ظهير الفقراء وبوابة الخير للأغنياء.. مؤسسات المجتمع المدني تساهم في البناء

الجمعة 30 نوفمبر 2018 | 02:35 مساءً
كتب : شروق عز الدين

ظروف صعبة، وتحركات من جميع الجهات نحو التكاتف وتشابك الأيدى، ليستمر السير بمصر على طريق الخير، كل منّا يحاول فيما يجيد، ويخلص حتى نرتقى، هذا ما تحاول أن ترسخه مؤسسات المجتمع المدني التي تسعى جاهدة لبناء البلاد بجانب الحكومة من خلال عملها، فالشعب يدعم بالتبرعات، والمنظمات تنفذ مشروعات حتى لا يوجد شخص واحد محتاج فى مصر.

 

وترتكز جهود الجمعيات الأهلية في مصر على محور أساسي هو تعبئة جهود الأفراد والجمعيات لإحداث التنمية في المجتمع لصالح الأفراد، وحل مشكلاتهم، والإسهام في مؤازرة جهود الدولة في تلبية الاحتياجات الإنسانية والاجتماعية والاقتصادية للمجتمع.

 

الرئيس عبد الفتاح السيسي، أولى اهتماما بمؤسسات المتجمع المدنى ودورها فى تطوير المجتمع، لذا طالب بسرعة الانتهاء من قانون"الجمعيات الأهلية"، حتى يتم تعزيز الدور التنموي من خلالها.

 

 الدكتور أحمد حسن، عضو مجلس أمناء مؤسسة بكرة لينا، قال إنه وفقًا للتحديات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التي يواجهها المجتمع المصري، تجعله في حاجة لدور أكثر فعالية وواقعية لمؤسسات المجتمع المدني بشكل عام.

 

وأوضح "حسن"، أن مؤسسات المجتمع المدني لابد وأن تقوم على عدد من المقومات الأساسية، أهمها الهوية والأهداف الخاصة بالمؤسسة، والعنصر البشري المدرب سواء كان متطوعا أو بأجر، أما عن الأموال فلا تكفي بمفردها لبناء المؤسسة.

 

ولفت عضو مجلس الأمناء، إلى أن هناك عوائق تواجه المجتمع المدنى في مصر، وهي "قانون الجمعيات الأهلية" الحالي والذي وجه الرئيس بضرورة تعديله، وأيضا "غياب الخطة الاستراتيجية الوطنية للدولة لمدة طويلة" حتى تستطيع المؤسسات الأهلية المساهمة فيها، وكذلك "عدم وجود اتحاد عام لمؤسسات المجتمع المدني"؛ليكون فعالا ومؤثرانحو توحيد جهود الجمعيات الأهلية.

 

رئة المجتمع

أكد أكمل نجاتي، مؤسس مبادرة دعم دور الأيتام، أن موسسات المجتمع المدني التي تم تأسيسها بخبرات ورؤية وأهداف حقيقية؛ نجحت في مساعدة الدولة في مهامها، مثل بنك الطعام ومصر الخير وغيرها.

 

وأضاف نجاتي فى تصريح خاص لـ"بلدنا اليوم"، أن المشكلة تكمن في الجمعيات التي تحمل طابع العمل الخيري فقط، حيث أن "الإخوان" تتخذ منها ستارا لجمع التبرعات، وإنفاقها إما على ملذاتهم أو في تمويل الإرهاب، كما في بعض النماذج غير السوية، مشيرًا إلى أن المجتمع المدني هو رئة المجتمع ويسهم في البناء بشكل كبير، وتتحمل مؤسساته عن الدولة أعباء كبيرة في مناطق كثيرة.

 

وتابع أن مؤسسات المجتمع المدني ينقصها بعض العوامل التي تدعمها مثل بعض المواد في القانون 70، والذي جعل المتطوعين يتراجعون؛ خوفًا من المسائلة في حالة الخطأ، مما جعل التطوير واجبا، ولذا فإن قبول الرئيس للمقترح المقدم بتعديل قانون الجمعيات الأهلية، وتشكيل رئيس الوزراء لجنة لتعديله؛ كان خطوة مهمة فى شأن المؤسسات المدنية.

 

وأشار إلى ضرورة أن توجد آليات واضحة في جمع التبرعات، وتصاريح لجمع المال، وحرية تأسيس الجمعيات وغيرها، وكل هذا يؤثر بالطبع على مؤسسات المجتمع المدنى في مصر.

 

مهنى: شاركت بجهد كبير فى أوقات صعبة

 

وأكد محمد مهنى، عضو تنسيقية شباب الأحزاب، وأمين شباب حزب الحرية،أنه مما لا شك فيه أن منظمات المجتمع المدني في مصرتُعد عنصرا من العناصرالفاعلة، وقناة مهمة في تقديم الخدمات الاجتماعية، وتنفيذ برامج التنمية حيث تلعب خبرات المجتمع المدني وتجاربه دورا متمما للعمل الحكومي.

 

وأشار مهنى لـ"بلدنا اليوم"، إلى أن منظمات المجتمع المدني ذات الهوية الوطنية الحقيقية لعبت دورا مهما فيالوقوف بجوار الدولة فىأحداث ثورة يناير ٢٠١١، وقت أن كانت مؤسساتها في حالة عدم إتزان وقدرة على التواصل؛ هنا لعبت منظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية الدور الأكبر في دعم الدولة بتلبية احتياجات المواطنين، ونجحت فيه بشكل كبير وفعال في التفاعل مع الشارع، وتلبية احتياجاتهم.

 

وأوضح عضو التنسيقية، أن الدولة تولي اهتماما كبيرا لمنظمات المجتمع المدني وتعي حجم الدور الذي تلعبه في التنمية ووجود حالة شراكة حقيقية بينها وبين المنظمات لإحداث تفاعل يستفيد منه الطرفان، والدولة عندما صاغت استراتيجية٢٠٣٠ للتنمية المستدامة؛ استعانت بمنظمات المجتمع المدني والجمعيات الأهلية للتعاون في تنفيذها.

 

ولفت إلى أن الدولة تقدر تماما دور المجتمع المدني في تحقيق التنمية ولا ينكر أحد أن المجتمع المدني كان له دور بارز في العديد من المشروعات القومية، مثل العمل للقضاء على الفقر في مصر من خلال تقديم دعم مالي يضاف للفقراء مع الدعم العيني، كما كانت هناك العديد من المشاريع الخاصة، التي تساعد على نمو الاقتصاد والصناعة والابتكار والقضاء على الجوع، ومشاريع أخرى كثيرة تتجه إلى تحسين الصحة.

 

وتابع لا أحد ينكر الدور الكبير الذي لعبه المجتمع المدني في هذا الملف مثل إنشاء مستشفى ٥٧٣٥٧ وما تقدمه المؤسسات العلاجية مثل مؤسسة بهية وأهل مصر وإنشاء العديد من المراكز الصحية المختلفة في شتى أنحاء البلاد، متابعا: ولعل استجابةا لرئيس عبدالفتاح السيسي في منتدى شباب العالم الأخير الذي أقيم في مدينة شرم الشيخ لطلب منظمات المجتمع المدني في مصر بتعديل قانون الجمعيات الأهلية؛ تأكيدا من الدولة بأعلى قيادة فيها، بضرورة توفير المناخ المناسب داخل منظمات المجتمع المدني وللجمعيات الأهلية للقيام بدورها في التعاون مع الدولة دون وجود أي معوقات.

 

محمد فؤاد: ننتظر دورا أكبر منها بمجالات التعليم والتوظيف والصحة

قال محمد فؤاد، عضو اللجنة التشريعية بمجلس النواب، إن مؤسسات المجتمع المدني في مصر، تدعم الدولة في مجالات كثيرة، ومنها على سبيل المثال ملف الصحة، مشيرًا إلى أن هناك فرصة للدعم فى مجال التعليم.

 

وأضاف فؤاد أن هذه المؤسسات  بإمكانها أيضًا المساهمة فى دعم الشباب وإتاحة فرص عمل من خلال ملتقيات التوظيف، ويكون لها أثر مجتمعي عميق في مجالات الرعاية الصحية.

 

طارق الخولى: يجب أن تكون ظهيراخارجيا لمصر

وقال النائب طارق الخولي، أمين سر لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان، إن هناك مؤسسات مجتمع مدني تؤدي دورا جيدا جدًا على المستوى الخدمي، ولدينا نماذج رائعة في عدة مجالات على مستوى الصحة والتعليم ووضع المحليات وتطوير القرى الأكثر فقرًا وغيرها، ولذلك هناك مجهود واضح لعدد من المؤسسات.

 

وأضاف الخولي لـ"بلدنا اليوم"،  أننا نحتاج إلى دور أكبر لمؤسسات المجتمع المدني في عدة مجالات أخرى، مثل "الدعم السياسي والمشاركة الحزبية والسياسية، خاصة للشباب والمرأة، وهناك دور مهم جدًا يكمن في دعمها لمصر خارجيًا؛ من خلال المحافل والمنظمات الدولية، ومجابهة التقارير المغلوطة التي تنشر من بعض المؤسسات عن مصر، مؤكدا أننا نحتاج للتصدي لهذا الأمر بشكل كبير في المرحلة المقبلة.

 

موضوعات متعلقة..

الحرية: مؤسسات المجتمع المدني شاركت بجهد كبير في أوقات صعبة

محمود فؤاد: ننتظر دورا أكبر من منظمات المجتمع المدني

اقرأ أيضا