلك "محروس" صاحب المحال، أن القوات الأمنية بقسم روض الفرج استعانت بتلك الكاميرات في كشف غموض الواقعة، وبالفعل خلال ساعات تم إلقاء القبض عليه.

 

 السني: كانوا يعملونه كـ"ابنهم" والنتيجة قتلهم

وأضاف أحمد السني، صاحب الـ48 عامًا، أن المجني عليه وزوجته كانوا يعاملون هذا الشاب الجاني مثل نجلهم تمامًا، لأنهم لم ينجبوا أولاد، وكانت العلاقة مستقرة بينهم كباقي أفراد العائلة الذين يقطنون في نفس العقار، ولكن هذا الشاب كان لا يعمل، رغم أنه كان عنده 4 أطفال، إلا أنه كان دائمًا يقصد خالته في أخذ الأموال لأنهم كانوا يعيشون في السعودية لفترة طويلة وحالتهم مسيورة،  مؤكدًا: رغم ذلك لم يصون هذا الشاب هذه المجاملات التي فعلها من أجله المجني عليهم.

 

وأكد السني، أن هذه العائلة تقطن في المنطقة من سنوات طويلة، وجميعهم يعملون في وظائف رائقة، وكان يحدث في بعض الأوقات مشاكل من التي تظهر في جميع منازل مصر، من بيع للعقار وخلاف من الأطفال وغيره، ولكن التصريحات التي أدلى بها المتهم اليوم  أمام المباحث، من الخلاف بين العائلة على ميراث، هذا غير صحيح، لأنه جميعًا في علاقة طيبة وكل واحدٍ من سكان هذا البيت يعرف حقوقه الشرعية منذ وقتٍ طويل.

 

مؤمن: "خالتي كانت بخيلة..وانا اللي قتلتها"

"مؤمن" البالغ من العمر 34 عامًا عاطل، أدلى بالتصريحات أمام المباحث اليوم، قائلًا: "خالتي كانت بخيلة وكانت فيه مشاكل بيننا بسبب الميراث.. حاولت استلف منها فلوس مارضيتش دبحتها هي وجوزها وملقتش غير 300 جنيه سرقتهم".

 

المقدم قدري الغرباوي، رئيس مباحث قسم شرطة روض الفرج، أجرى التحريات عن المتهم عقب تلقيه بلاغًا من الأهالي، يفيد بالعثور على جثتي موظف بالمعاش وزوجته، في شقتهما مصابين بجروح نافذة وقطعية بأنحاء مختلفة بالجسد.

 

نجل شقيقة المجني عليها هومن اكتشف الواقعة، حينما حاول الاتصال بهما كثيرًا ولم يجد ردًا، توجه إلى المنزل فوجدهما غريقان في بحر من الدماء، وذلك حسبما ذكر الأهالي في المنطقة، وتبين أن المجني عليهما هما "سميح م." 68 عامًا، وزوجته "هدى" 60 عامًا، ربة منزل، وأنهما ملقيان بأرضية الشقة ومحاطان بكمية كبيرة من الدماء، وبهما العديد من الإصابات التي أودت بحياتهما.

 

وتم تشكيل فريق بحث جنائي لرفع البصمات وسماع الشهود، وتم استدعاء أهلية المجني عليهما، حيث أكد نجل شقيق المجني عليها، أنه توجه لزيارتهما، بعد عدة محاولات عبر الهاتف، ووجد باب الشقة غير محكم الغلق، وعندما لم يردا على نداءه دفع الباب ودخل للشقة فوجدهما مقتولان، بينما أفاد الجيران بأنهم سمعوا أصوات استغاثات من المجني عليهما لكنها لم تكن واضحة.

 

وأثبتت تحريات المباحث، أن آخر شخص كان في مكان الجريمة، هو نجل شقيقة المجني عليها، ويدعى "مؤمن" 34 عامًا، عاطل، وبتكثيف التحريات تبين أنه غير موجود في محل إقامته، وأنه حاول الهرب فتم إعداد عدة أكمنة، أسفر أحدها عن ضبطه.

 

وبمواجهة المتهم اعترف بارتكاب الجريمة، وشرح "مؤمن" أمام رجال المباحث تفاصيل ارتكابه الجريمة، حيث أكد أنه كانت هناك خلافات بينه وبين خالته المجني عليها، بسبب الميراث، وأنه يوم الواقعة توجه إليها ليطالبها وزوجها بإقراضه مبلغًا من المال لمروره بضائقة مالية، وعندما رفضا نشبت بينهما مشادة كلامية، فاعتدى عليهما بسلاح أبيض، وبحث في المنزل عن أي أموال فلم يجد سوى 300 جنيه وشاشة تليفزيون وهاتف محمول وفر هاربا.

 

وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وأخطرت النيابة لتباشر التحقيقات مع المتهم، واتخاذ الإجراءات القانونية.