بريطانيا والجاسوسية.. سيناريو سكريبل يعود من جديد في الإمارات

الخميس 22 نوفمبر 2018 | 09:32 مساءً
كتب : مصطفى خميس

هدوء ليل ساكن، شوارع خالية من المارة، الثالثة فجرّا رائحة نفاذة أشبه برائحة الموتى، مقاعد على مرمى البصر يجلس عليها شخصين، تجمع عدد من المارة العائدين من عملهم فجرّا، الرائحة تنبعث من خلف تلك المقاعد، اتصل أحدهم بالشرطة جثتان هنا في تلك الغرفة رجل وامرأة غير معلوم هويتهم.

 

بعد مرور بعض الوقت كشفت التحقيقات أنّ الجثتان لرجل وابنته ماتو نتيجة استنشاقهم غاز أعصاب سام ومحرم دوليًا حتى فى الحروب، وكان الضحية هو الجاسوس الروسي البريطانى المزدوج سيرغي سكربيل 66عامًا وابنته يوليا 33 عامًا واتهم بريطانيا روسيا بأنها تقف وراء هذا الهجوم الكيميائى المروع.

 

نهاية أليمة لجاسوس روسي كان يعمل لصالح بريطانيا، القصة التي كانت محل حديث العالم لفترة كبيرة قبل عدة أسابيع ماضية، لم يتوقع أحد أن تقع بريطانيا في نفس الفخ من جديد، تلك المرة لم يكن الأمر روسيا بل كان عربيّا خالصا، اليوم، حيث أصدرت محكمة استئناف أبوظبي الاتحادية، حكماً بالسجن المؤبد على البريطاني ماثيو هيدجز، 31 عاماً، بعد إدانته بالتجسس على دولة الإمارات وتزويد جهات خارجية بمعلومات أمنية واستخباراتية حساسة.

 

كما قررت المحكمة بإبعاده عن البلاد بعد تنفيذ الحكم وتحميله كل نفقات القضية ومصادرة كل المضبوطات من أجهزة وأدوات وبحوث ودراسات، ومن حق المُدان الطعن على الحكم أمام دائرة أمن الدولة بالمحكمة الاتحادية العليا خلال مدة أقصاها 30 يوما.

 

رد فعل بريطانيا

اتهام جديد طال بريطانيا سابقّا كان من روسيا واليوم من الإمارات، لكنّ ردها جاء على لسان جيريمي هنت، والذي قال"أشعر بصدمة كبيرة وبخيبة أمل لسماع الحكم الصادر اليوم".

 

وتابع قائلا: "قد أوضحت مرارًا وتكرارًا بأن تعامل السلطات الإماراتية فيما يتعلق بهذه القضية ستكون له تداعيات على العلاقات بين بلدينا، وهي علاقات يجب أن تُبنى على الثقة، من المؤسف أننا وصلنا إلى هذا الوضع، وإنني أهيب بالإمارات إعادة النظر بالحكم".

 

 

بينما قالت دانييلا تيادا زوجة ماثيو، إن زوجها وضع قيد الحبس الانفرادي دون توجيه اتهامات له في الإمارات، بعد خمسة أشهر من توقيفه أثناء زيارته لدبي.

 

وقالت تيادا في بيانها إن زوجها يجبر على النوم على الأرض، ولم يسمح له بالاستحمام سوى مرة واحدة خلال الشهر الأول من اعتقاله، وقالت إنه تم منحه فراشا للنوم بعد ثلاثة أشهر من الحبس الانفرادي.

 

 

هل تقتل بريطانيا جسوسها ؟

 

من الشائع فى الحروب الجاسوسية التي تدور بين الدول ان تقتل الدول الجواسيس الخاصة بها عند الكشف عن هوتهم, واقرب مثال على ذلك قتل روسيا للجاسوس المشترك.

وثبت مرارا وتكرارا أن شهية الانتقام والرغبة في غسل سمعة الأجهزة الأمنية للدول الكبرى، تدفعها إلى خرق تعهداتها بعدم استخدام الأسلحة المحظورة دوليًا ضد الجواسيس و المدنيين .

اقرأ أيضا