طارق الخولي: الإخوان «ورم سرطاني» يستهدف إسقاط الدولة

الخميس 20 ديسمبر 2018 | 10:13 صباحاً
كتب : سارة محمود - مصطفى الخطيب

خطوات السيسى والدبلوماسية المصرية البطل الحقيقى فى عودة التعاون مع كل الدول

مصر أثرت بقوة فى قضية مريم عبد السلام.. والجناة يمثلون الآن أمام القضاء فى بريطانيا

علاقتنا مع إيطاليا لم تشهد توترا على الإطلاق.. وسفراء الدولتين يمارسان عملهما بشكل طبيعى

المشهد السياسى بعد قيام ثورتين فرز العديد من التكتلات والأحزاب.. ولا بد من الدمج بينها

الرئيس يسعى جاهدا إلى خلق حوار مجتمعى لإعادة تقوية الأحزاب وإعادة تشكيل بنيتها السياسية

الإخوان «ورم سرطانى» و«فكرة شيطانية».. ولا توجد مشكلة لديهم فى سقوط الدولة لتبقى الجماعة

نحن فى منتصف الطريق لتحقيق العدالة الاجتماعية.. ونحتاج إلى مجهود كبير ومشوار وإجراءات كثيرة

أحلم أن يكون نواب الثورة نموذجا لأقرانهم من الشباب.. وفشلهم يُصعِّب الرحلة أمام جيل كامل

أعد مشروع قانون داخل مجلس النواب للدمج المجتمعى للمفرج عنهم

يجب تعديل الدستور إذا طرأت أى مشكلات عند تطبيقه

عبد الهادى القصبى يؤدى دوره على أكمل وجه داخل الائتلاف.. وتقييمه فى الوقت الحالى ستكون ظالمة

مثال يُحتذى به فى الوطنية، صاحب خبرة سياسية لم تكن كبيرة إلى حد ما، قضاها متدرجًا فى مناصب عدة، فهو أحد كوادر ثورتى 25 يناير و30 يونيو، دائمًا ما يحرص على مصلحة وطنه ولا يعارض من أجل المعارضة، بل كان له هدف سامى تجاه مصر، للنهوض بها إلى مستقبل أفضل.

5 سنوات خاضها فى العمل السياسى تغيرت فيه الكثير من أفكاره وشخصيته، فقد كان عضوا بلجنة العفو الرئاسى، ثم انتهج العمل السياسى والانخراط فى التحالفات التى أوصلته إلى مقعد البرلمان عبر قائمة «فى حب مصر».

النائب طارق الخولى، أمين سر لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، تحدث عن أبرز الملفات الشائكة والتى تثير الرأى العام ليس المحلى فقط وإنما تتطرق إلى الملفات العالمية، وناقش كرامة المصريين فى الخارج، وتجربته الحزبية الجديدة داخل حزب مستقبل وطن، ورؤية الحزب فى مختلف القضايا والملفات والأزمات.

 

 كيف ترى المشهد السياسى بعد قيام ثورتين فى مصر وحتى الآن؟

المشهد السياسى بعد قيام ثورتين فى مصر، بالتأكيد هو مشهد غير ثابت على الإطلاق لأنه تلى فترة صعبة لم تكن فى مخيلة أحد أن نمر بها، كما أنه فرز العديد من الأحزاب والتكتلات السياسية، وبالتالى فهو الآن طرأ عليه الكثير من التغيرات.

كما أننا الآن فى أمس الحاجة إلى قيادة حوار سياسى مجتمعى، ويتم ذلك من خلال الأحزاب.

 

هل كانت ثورة يناير السبب فى التعددية الحزبية؟

الحياة الحزبية شهدت حالة من التعددية مؤخرًا؛ وذلك بسبب قيام الثورتين التى نتج عنهما تشكيل أكثر من 100 حزب سياسى على أرض الواقع، وهذا يؤكد ضرورة وجود حالات دمج بينها وبين بعضها البعض؛ ولكى لا تظل لدينا3 أحزاب سياسية كبرى فقط.

 

لماذا لم تلب الأحزاب دعوات الرئيس عبدالفتاح السيسى للدمج؟

بعض الأحزاب السياسية لديها عدة أزمات، أبرزها التمويل وعدم التواجد الفعال فى الشارع المصرى لخدمة المواطن البسيط، كما أن عدم تقويتها يضع مصر فى مأزق، ولذلك فالرئيس عبدالفتاح السيسى يدرك جيدًا هذا الأمر منذ أن تولى حكم المحروسة ولذلك فهو يسعى جاهدًا إلى خلق حوار مجتمعى حزبى لإعادة تقويتها وتشكيل بنيتها السياسية من جديد.

هل من الممكن أن يكون للرئيس حزب سياسى مثلما حدث فى النظام السابق؟

من المستحيل أن يحدث ذلك مرة ثانية؛ كما أن الدستور المصرى الذى أسسه الرئيس عبد الفتاح السيسى يمنع أن يكون للرئيس حزب سياسى.

 

حدثنا عن تجربتك الحزبية الجديدة مع «مستقبل وطن» بعد الاندماج مع «من أجل مصر»؟

خوضى للتجربة الحزبية مع مستقبل وطن، تكون السابقة الأولى من نوعها، خاصة وأننى دخلت مجال السياسة منذ عام 2011، ويرجع ذلك إلى أنه جاء الوقت المناسب لمشاركة الشباب فى كافة الأحزاب والدخول تحت عباءتها خاصة وأن الساسة القدامى لا زالوا على قيد الحياة حتى الآن ومشاركين فى الأحزاب، ولكن الأمل الآن فى الشباب لتغيير هذا الواقع إلى مستقبل مختلف للأحزاب.

كما أن مستقبل وطن، هو الأول والمؤثر فى الساحة السياسية، خاصة وأنه يملك قوة برلمانية وتواجدا فى الشارع المصرى، ورؤى سياسية يسعى على تحقيقها، وبناء كيان قوى وكبير، كما أنه الحزب المؤسسى الأول الذى لن يعتمد على الأشخاص بقدر الكيان.

 

هل هناك قيادات تستحق رئاسة «مستقبل وطن» إذا طرأت تغييرات داخل الحزب؟

الحزب بتشكيلاته الحالية، مستمرة حتى الآن ولم يحدث بها أى تغيير، كما أن مستقبل وطن تحكمه لائحة داخلية، وهذه اللائحة تمت باختيار رئيس الحزب وأعضاء اللجنة المركزية والتشكيلات المختلفة للحزب، كما أننا حزب مؤسسى نهدف دائمًا إلى تجنب الأخطاء التى تقع فيها بعض الأحزاب.

كما أنه ليس من حق أحد أن يأخذ أصحاب المناصب القيادية من الآخرين، فمستقبل وطن ملىء بالكثير من القيادات التنظيمية بمختلف الأمانات والمحافظات.

 

كيف ترى خطوات الرئيس فى إدارة الملف الخارجى؟

أعتقد أن النتائج الخارجية التى نشهدها الآن على الساحة الدولية والسياسية، تؤكد نجاح مصر على مستوى العلاقات بين الدول نجاحًا باهرًا، ويرجع ذلك إلى الدبلوماسية المصرية التى لعبت دورا كبيرًا خلال الفترة الماضية فى تغير مواقف الكثير من الدول، خاصة بعد قيام الثورتين وخروج مصر من النفق المظلم بسبب جماعة الإخوان الإرهابية.

وهذا إن دل؛ فيدل على أن العلاقات بين مصر وألمانيا وفرنسا، كانت متغيرة تمامًا عما نشهده الآن، وأصبحت تربطنا بها الكثير من مجالات التعاون وخاصة العسكرية والثقافية والسياسية.

 

ماذا عن دور لجنة "خارجية النواب" فى توطيد العلاقات بين مصر والدول الأخرى؟

لجنة العلاقات الخارجية بدأت الآن ترسخ لمفهوم جديد فى السياسة المصرية، وتوضيح الدور والجهد المبذول للدبلوماسية المصرية والبرلمانية بالتوازى مع الدبلوماسية الخارجية، فدور الدبلوماسية البرلمانية أكثر تأثيرا عن غيرها، خاصة وأنها تعبر عن صوت الشعب فى الخارج.

كما أن البرلمان المصرى يستطيع أن يتحدث فى أى قضايا يريدها دون أى خطوط حمراء أو قيود مفروضة عليه، خاصة وأن أغلب الشائعات والإساءات المصدرة عن مصر تتم من قبل البرلمانات الخارجية وليس من الحكومات.

 

من البطل الرئيسى فى عودة العلاقات الخارجية بين الدول من جديد؟

البطل الحقيقى فى استرجاع العلاقات بين الدول يتمثل فى الدبلوماسية المصرية، وبالرغم من ذلك إلا أننا ما زلنا فى حاجة إلى تواجد برلمانى أكبر فى المسارح السياسية الخارجية.

 

هل لا زالت العلاقات بين مصر وإيطاليا فى حالة توتر حتى الآن؟

العلاقات بين البلدين لم تكن فى حالة توتر على الإطلاق، والدليل على ذلك بأن سفراء البلدين لا يزالوا متواجدين حتى الآن فى مصر وإيطاليا، كما أن تصريحات رئيس البرلمان الإيطالى بقطع العلاقات المصرية، ما هى إلا قرار أحادى، كما أن البرلمان الإيطالى مشكل من غرفتين، مجلس الشيوخ والجمعية العمومية، ومجلس الشيوخ لازال على تواصل دائم بمصر عبر البرلمان.

كما أن العلاقات الدولية لن تعرف سوى المصالح، وهذا يدل على أن العلاقات التى تجمع بين مصر وإيطاليا أكبر بكثير من رفاهية قطيعة المؤسسات.

 

ماذا عن حقوق المصريين فى الخارج؟

الكثير من المواطنين المصريين المتواجدين فى الخارج، يخضعون لقوانين الدول التى يعملون أو يتواجدون بها، وليست القوانين المصرية، كما أن مصر من أكثر الدول المصدرة للعمالة، وبالرغم من ذلك إلا أن هناك قلة فى الحوادث التى يتعرضون لها.

كما أن البرلمان الآن يسعى إلى ترسيخ الاهتمام برعايا الدولة فى الخارج، والدليل على ذلك وجود عدد من القوانين وصندوق رعاية المصريين فى الخارج؛ لتوفير الخدمة القانونية لهم.

 

أين وصلت قضية المصرية مريم عبد السلام المتوفية إثر اعتداء 10 فتيات فى بريطانيا عليها؟

قضية مريم تحولت إلى قضية رأى عام فى الشأن المصرى والخارجى، ولذلك فمصر أثرت بالشكل الكافى فى بريطانيا ومسائلة الحكومة هناك فى تقصيرها، وبالفعل نجح البرلمان فى تحويل القضية إلى رأى عام؛ ليتم البدء على الفور فى فتح باب التحقيق من جديد، وتم تقديم الجناة إلى القضاء؛ لمحاكمتهم.

 

كيف تقرأ أحداث السترات الصفراء فى فرنسا؟ وهل تعتقد أن السحر انقلب على الساحر؟

شهدت مواقع التواصل الاجتماعى مؤخرًا تشبيه ثورات السترات الصفراء بفرنسا بالثورات المصرية الأخيرة، ولكن الذى فى فرنسا يحدث من خلال فترات متباعدة، كما أن ثورات الستينيات هى أشبه بثورات الآن.

 

هل من الممكن أن تكون هناك مصالحة مع الإخوان؟

مشكلة الشعب المصرى مع الإخوان ليست خلافا سياسيا وإنما هو خلافنا معهم أن ليس لديهم هوية وطنية، فليست لديهم أى مشكلة أن تسقط الدولة وتبقى الجماعة؛ وبالتالى خلافنا معهم على الهوية المصرية ووطننا الذى لا يؤمنون به.

ولا يستطيع أى حاكم أو أى مؤسسة أن تقود مصالحة مع الإخوان، وهذا هو قرار الشعب المصرى الذى لفظهم نهائيًا.

وأنا من رأيى أن الإخوان، هم "ورم سرطانى" و"فكرة شيطانية" تواجدت على مدار السنوات الماضية وهى الجماعة الأم لجميع الجماعات الإرهابية.

وهى تعاملت مع مصر؛ كوسيلة للوصول إلى الهدف الأكبر وهو حكم العالم أو ما يسمونه أستاذية العالم، وهذا برز فى تصريحات قياداتها: "إما أن نحكم مصر أو نحرقها"، فكانت مصر هى الوسيلة لحكم هذا العالم وإعادة تشكيل هذه المنطقة بمساعدة قطر وتركيا ليسيطر الإخوان على العالم.

 

مع اقتراب الذكرى الثامنة لـ25 يناير هل حققت الثورة أهدافها؟

أهداف الثورة ستتحقق عندما نطبق شعاراتها، وحتى الآن نحن لم نحقق شعار العدالة الاجتماعية، وهذا يحتاج إلى مجهود ومشوار وإجراءات كثيرة حتى نحققه، فيجب أن يصل الدعم لمستحقيه ويشعر المواطن بعدالة التوزيع والاستقرار السياسى والبنية السياسية والتعددية الحزبية وتداول السلطة.

وأعتقد بتحقيق هذه المطالب؛ تكون الثورة حققت أهداف يناير، ونحن الآن فى منتصف الطريق وما زالت آمالنا منعقدة لتحقيق باقى الأهداف والتى كانت تتلخص بشعاراتها العيش والحرية والعدالة الاجتماعية وأهداف ثورة يونيو المتعلقة بالهوية المصرية.

 

كيف ترى دور شباب الثورة داخل البرلمان؟

أحلم أن يكون نواب الثورة داخل البرلمان نموذجا لأقرانهم من الشباب، ويلعبوا دورا جديدا حتى يكونوا نواة للتغيير وعليهم دور ومسئولية كبيرة وليس لديهم مفر غير النجاح فقط؛ لأن فشلهم يُصعِّب الرحلة أمام جيل كامل، وسيضرب ثقة المجتمع فى الشباب.

ويجب عليهم أن يدعموا فكرة العمل العام والسياسى لدى الشباب؛ حتى يثبتوا للرأى العام أنهم قادرون على تحمل المسئولية.

 

هل هناك تواصل من نواب الثورة مع شباب يناير؟

أنا أتواصل مع شباب الثورة وأغلب الشباب بشكل عام وكثير منهم يتواصلون معى وتكون لديهم أفكار ومقترحات ورؤى لمعالجات تشريعية تتم مناقشتها معهم، وأخذها بعين الاعتبار، ودائما على تواصل مع جميع الشباب.

 

كيف يتم مساعدة الشباب المفرج عنهم؟

أعد مشروع قانون داخل مجلس النواب للدمج المجتمعى للشباب المفرج عنهم فى المجتمع حتى يستطيعوا أن يعملوا ويعيشوا حياة طيبة ولا يتم استغلالهم مجددا.

ونعمل على حل جميع المشكلات التى تواجههم، وعودتهم لعملهم، وعودة الطلاب إلى مدارسهم وجامعاتهم، واللجنة تعمل على دراسة الأسماء التى تتلقاها من المسجونين؛ حتى تكون مستعدة، فى حالة صدور أى قرار بالعفو من رئيس الجمهورية.

 

ما تعليقك على الحديث عن تعديل الدستور؟

الدستور هو تجربة شعبية ومؤسسية لتنظيم العلاقة بين السلطات، وعند تطبيقه؛ تظهر مشكلات وعيوب الدستور التى يجب تعديلها، على سبيل المثال "عودة مجلس الشورى"؛ حتى يساعد مطلس النواب فى اختصاصاته.

وإعطاء سلطة إلى رئيس الجمهورية لعزل الوزراء مباشرة، دون العودة للبرلمان؛ لأن الرئيس هو الشخص الأول الذى يحاسب على أخطاء الوزراء أمام الشعب.

 

أين ائتلاف دعم مصر فى الوقت الحالى؟

ائتلاف دعم مصر متواجد على الساحة البرلمانية ويقوم بدوره بشكل كبير كــ"ائتلاف أغلبية"، وما كان عليه فى السنوات الماضية.

 

كيف تقيم فترة الدكتور عبد الهادى القصبى رئيسا للائتلاف؟

الدكتور عبد الهادى القصبى يقوم بدوره على أكمل وجه داخل الائتلاف وإدارة الكتلة البرلمانية، وهو يتمتع بقدرات كبيرة فى الإدارة وعملية تقييمه فى الوقت الحالى ستكون ظالمة.

 

ما تقييمك لدور مجلس النواب؟

البرلمان الحالى أتى فى وقت عصيب جدًا لأنه أتى لاتخاذ قرارات مصيرية، وسبب عدم رضى الشعب عنه؛ لأن أعضاء البرلمان كانوا لا ينظرون إلى مصلحتهم والشو الإعلامى، وإنما كانوا يضعون مصلحة الوطن فوق أى تسليط سياسى، ولم يستطيعوا أن يسوقوا نفسهم إعلاميا بشكل كبير.

اقرأ أيضا