زوجة في دعوى خلع: "عايزني أخد فياجرا"

السبت 09 فبراير 2019 | 06:55 مساءً
كتب : محمود صلاح

قصص وحكايات، تنقش يوميًا في "دفتر أحوال أشباه الرجال" داخل ساحات محكمة الأسرة، الكثير من النساء يجتمعن، إحداهن تجلس في جانب ما وعيناها تنهمر بالدموع، والأخرى وجهها شاحب وغلب على ملامحها علامات الحزن، فأسباب لجؤوهن إلى قاضي الأسرة مختلفة، ولكن الهدف واحد، وهو التخلص من الحياة المريرة التي يعيشنها في عش الزوجية، فمن بين هؤلاء " نجوى. م" التي اكتشفت أن أمل نجاتها في يد قاضي الأسرة.

الوضع غريب وغير المعتاد، فالمرأة البالغة من العمر 48 عامًا، ترتسم على وجهها الابتسامة الهادئة على خلافات السيدات الموجودات داخل المحكمة، وقفت أمام قاضي الأسرة تحكي معاناتها مبتدأة بهذه الكلمات: "خيرني بين الفياجرا النسائية وبين إنه يتجوز عليا"، فأثارت دهشة جميع الحضور في محكمة "منتزه أول" شرق الإسكندرية، إلا أن عيونها كانت تنطق بحسرة شديدة على 20 سنة من عمرها ضاعت في خداع من زوجها البالغ من العمر 59 عامًا، و"مربي الأجيال" على حسب وصفها.

بعد الصمت الذي عم أرجاء المكان قليلًا حينما تلفظت بهذه الكلمات السابقة، نظرت بعين مدمعة في الأرض قائلة: "لم يحترم سنه وسني وأن أولاده أصبحوا أطول منه وبياخد منشطات جنسية "فياجرا" من 5 سنين، وأنا بستحمل وأقول بكرة يعقل ويحس على دمه ويتهد بس تعبت مفيش فايدة"، موضحة أن منذ 10 سنوات أصيبت بمرض السكري وبدأت في تناول عقار الأنسولين، والذي بدوره يفقدها قدرتها على تحمل العلاقة الحميمية بينها وبين زوجها، وأصبحت صحتها في النازل من عام للآخر.

وأضافت الزوجة الأربعينية: أن زوجها يكبرها بـ11 سنة، ولديهم 3 أولاد "ذكور" أكبرهم 19 سنة وأصغرهم 13 سنة، يحتاجون إلى رعاية واهتمام دائم، ولكن كثيرًا ما كان يتشاجر معها زوجها بسبب قضاء وقتها في خدمتهم، ويطلب منها توفير صحتها له، لافتة إلى أنها كانت تندهش من طريقة تفكير الزوج الوقور "مربي الأجيال" الذي يعمل مُعلمًا لمادة التاريخ ويتبقى له سنة على المعاش، ومع ذلك يتحدث بطريقة "مراهق".

وتابعت: "ذات يوم منذ 5 سنوات عثرت على شريط لأقراص الفياجرا المنشطة جنسيًا، فسألته عن سبب تواجدها معه فأجابني علشان أقدر أتبسط وأبسطك، فأخبرته أن أولادنا أصبحوا في مرحلة الشباب وأن لا سننا ولا وضعنا يسمحلنا بالكلام الفارغ ده"، استكملت: "فوجئت برد فعله على كلامي لما قالي إنه بيحب الكلام الفارغ ده وهو اللي مصبره على مرضي، وفي حالة عدم اكتفائه مني سوف يتزوج عليا بمن تكفيه، ولكني اتخذت حديثه على محمل الهزار حتى لا أختلق مشكلة نحن في غنى عنها".

وأكدت أن صحتها بدأت تدهور بمرور السنين، وزادت المشاحنات والمشاجرات بينها وبين زوجها، وبدء أولادهم في التدخل للصلح بينهم وهذا ما كان يؤذيها نفسيًا، مضيفة: "ظهرت منذ فترة قصيرة دعاية عن أقراص الفياجرا النسائية، وفوجئت به يوقظني من النوم بعد منتصف الليل ليعرض عليا تناولها لتعويض ما يفتقده معي، فرفضت وبشدة واتهمته بالجنون، حتى صرخ في وجهي وقالي إنتي اللي اختارتي ولما اتجوز عليكي متزعليش".

وأشارت إلى أنها ظلت في صدمة لعدة أيام، حتى أخبرها بعزمه على الزواج من فتاة تصغره بـ20 سنة، وأن لها الاختيار إما أن تُلبي طلباته أو يتمم الزواج، فطلبت منه الطلاق ورفض، فقررت أن تقيم دعوى "خلع"، وتوجهت إلى محكمة أسرة "منتزه أول" للحفاظ على المتبقي من كرامتها أمام نفسها وأولادها.