بعد دعمه له.. قررات ”ترامب” تؤكد مزاعم الفساد مع ”بوتين”

الجمعة 21 ديسمبر 2018 | 03:03 مساءً
كتب : عبدالرحيم بيرم

ترامب يسحب القوات الإمريكية من سوريا وأفغانستان في خطوة مهد لمح لها كثيراً منذ بداية ولايته إستكمالاً لسياسته بالتغريد خارج السرب ،ضارباً بذلك التحالفات الإمريكية عرض الحائط غير مكترث بمصير الحلفاء المحليين الذين ساعدو بلاده في حروبها بتلك المناطق، ولا مكترثاً بموقف حلفائه من "الناتو" ولا بالعبء الذي سيخلفه عليهم في حماية هذه المناطق  ،ولا لأراء وزير دفاعه "جيم ماتيس" الذي أعلن إستقالته إعتراضاً علي تلك القرارات.

 

إستقالة وزير الدفاع الإمريكي"جيم ماتيس"

إستقال "ماتيس" من منصبه كوزبراً للدفاع بعد بومً واحد من قرارت ترامب الأخيرة في خطوة إعتراضية علي سياسات الرئيس الأمريكي مصرحاً في بيانً له بأن ترامب لديه كامل الحق ليكون له وزير دفاع لديه وجهات نظر تتفق بطرقة أفضل مع وجهات نظره.

في إشارة إلي إختلافاته مع "ترامب" حول سياسته المتبعة تجاه حلفاء البلاد في الخارج حيث يعرف عن "ماتيس" إيمانه بالتعاون مع "الناتو" والتمسك باحلفاء البلاد المحليين في مناطق إنتشار القوات الإمريكية حول العالم وهو مايتعارض مع قرارت ترامب الأخيرة التي لم تراعي دور الناتو في الأماكن العسكرية المشتركة في تلك البلدان ولا بالأخطار التي سترتب علي حلفاء أمريكا في تلك المناطق مثل الأكراد في سوريا وبعض الحلفاء المحليين في أفغانستان والذين من المتوقع أن يشهدوا ضربات إنتقامية في الأيام القادمة من خصومهم في المنطقة.

ووجه ترامب عبر تويتر عدة تغريدات للتعليق عن إستقالة وزيره قائلاً "الجنرال جيمس ماتيس قدم جهد عظيم فى الحصول على حلفاء وبلدان أخرى لدفع نصيبها من الإلتزامات العسكرية، موضحًا أنه سيتم تسمية وزير دفاع جديد قريبا، موجهًا الشكر لماتيس قائلاً: "أنا أشكرك كثيراً على خدماتك".

وفي تغريدة ثانية قال "سيتقاعد الجنرال جيم ماتيتس ، بامتياز ، في نهاية شباط/فبراير ، بعد ان خدم إدارتي كوزير للدفاع علي مدي العامين الماضيين. وخلال فتره ولاية جيم ، أحرز تقدم هائل ، لا سيما فيما يتعلق بشراء القتال الجديد....

روسيا أكبر المستفيدين من قرارات ترامب

تعد روسيا وحلفائها المستفدين الأكبر من قرارات ترامب الأخيرة ،فبينما لم تستفد أميركيا ألا عودة أبنائها إلي الديار ،تعددت مكاسب الروس والأطراف المتحالفة معهم في المنطقة متمثلةً في عدة مكاسب إستراتيجية ولوجستية وعسكرية وإقتصادية وسياسية كبيرة.

فالإنسحاب العسكري الإمريكي المرتقب من الأراضي الواقعة شرق نهر"الفرات"التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقرتطية" ذات الغالبية الكردية سيتسبب في إندفاع كلاً من الجيش التركي من جهة الشمال وقوات نظام الأسد من جهة وربما داعش أيضاً من جهة أخري تجاه تلك الأراضي التي تطمع بها كل الأطراف المتنازعة في سوريا والتي تشكل مايقرب الـ 33% من الأراضي السورية ،أراضيً لن يحتفظ بها الأكراد طويلاً بدون دعم القوات الأميركية.

فالأراضي التي يسطيطر عليها الأكراد ستمكن الإيرانين إذا ما سيطرت قوات "بشار"عليها من مد خطوط الإمداد عبر العراق إلي نظام "الأسد".

وستمكن الروس من إكمال بسط سيطرة النظام السورى علي نسبة كبيرة من أراضيه المفقودة لإفشال لحماية مصالحها في سوريا.

وستمكن تركيا قتل حلم الأكراد في إقامة دولةً لهم علي الحدود السورية ،مطامع أكدتها تصريحات الرئيس التركي "أردوغان" بأن قواته ستدفن المسلحين الأكراد في خنادقهم.

تحقيقات روبرت مولر

تأتي قرارات ترامب الأخيرة في زيادة الشبهات حول الصفقة المزعمة بين ترامب وبوتين والتي يحقق بها المحقق الخاص "روبرت مولر" والتي يزعم من خلالها أن ترامب عقد صفقة مع الروس تتعلق بقرارت الإنسحاب الأخيرة للقوات الإمريكية من أفغانستان والعراق والتي تصب مباشرة في صالح الروس كما تم إفراده في العنوان السابق.

تحقيقات إستطاع "مولر خلالها من إيقاع بعض المقربين من ترامب في شباك الإعترافات حتي ولو كانت جزئية مثل: "مايكل كوهين" محامي ترامب و كارتر بيج وهو رجل أعمال إمريكي تورط في علاقات ترامب بروسيا و"ريتشارد غيتس" و"جورج بابادوبولوس" مستشار حملته السابق و"مايكل فلين" مستشار الأمن القومي الإميريكي السابق أيضاُ.

مخاوف من تحقيقات "الديمقراطيين"

ويعد هذا أقل الأسباب ترجيحاً في فرضيات أسباب إتخاذ ترامب لهذه القرارات ،فعلي الرغم من سيطرة "الديمقراطيين" علي غالبية مقاعد مجلس النواب في الإنتخابات النصفية الأخيرة ،وهو مايسمح لهم بأجراء التحقيقات في سيرة أعضاء إداراة ترامب وفي أعمال القوات المنتشرة خارج البلاد ،ألا أنه علي مر تاريخ الحروب الإمريكية في العالم لم يتم فتح تحقيقات جادة من المجلس تجاه أعمال جرائم الحرب الإمريكية ،أما فيما يتعلق باوزير الدفاع الإمريكي المستقيل "جيم ماتيس" فمن المستبعد أن تطاله تحقيقات "الديمقراطيين"  بشأن جرائم الحرب التي إرتكبها في أفغانستان والعراق  ،بعدما تخلي عن العمل في إداراة ترامب وعارض سياسته.

وتبقي جميع الإحتمالات مرجحة بشأن قرارات "ترامب" الأخيرة ولكن المؤكد أن الأخير سيواصل سياسته بالتغريد خارج السرب وفرض صوته الأوحد في قرارات هذه الإدارة الإمريكية.

اقرأ أيضا