لعنة الفراعنة تضرب ”النهضة” .. حلم السد ينهار وصدمة جديدة لمسؤوليه

الاحد 16 ديسمبر 2018 | 02:27 مساءً
كتب : قسم التقارير

حينما يتحدّث أحد عن لعنات الفراعنة، فالأمر يبدو به بعض التهكم خاصة وأنّ تلك اللعنات لم نعتاد عليها إلّا في الأساطير والحكايات فقط، لكن الآونة الآخير ربط الكثيرون بعض الأمور التي كاد تنفيذها يضع المحروسة في ورطة، لكنّ التأخير كان من نصيبها مما دفع البعض لربط هذا الأمر بما يسمى بـ"لعنة الفراعنة"، وعلى رأس تلك الأمور مشروع سد النهضة.

 

"سد النهضة" المشروع الذي تسبب في إثارة القلق بين أبناء الشعب المصري، خاصة بسبب العديد من التقارير والأخبار أنّ بناء السد من شأنه أن يخفض حصة مصر في مياه النهر، مما يهدد الشعب بخطورة الجفاف، لكن المسؤولين في مصر لم يصمتوا على قرار بناء السد.

مرت سنوات واكتمل جزء كبير من السد، لكن وخلال الشهور القليلة الماضية لم يتوقف السد عن تلقي الضربات والنكسات التي تعمل على تأجيله يومًا بعد آخر.

 

التأجيل 4 سنوات

فمؤخرا، أعلن المهندس المسؤول عن بناء السد، تأجيل إكمال المشروع 4 سنوات أخرى، موضحا أن الموعد الجديد لافتتاح السد لن يكون قبل العام 2022.

 

وأشار مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي، كيفلي هورو، إلى أسباب فنية وعملية تقف وراء تأجيل الموعد إلى عام 2022، بحسب وسائل إعلام إثيوبية وأفريقية.

 

ووفقا لهورو، كان يفترض أن يتم افتتاح السد، الذي بدء العمل فيه  في أبريل 2011 على نهر النيل وتصل كلفته إلى 4.8 مليار دولار، عام 2017، لكم من أسباب التأجيل تلك التغييرات التي أجريت على تصميمه، والتي من شأنها زيادة القدرة الإنتاجية من الطاقة الكهربائية وبالتالي نجم عنه تأخير في الأعمال الفنية الكهربائية.

 

وأوضح هورو أن التأخير في الأعمال والأشغال الكهرومائية في السد، أثرت أيضا على موعد بدء عمل المولدات الكهربائية السابقة، مشيرا إلى أنه ينتظر أن تبدأ العمل بعد عامين، مشددا على أن أعمال الإنشاءات في السد مستمرة من دون انقطاع.

 

وتصل قدرة السد الإنتاجية للكهرباء إلى حوالي 6.45 غيغاوات، ما يجعله أكبر محطة لإنتاج الطاقة الكهرومائية في أفريقيا، وسابع أكبر سد في العالم.

 

مشكلة التصميم

في أغسطس الماضي، انكشفت أولى المشكلات المتعلقة بالسد بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد آبي أحمد عن "مشكلات تتعلق بتصميم السد، الأمر الذي ينذر بعرقلة إتمام بنائه".

 

ومن بين المشكلات التي أشار إليها آبي أحمد عدم القدرة على تثبيت توربينة إنتاج الكهرباء، وعدم القدرة على استكمال المشروع وفق الجدول الزمني المحدد.

 

فساد مالي

ووصف آبي أحمد إدارة مشروع السد بالإدارة الفاشلة واضطره الأمر إلى سحب شركة شركة المعادن والهندسة "ميتيك" من المشروع بسبب الفساد المالي والإدارة الذي تسببت به، مع العلم أن هذه الشركة تابعة للجيش الإثيوبي.

 

واتهمت الشركة أيضا بالنهب والسرقة، إذ أفادت تقارير بأن الشركة متهمة بسرقة ما يزيد على 284 مليون دولار (8 مليارات برر إثيوبي).

 

وسجن رئيس الشركة السابق الجنرال كينفي داغنيو ومسؤولين آخرين بارزين مؤخرا لاتهامهم بالفساد والاختلاس.

 

 مقتل مدير المشروع

بالإضافة إلى ذلك، عثرت السلطات الأمنية الإثيوبية، في يوليو الماضي، على مدير مشروع سد النهضة، سيمغنيو بيكيلي، مقتولا داخل سيارته في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا.

 

وتفاقمت الأوضاع عندما نظم العمال في السد إضرابا للمطالبة بزيادة رواتبهم بالنظر إلى التأخيرات في إنجاز أعمال.

 

الضغوط الخارجية

ونقلت وسائل إعلام مختلفة، عن مصادر لم تسمها، أن مصر رحبت بتأجيل افتتاح سد النهضة 4 سنوات، بيد أن ذلك الأمر لم يتأكد، كما أن مصادر أخرى شددت على أن المسألة ليست بالتأخير بقدر ما تتعلق بالالتزام بما تم التوصل إليه من اتفاقات حول السد من خلال التفاهمات والاجتماعات الثلاثية، التي ضمت إلى جانب مصر وإثيوبيا، السودان.

 

وكان رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي أعلن في وقت أن بلاده ستجري محادثات مع إثيوبيا في غضون أسبوعين، لتسوية الخلافات التي لا تزال متعلقة بسد النهضة.

اقرأ أيضا