انتهت منذ أيام فعاليات الدورة الثانية من منتدى شباب العالم للفنون، والذي تمت إقامته بمدينة السلام " شرم الشيخ " ،وسط حضور كبيرسواء رؤساء أو وزراء أو قيادات وشباب من مختلف أنحاء العالم، وكان مسرح شباب العالم في ظهوره الأول لافتا للنظر لتنوعه ،وكانت فرصة للشباب لعرض إبداعاتهم وأفكارهم وثقافاتهم من خلاله ،وكانت مسرحية الزائر للمخرج المبدع " خالد جلال " والتي ناقشت قضية تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في أنماط حياتنا، من أهم علاماته لذا كان لنا هذا الحوار معه.
لماذا حرصت على مناقشة تلك القضية تحديدا في منتدى شباب العالم ؟
منتدى شباب العالم جمع اكثر من 5000 شاب من جميع أنحاء العالم باختلاف جنسياتهم ودياناتهم وألوانهم وثقافاتهم ، ولكن كان الرابط بينهم هو رسالة السلام والتنمية والإبداع، وأصبحت مواقع التواصل الاجتماعي في عصرنا الحالي تمثل جزءا كبيرا من حياتنا اليومية بتأثيراتها الإيجابية والسلبية ،فمثلما توجد لها منافع كثيرة في التواصل لها أيضا مخاطر كثيرة في تباعد العلاقات ،لذا كان لابد من مناقشة قضية تمس وتخاطب كل الشباب من خلال مدينة يأتيها زائر ليفرق بين سكانها، في رمزية للتكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي التي ساهمت في حالات التفكك الأسري.
عرض الزائر يضم 11 جنسية من مختلف القارات ..كيف تم خلق نوع من التقارب بينهم كي يظهر العرض في افضل صوره التي ظهر بها ؟
بالفعل عرض الزائر ضم جنسيات مختلفة سواء من مصر أو المملكة العربية السعودية أو الجزائر أو الكاميرون أو بيرو أو اندونيسيا ودول أخرى ، فقمنا بمنحهم ثلاثة ايام قبل بداية العمل كي يحدث التقارب والانصهار بينهم ، وبالفعل حدث ذلك.
كنت حريص أيضا ان يتحدث كل ممثل بلغته .. لماذا ؟
كان لدي إصرار كبير في تحدث كل ممثل بلغته للحفاظ على الهوية، وتأكيدا أيضا لرسالة هامة أن اللغة لم تعد عائقا في التواصل بين الشعوب خاصة في وقتنا الحاضر، مع كل التقدم التكنولوجي الهائل الذي نشهده .
ناقشت من خلال الزائر تمسك بعض الشباب بالموضة العالمية حتى لو لم تكن شبيهة لهم .. هل كنت تقصد ذلك ؟
بالفعل قصدت ذلك من خلال القرية التي كان يرتدي فيها كل شخص الزي المناسب له، وعندما جاء الزائر جعل ملابسهم كلها نفس الشكل بحجة أنها الموضة العالمية، وذلك في محاولة منه لمحو الهوية الثقافية لهم ،وهذا مانحذر منه أن كل دولة لها هويتها الخاصة بها ،والسوشيال ميديا أصبحت تدمر الهوية الثقافية إن لم ناخذ حذرنا منها ونتعامل معها بحرص ، من خلال الحصول على إيجابياتها والبعد عن سلبياتها، فنحن لم نهاجم السوشيال ميديا كما توقع البعض .
كيف كان رد فعل الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد العرض ؟
الرئيس " السيسي " دائما يشجع الشباب، وكانت علامات الابتسام على وجهه أثناء العرض أعطت كل الشباب حافزا للإبداع ، ودائما الرئيس يدعم الشباب ،ففكرة منتدى شباب العالم نفسها أبرز مثال على دعمه للشباب ومحاولة التواصل معهم دائما والتعرف على أفكارهم ومشاكلهم .
"مواقع التواصل الاجتماعي تنقذ أم تستعبد مستخدميها " كان هذا احد عناوين ندوة من ندوات المنتدى وتناقش نفس موضوع عرض "الزائر" ... كيف شاهدت الندوة بعينك الإخراجية؟
الندوة كانت مكتملة العناصر ،سواء من الفيلم التسجيلي الذي أبرز إدمان بعض الشباب للسوشيال ميديا، واراء الشباب وتجاربهم معها ، وأيضا الخبراء والمتخصصين، ومناقشة التصاعد السريع لها في السنوات الماضية وتاثيرها على كل أنماط الحياة وحياة الفرد نفسه ، وهذا ماتطرقنا له في الزائر .
إدارة منتدى شباب العالم قررت في توصياتها استمرار عمل مسرح شباب العالم طوال العام ... ماذا يعني هذا القرار لك؟
فخور جدا بهذا القرار الهام من إدارة المنتدى، وأيضا قرار إقامة مهرجان ثقافي سنوي يشارك فيه الموهوبون من مختلف أنحاء العالم ،فذلك يعني نقل صورة إيجابية أكبر عن مصر وفنونها وحضارتها، وجذب عدد أكبر من الوفود الخارجية إلينا، وتصحيح الصورة الذهنية الخاطئة عن مصر، التي يروجها الأعداء لأن الفن هو القوة الناعمة لمصر في مختلف العصور .
ماتقييمك لتجربة مسرح شباب العالم في اولى خطواته هذا العام ؟
كان من أهم توصيات منتدى شباب العالم الأول العام الماضي تنظيم ورش عمل بين الشباب المصري وشباب العالم في كل المجالات ، لخلق حالة من اكتساب الخبرات وتبادل الثقافات والحضارات ،وتم إسناد الورشة الفنية لي ، فكرة مسرح شباب العالم فكرة رائعة من أجل عرض قضايا الشباب وتجمع مختلف للفنون ، حيث تم من خلاله عرض مجموعة متنوعة من العروض الدرامية والكوميدية والموسيقية وغير ذلك الكثير، وشارك فيه فنانين وموهوبين من جميع أنحاء العالم ،ومسرح شباب العالم أصبح منارة ثقافية لكل العالم .
تابعوا أخبار بلدنا اليوم على Google News
