في الذكرى الـ62 للعدوان الثلاثي.. مصر تنتصر في كافة معاركها

الاحد 23 ديسمبر 2018 | 09:20 مساءً
كتب : عبدالرحيم بيرم

هو عدوانٌ أثبت قوة وبسالة الشعب المصري وإستعداده للمضي قدماً في إستكمال ثورته وبناء دولته والوقف في وجه الطموحات الغربية والاستيطانية في المنطقة، عدوانٌ ضرب فيه الشعب مثالاً للتضحية والفداء والنخوة والمقاومة للدفاع عن الوطن وحماية مقدرات البلاد من أيدي المعتدي الغاشم، لتكسر الإرادة المصرية في 55 يوم مارسخته الدول الإستعمارية عبر قرون مضت من اخضاعً واذلال وكسر شوكة الدول النامية، لتكون هذه الملحمة محفزاً رئيسياً للدول المستعمرة للمضي قدماً إنتزاع إستقلالها واسترداد حقوقها المنهوبة بعد انكسار الصورة التاريخية للمستعمر التي ترسخت في عقول هذه الشعوب.

أسباب العدوان

تعددت أسباب كلً من الدول الثلاث المشاركة في العدوان علي مصر، فالكيان المحتل للأراضي الفلسطينية من جهة كان يبغي أن يوقف العمليات الفدائية عليه المنطلقة من فدائي سيناء تجاه قواته الإستيطانية والحصول لسفن الاحتلال من المرور عبر قنة السويس وخليج العقبة وهو ما منعته مصر علي اي سفينة تحمل العلم الاستيطاني.

أما بريطانيا فقد دفعها تأميم مصر لقناة السويس الطريق الأقصر لمستعمراتها في شرق أسيا بالإضافة إلي امتلاكها حصة في اسهم القناة إلي المضي قدماً في العدوان علي البلاد لتأمين مصالحها.

أما فرنسا المتضرر الأول من الدور المصري في دعم الشعوب العربية بالمنطقة دفعتها رغبتها في إنهاء الدعم المصري للجزائر لإخضاع البلدين سويً وتأميم مصر كذالك لشركة قناة السويس التي يملك مايقرب من الـ250ألف فرنسي أسهم بها لما تحققه الشركة من أرباح خيالية إلي المشاركة هي الأخري بالعدوان علي مصر.

 ولكن رغم إختلاف مصالح الدول الثلاث ألا أنهم إجتمعوا علي ضرورة إنهاء النظام القائم في القاهرة للظباط الأحرار وعلي رأسهم جمال عبدالناصر لما يشكله من خطر علي مصالحهم المحلية في مصر والإقليمية في المنطقة والعالم

أحداث الحرب

بدأت العمليات كما هو معروف تاريخياً لدي الجميع بالإسقاط المظلى للقوات الإستيطانية خلف القوات المصرية في سيناء لمحاولة تقويدها من الجانبين وإعطاء الذريعة لكلاً من بريطانيا وفرنسا للتدخل لحماية الممر المائي ،وهو ماحدث بالفعل بالأعلان الثنائي الشهير للدولتين بأخلاء جميع الأطراف المتحاربة لمسافة 10كيلومتر شرقي وغربي القناة لأفساح المجال لقواتهم المشتركة من التدخل لحماية المجري المائي، وهو مارفضته مصر قيادتاً وشعباً وإندفع المصريين لتحصين القناة ومدنها الثلاث وعلي رأسهم بورسعيد لتي نالت النصيب الأكبر من العمليات القتالية خلال أحداث الحرب، وقد تكونت قوت العدوان من الأسطول البريطاني وهو الأكبر بين نظائره الإثنين والذي دخل العدوان بقوة قدرها 5 حاملات طائرات و5 طرادات وأثنى عشر مدمرة وإحدى عشر سفن حاملات جنود ودبابات وسبع غواصات و14 كاسحة ألغام و 11 سفينة إنزال جنود ودبابات ، يضاف إلى تلك القوات البحرية التي شاركت في الجنوب في الهجوم على السويس وهى ثلاث مدمرات وبارجة وحاملة طائرات وبعض السفن المساعدة، أما الأسطول الفرنسي فتكون من ثلاث حاملات طائرات وبارجة واحدة وطرادين وأربع مدمرات ثمان فرقاطات وثلاث غواصات وزوارق إنزال، بالأضافة إلي قوات الإحتلال الإستيطاني المشاركة في العدوان عبر الجبهة الشرقية في سيناء.

انتصار مصر

لم بخضع الشعب المصري وقيادته للعدوان الغاشم بكل مقدراته الهائلة من جنود وسفن وعتاد وأستمر في القتال علي طول المجري الملاحي بمدنه الثلاث وكافة قراه في تضافراً بين الشعب وقواته المسلحة طوال أيام الحرب ليكتب في النهاية النصر للمصريين بعد أيام طويلة من الحرب والكر والفر والقتال والفدائية واستشهاد الكثير من المقاتلين ،لتخضع الدول المحالفة في النهاية للإرادة المصرية ويسطر بذالك التاريخ بداية عهد جديد إثبتت فيها مصر مضي تلك الايام التي كانت الدول الغربية تفرض فيها مصالحها علي الدول النامية قبل الحرب العالمية الثانية.

بطولات مصرية

تجلت في الحرب الكثير من قصص الكفاح والفدائية المصرية، فالشعب المصري شكل عبر الحرب العديد من التنظيمات المقاومة للعدوان للوقف بجانب قواته المسلحة اوالتي جاء أبرزها تحت مسمي جبهة المقاومة الشعبية والتي برزت بشدة في بورسعيد، ولم تتوقف حد البسالة عند رجال الشعب المصري فقط فنساء مصر كان لهم نصيب كبير من حصة البطولات في الحرب، نساءٌ كان أبرزهم علي سبيل المثال لا الحصر السيدة "زينب الكفراوي" المرأة التي ذاع صيتها بين المقاوميين الشعبين في الحرب والتي صرحت مؤخرا خلال إحدي المقابلات بقولها "أنا فخورة جدا بتاريخي في المقاومة.. أنا وجميع أبناء بورسعيد كان هدفنا جميعا تحرير الأرض".

نتائج الحرب

ادت الحرب إلي عودة الدول المعتدية عن إعتدائها علي مصر وتوجهها للغة العقل والحوارمع القيادة في مصر لتأمين مصالحهم بعد أن اثبتت لغة الحرب فشلها مع الشعب الأبي وكانت من نتائجها البارزة إستقالت رئيس الوزراء البريطاني علي أثر فشل بلاده في حربها مع مصر وماترتب علي ذالك من ثورة المستعمرات البريطانية الأخري علي المملكة المتحدة وإستيلاء مصر علي الممتلاكات البريطانية في مصر والتي قدرت با 30 مليون جنيه وقتها،  كما ألغت مصر معاهدة الصداقة معها وتوجهت نحو عدوها السوفيتي الذي دعم البلاد خلال العدوان الثلاثي.

كما عادت فرنسا للمفاوضات مع الحكومة المصرية للإتفاق عي تسوية بخصوص حقوقها المتبقية في القناة ولم تستطع الأخيرة وقف الدعم المصري للجزائر التي تمكنت من الإستقلال عنها في نهاية المطاف ،أما عن الكيان الاستيطاني فقد انسحب نهائياً من الاراضي المصرية وقطاع غزة بعد هزيمته في هذه الجولة ليستعد لجولة أخري بعد عدة سنوات جولة سيأتي علي أثرها نصراً عظيم في إحدي أيام الشهر الكريم.

اقرأ أيضا