مغسلة الموت.. كيف تحول مستشفى ديرب نجم لـ”مقبرة المرضى“

الاحد 16 سبتمبر 2018 | 09:41 مساءً
كتب : السيد موسى

كارثة صحية جديدة أرجاء المحروسة بأكملها، تحولت فيها العلاج لأداة مُميتة، والأطباء المهملين من ملائكة رحمة لـ"عزرائيل" يقتنصون أوراح المرضى دون أدنى إحساس بالذنب، فبعد دخول المرضى على أقدامهم لإجراء جلسة غسيل كلى، يخرجون محمولين على الأكتاف مكفننين الأجساد، ثم يطلب الأطباء من أهالي الضحايا التستر على الأمر وأن يأخذوا ذويهم ويذهبوا حتى لا تحدث للمرضى "شورشة" ويتحولون للمشرحة "ويتبهدلوا"، كما قالوا للأهالي.

 

في محافظة الشرقية وبالتحديد مركز ديرب نجم، خرجت تلك القنبلة المداوية التي أثارت الزعر لمرضى الغسيل الكلوي على مستوى الجمهورية، فهناك من قرر عدم الذهاب لجلسات العلاج خوفًأ أن يصبحوا ضحية لإهمال الغير أو جهاز غير مجهز صحيًا.

 

"بلدنا اليوم" تحقق في أزمة وحدة الغسيل الكلوي، بديرب نجم للوقوف على لغز الأزمة ومعرفة من المسئول عنها..

  

بعد 4 شهور من افتتاحها.. وحدة غسيل ديرب نجم تُسقط 36 مريضًا

صباح أمس السبت 16 سبتمبر الجاري، ودع 36 مريضًا بيوتهم قاصدين وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى ديرب نجم، محافظة الشرقية، وعلى الرغم من أنهم يذهبون إلى المستشفى وهما في قلق شديدًا من الإهمال الذي يسيطر عليه، إلا أن حاجتهم لتلقي العلاج آملين في الشفاء كانت أقوى من أن يرفضوا تلك الإهمال، فدخلوا كعادتهم غير مبالين يريدون  أن يأخذوا جلساتهم ويعودون لبيوتهم، إلا أن أمرًا كان فلم يعوداوا للحياة.

 

اليوم كان السبت، أي الموافق لموعد كشف المجموعة الأولى "سبت اثنين ثلاثاء"، والتي كان من بينهم الحاجة فردوس أحمد عبد الله، البالغة من العمر الخامسة والثمانون عامًا.

 

تدخل "فردوس" لغرفة الغسيل الكلوي المُهملة إلى درجة كبيرة، تستيريح على السرير، وتوضع طرف من الخراطيم المتصلة بالوحدة من الطرف الأخر في جسمها، وفي رحلة المعاناة التي تتحملها تحت الجهاز، تضع السيدة رأسها على وسادة السرير ناظرة إلى السقف ومغلقًة جفن عينيها، مسلمًة نفسها للأطباء وروحها لربهم (كما اعتادت)، إلا أن هذه المرة أغلقت العجوز عيناها فلم تستطيع فتحها بسبب الإهمال، كانت الروح أقرب إلى الله من أنفاسها بين يد الطبيب، فكان آخر ما رأته من الدنيا السقف التي نظرت له في تلك الغرفة التي تحولت لمقبرة.

 

لم تمر سوى دقائق معدوادات من وضع السيدة على الجهاز وغلق عينها إلا حدثت كارثة لم تكن متوقعة، مع بداية عمل الجهاز  تحول من وحدة غسيل لطائرة تصعد بروحها إلى باريها، فإذا بالمُمرضيين يخرجون بها بين صفوف المرضى الملقيين على ظهورهم غير واعين "في غيبوبة تامة"، وأجسادهم تحولت للون الأزرق مجرد تركيب أجهزة الغسيل وتوصيل الخراطيم بهم، وتعالت الصرخات من هوال المظهر المُفزع، الذي تشيب له الرأس وتقشعر له الأبدان، بعدما قرر ملائكة الرحمة أن يرحموا المرضى من العيش، ويكتبوا هم السطور الأخيرة في حياتهم.

 

أهالي الضحايا: "دكاترة المستشفى قالولنا كل واحد ياخد حالته ويخرج بدلًا من البهدلة"

"حسبي الله ونعم الوكيل فيهم"، قالها محمد عبد المولى، نجل الحاجة فردوس، بعدما دخلت والدتها على قدميها لتلقي العلاج، فعادت محلمولة على الأعناق، "داخلة تتعالج طلعت جثة"، وبسؤاله عما حدث، بدى أنه لا يعلم شيء لأنه لم يكن معها وقت الحادث، إلا أنه قال بصوته الذي يخرج بالكاد بعدما دخل في هستريا بكاء، "وأنا بشتغل جالي اتصال بيقولي تعالى خد جثة والدتك من المستشفى.. جريت على هناك عشان استلم جثة أمي وأشوف اللي حصل، لقيت النيابة جت وتحفظت على الجثة، لحين الانتهاء من الإجراءات"، وعن الإهمال، "صرخنا وقولنا كتير إن المستشفى بايظة ولا حد سمعنا.. أدي ست دخلت تتعالج طلعتلنا جثة".

 

فيما أفاد أحد الشهود العيان على الواقعة "م.ص" والقريب لأحد المتوفين، "الإهمال يضرب المستشفى منذ فترة، ولما سكتنا وكل شوية نقدم شكوى ونسكت، وصلنا للي وصلناله، الناس كانت خارجة قدامنا جلدهم أزرق، بعدما فتحوا الحنفيات الحنفية على الأجهزة، ولما الناس ما تت كانواعاوزين يدارو الجريمة، فقالوا كل واحد ياخد حالته ويخرج بدلًا من دخول المشرحة والبهدلة".

 

ولم تكن السيدة فردوس وحدها التي راحت نتيجة هذا الإهمال، حيث  تعرضت 3 حالات من مرضى الغسيل الكلوي بالشرقية للوفاة، وأصيب الباقون، وبعد دقائق من تداول الخبر، توافد أهالي المرضى الـ36 نحو المستشفى لاستلام ذويهم ومعرفة ما حدث معهم، فتسبب في وفاة 3 من ذويهم وإصابة 33 (حسب بيان النائب العام بالشرقية)، وهو الأمر الذي أثار ضجة كبيرة في الشارع المصري وتحولت لقضية رأي عام، خاصة أن الوحدة لم يمر على افتتاحها سوى أربع شهور تقريبًا.

 

خلال زيارتهما لمكان الحادث.. وزيرة الصحة ومحافظ الشرقية يحيلان مدير المستشفى للنيابة العامة

فورها بساعات توجهت الدكتورة هاله زايد، برفقة لجنة مشكلة من الوزارة، للوقوف على أسباب الحادث، وبصحبة الدكتور ممدوح غراب محافظ الشرقية، وغادرت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة، مستشفى ديرب نجم المركزي في محافظة الشرقية، اليوم السبت، إلا أنها لم تستمر كثيرًا (كما يؤكد الأهالي)، ففور التفاف المواطنين حولها وهم تنتابهم حالة من الغضب الشديد بسبب ما حدث لذويهم غادرت "زايد" عائدة للمتابعة عن بُعد من القاهرة، بعدما زارت ضحايا الحادث في مستشفى الزقازيق الجامعي.

 

وزيرة الصحة خلال تلك الزيارة لموقع الكارثة، ومعها محافظ الشرقية الذي كان يرافقها، صرحا أن الواقعة لن تمر مرور الكرام، وأنه سيتم توقيع أقصى عقوبة على كافة المتسببين في هذا الحادث الأليم، ولا تهاون في حياة المرضى، وأحالا مدير ورئيس قسم الكلى بمستشفى ديرب نجم للنيابة العامة للتحقيق، بعدما قدموا واجب العزاء لأسر الضحايا.

 

مدير المستشفى يحمل المسئولية لوكيل الوزارة: "طلبت منه كتير تغيير الفلاتر.. وأجبرني على الاستقالة"

مدير المستشفى الدكتور فريد حافظ، في مفاجأة للجميع، أكد أنه غير مسئول تمامًا عن تلك الحادث، وخلال تصريحات تلفزيونية له، أن وكيل وزارة الصحة بالشرقية الدكتور هشام شوقي مسعود، طلب منه تقديم الاستقالة قبل وقوع تلك الحادث المؤلم بيومين، وطلب منه تقديم إجازة اعتيادي بسبب شكوى أحد المواظنين الذي ادعى أنه ذهب لاستقبال فلم يجد أطباء هناك".

 

وعن آخر يوم له في المستشفى، يحكي "حافظ" أن المرضى من نفس المجموعة التي تعرضت لهذا الحادث غسلوا آخر يوم له الأربعاء الماضي ولم يحدث لهم شيء، بقوله: "الناس غاسلة آخر يوم ليا وكانوا زي الفل ومفيش حاجة"، وبالتواصل معه عن من المسئول عن تلك الحادث، قال فريد حافظ لـ"بلدنا اليوم"، إن المسئول عن الوحدة الآن الدكتور فتوح أبو المجد، برغبة من وكيل الوزارة.

 

وأضاف "حافظ"، أنه من المقرر أن يخرج على المعاش في الشهر القادم، وفوجئ بتكليف الدكتور فتوح مكانه، على الرغم من أن ذلك مخالف للائحة لأنه بخروجي من المفترض أن يعين أحد النواب أو المديرين أو وكيل المستشفى، لافتًا إلى أن هذا ليس المرة الأولى التي يحدث فيها إهمال من وكيل الوزارة، "طلبت تغيير الفلاتر فتروة عملي من الدكتور هشام مسعود، وكيل الوزارة  إلا أنه لا توجد أي استجابات"، ولم يبدي أي أسباب صريحة بخصوص حادث السبت الأليم، "بقوله اسأل اللي كانوا موجدين في المستشفى هما أدرى".

 

نكشف أسباب الحادث

طبيب بالمستفى: الأجهزة تعرضت لصيانة ولم يتم تجربتها قبل الجلسات

تواصنا مع "م.أ" طبيب من داخل المستشفى بالفعل، للوقوف على أسباب الحادث خاصة بعدما أكد مدير المستشفى السابق، أنه في إجازة منذ يوم الأربعاء الماضي 12 سبتمبر، وأنه لا علاقة له بتلك الأزمة، ورفض المصدر ذكر اسمه، مرجعًا السبب من وجهة نظره أنه ربما يكون بسبب عملية الصيانة الأخيرة، بقوله "كان لا بد من التجربة قبل العمل بتلك الأجهزة، وده طبعًا ما حصلش، والمكن معرض للتلوث".

 

ويكمل الطبيب، أنه بعد دقائق قليلة من توصيل أجهزة الغسيل وبداية الجلسة، ثمة أمر غريب للغاية، أجسام المرضى تحولت للون الأزرق، وذلك بسبب عملية الغسيل في ظل نقص الدم، وقد يكون التلوث تسبب في تعطيل عمل وحدة الغسيل فخرج الدماء من المرضى ولم يتمكن من العودة، لاحتمال وجود ميكروب في وحدة معالجة المياه ففارقوا الحياة، بهذا الشكل الذي رأيناه.

 

استشاري الغسيل الكلوي يرجح قول طبيب المستشفى

الدكتور السيد عطيه، استشاري أمراض الكلى ومسئول إحدى وحدات الغسيل الكلوى بالشرقية، رجح قول طبيب المستشفى بشأن عطل في الفلاتر إلا أنه اختلف في طبيعة الإصابة، مؤكدًا أن وحدة معالجة المياه بمركز الغسيل الكلوي، والمتمثلة في الفلاتر، مسئولة عن تنقية المياه من جميع الشوائب التي تكون بها خاصة الضارة بصحة الإنسان، وذلك قبل أن تذهب إلى ماكينة الغسيل، وهي من الوحدات الرئيسية في عملية الغسيل الكلوي، والمياه التي توفرها لماكينات الغسيل الكلوي لها مواصفات خاصة ولا يكون فيها معادن زيادة أو سموم في المياه.

 

وأوضح استشاري أمراض الكلى، أنه بمجرد وجود أي خلل في تلك الأجهزة، خاصة وأنها كانت تخضع للصيانة قبل الحاث، تحدث تسريب لمعادن تضر المربض وهما بالطبع يعانون من مشاكل صحية وقت الغسيل بجانب نقص المناعة، فمجرد دخول هذه المعادن لأجسامهم حدث ما حدث، وكان لا بد من أجراء تجارب قبل تلك استخدامها.

 

 

الأهالي ينتفضون:

"المستشفى مبيطلعش علاج وبياخد نسبة من الصيدلية اللي قدامه"

 المسئولين مطنشبنا.. والنائب بتاعنا إحنا نسيناه جه خد سيلفي في المستشفى

 

خلال التحقيق استمعنا لشكاوى المواطنين والذين أكدوا على وجود الإهمال في المستشفى بشكل عام منذ أكثر من عشرة أعوام، وغلى الرغم من تكرار الشكاوى إلا أن أحدًا لم يتحرك، وبسؤالهم عن نواب الدائرة خلال تلك الفترات منهم من قال أن هناك مبادرات طبية منهم لحل الأزمات، ومنهم من قال: "نواب إيه يا عم.. ده النائب إحنا نسيناه ويوم لما جه هنا امبارح وقت الأزمة خد سليفي ومشي".

 

"متحملش هم يا باشا، إحنا عايشين في بلاوي ومفيش مستشفى أساسًا".. محمد النصيري، أحد أهالي ديرب نجم، قالها معبرًا عن اليأس الذي وصل إليه أهالي المركز من وجود خدمة صحية تليق بأدميتهم، متابعًا: "أراهن لو فيه اتنين مع بعض قالوا إنهم دخلو المستشفى ده وخرجوا منه بعلاج"، ويوجه اتهام لتعامل المستشفى مع إحد الصيدليات المواجهة له، "أشك إن فيه نسبة لمبيعات صيدلية "الهلال" والمحال الطبيىة اللي موجودين قدام المستشفى، وحضرتك أي حد يجي هيتأكد من الكلام ده".

 

ويكمل "النصيري" في تلك الإطار وشكه في علاقة تربط الصيدليا بالمستشفى، "الراجل أو الست خارجه من المستشفى بورقه عاديه مكتوب فيها العلاج وطالع يشتروها، ياترى فين صيدلية المستشفي ، فيه مستشفي من غير صيدليه؟، وده غير البلاوي اللي موجودة جوة مفيش نضافة ولا خدمات ولا دكاترة في أوقات"، ويطالب صحفيي ديرب نجم بالحديث عن تلك الأزمات التي طالت المستشفى الذي وصفها بـ"المخروبة"، بقوله "هما في نالصحفيي نبتوعنا ما هما عارفين كل المشاكل دي ولا بيتنفسوا.. مع العلم إن أهل مكه أدرى بشعبها".

 

الحديث أنتقل لهاني الشامي، من أحد أهالي المنطقة، والذي أكد أنه ذهب في يوم ببنته وكانت في غاية الاحتياج للحضانة، فرفض المستشفي استقبال الحالة وكان ردهم صدمة، "كانت البنت بتموت وعايزة حضانة.. قالولى وديها مستشفى خاص".

وأما عن أحمد طه غازي، فيسرد إنه كان مصاب بكسر في ذراعه، وحينما ذهب لمستشفى ديرب نجم المركزي، أخره بعدم وجود دكتور عظام، والممرضات لم يجبسوا بحجة أنه لا يوجد إمكانيات في المستشفى، وحينها لم يتركوه ليذهب ويطمأن على كسر ذراعه، "قالولي مفيش جبس ويبقى روح دكتور برة أحسن أو في مستشفى خاص، وكانوا مش عاوزين يسبوني امشي اروح أشوف دراعي، كانوا عاوزين يعملوا محضر علشان كانوا شاكين إن عامل خناقة".

 

المواطن عماد عبد الرحمن، يقول "فيه إهمال شديد ولازم يحاسبوا المسئول، دي أرواح ناس ماهو مش كل واحد دخل مستشفى وتوفي هتقول ده قدر الله، اللهم لا اعتراض، بس فيه سبب وناس كتير بتموت بسبب دكاتره كتير معندهاش ضمير"، وبصوت يرتفع من الاشمئزاز الذي يتم التعامل به مع المريض في تلك المستشفى يقول، "الضحيه شعب غلبان كله آمله يلاقي العلاج والأكل، أهو لا بقي لاقي اكل، وبيرح يتعالج يرجع في كفنه.. والمسئولين ولا هما هنا وإحنا ملينا من كتر الشكاوي".

 

تضارب أراء الأهالي بخصوص تدخل نائب الدائرة في الأزمة

وعن وجود نائب الدائرة باعتباره المسئول عن نقل أصواتهم للمسئولين، قال محمد خيري، أن النائب منذ أن وصل إلى العضوية وهم لم يرونه، "النائب خلاص مبقاش فاضي لينا، ده جه امبارح خد سيلفي ومشي.. إحنا فعلًا بنعاني ومحدش حاسس بينا".

 

فيما كان للمحامي محمد عبدالرافع، أحد أهالي المنطقة رأي آخر، وهو أن النواب كانوا يحاولون حل الأزمة، إلا أن الموضوع كان أكبر منهم، "النائب طلعت السويدي أرسلني أنا ومجموعة معايا من رجال المركز، منذ عدة أشهر لمقابلة المسئول عن  المستشفى، وسمعنا منه إن كل حاجه زي الفل وطلبت دعم مادي لتوفير بعض النواقص ودفعنا المبلغ في حينه، وبعد كام يوم تواصل معي دكتور محترم جدًا اعرفه، طلب عدم ذكر اسمه واتفاجئنا بحقايق مغايره نهائيا للي عريفناه".

 

وعن أبرز أشكال الإهمال كما يقول "عبد الرافع"، هناك إهمال في الإنشاءات نفسها، "أولًا: مواسير المية والصرف معمولة لطش علي وش الحيطة ومفروض تكون دفن، والحيطان مدهونة زيت والصح سيراميك ودة ادي لبداية ظهور حشرات في المكان، والاسانسير المرضي بيقفوا يستنوة فترات طويلة لانة معمول ببصمة والعامل اوقات كتير مبيكنش موجود وكمان مفيش زرار استدعاء، والسلم ضيق جدا يعني فية حالات علي كرسي متحرك لازم تستني الاسانسير حتي لو النور قاطع لان السلم ميسمحش بنزولها تمامًا".

 

وعلى مستوى الإهمال في الخدمات، يكمل المحامي، حسب كلام طبيب بداخل المستشفى له، "عمال النضافة بيحطوا كلور في المية ودة بياثر علي المرضي بصفة مباشرة، والممرضات بينضفوا المكن بالكلور وده بردة غلط، والممرضات قفلوا حمام السيدات وعملوا اوضة ليهم بالرغم من وجود أوضة ليهم، واصبح المركز كله علي حمام واحد، الفلاتر أو المرشحات اغلب الوقت من الحجم الصغير الـ60 ولو جة الاحسن تبقي 80 وكل الدكاترة والمختصين اكدوا علي ضرورة المرشح الكبير الـ100"، المسئول ليس النائب وإنما اللي أخفوا على النائب الحقائق.

 

رضا عبد السلام ينصر الأهالي: زرت المستشفى في فترة عملي وأقلت مديره لما به من إهمال

الدكتور رضا عبد السلام، محافظ الشرقية الأسبق، دعم الأهالي وأكد من وجود حالة من الإهمال الرهيب في تلك المستشفى حتى فترة توليه مهام محافظ  الشرقية، ووجد أغلب الأطباء غياب، "كانوا في عياداتهم لطحن المطحونين"، وفجر تلك المنشور  أزمة على مواقع التواصل الاجتماعي مابين مؤيد ومعارض.

 

تواصلنا مع "عبد السلام" للوقوف على الإجراءات التي اتخذها آنذاك، والذي كان يرفض الحديث، فقال: "كان اول اجراء هو اقالة مدير المستشفى وإحالته للتحقيق مع احالة الأطباء المتغيبين للتحقيق ووقفهم عن العمل"، متابعًا أن الأزمة يجب أن تعالج من الراس والحكومة: "من واقع تجربة العمل التنفيذي لمدة اقل من عام وأستطيع ان اقولها لك بكل وضوح ان العبرة بالرأس، رأس المؤسسة الواعي المدرك لدوره والذي يتمتع بالسلطات، لابد من إرادة التغيير المصحوبة بالقدرة على صنع التغيير".

 

طبيب: الأطباء بيشتغلوا بـ 17 ألف ريال مش زي 2 ونص جنيه.. و"عشان كده بنسافر"

أحد الأطباء الذين كانوا يعملون بالمستشفى وفضل عدم ذكر اسمه، أكد على وجود عجز في الإمكانيات، وهو ما يفوق قدرة العاملين به والأطباء، بقوله، "أغلب الناس بتحضر في وقتها، بس مفيش إمكانيات ولا اجهزة في المستشفى ولا علاج كافي، مفيش مناظير ولا أشعه مقطعية، وكمان مفيش أطباء كتير.. ولو بيسيبوا المستشفى فهما هيعملوا إيه ضغوطات الحياة أحسن من اللي سافروا".

 

ويضيف "خ.م"، وهو ضمن صفوف المسافرين والذي حصل على إجازة منذ عام: "معظم الأطباء مسافرين لعدم جدوي المقابل المادي مقابل المجهود"، وعن إنقاذ الأرواح، "الطبيب مينفعش يموت عشان ينقذ الأرواح، وبصراحة للي بيلوم على اللي بيسافر، يعني 17 ألف ريال زي 2 ونص جنيه!".

 

طلعت السويدي: لن أسمح بمرور الأزمة مرور الكرام دون معالجة مشاكل المستشفى

طلعت السويدى، النائب عن دائرة ديرب نجم بالبرلمان، وافق الأهالي الأراء بوجود فساد داخل هذا المركز، لافتًا إلة ان هذه المشكلة ليست وليدة اليوم، وإنما هي قائمة منذ عام 2000، أي منذ 18 عامًا وليس عشرة اعوام فقط كما يقول الأهالي، ويقول " المبنى كان مكلف 40 مليون جنيه، وحرام يكون مبنى بهذه الإمكانيات يتعامل بكل هذا الإهمال".

 

وعن الإجراءات التي اتخذها تجاه المستشفى، أكد "السويدي"  ما قاله المحامي، أنه كلف مجموعة من أصحاب الرأي في المركز بمتابعة المستشفى والوقوف على احتياجاته، إلا أن التقرير جاء أن المستشفى لا توجد به سوى عجز بسيط في بعض العلاجات، وأن به إمكانيات، وهو ما كان مغاير للحقيقة.

 

وعن الإجراء الذي سيتخذه تجاه هذا الحادث، أوضح نائب دائرة   ديرب نجم، أنه يتابع مع الصحة وأنه لن يمسح بمرور هذه المارثة مرور الكرام دون معالجة واهتمام، في إشارة منه إلى أن حادث الغسيل الكلوي كارثة بكل المقاييس، وأنه سيصدر بيانا عاجلا لرئيس الوزراء لمعرفة حقيقة الحادث ومحاسبة المتسببين فيه، والوقوف مع صحة الشرقية في تداعيات فصل المدير إن كان صحيحًا.

 

غياب وكيل وزراة الصحة بالشرقية يثير الشكوك

وسط حديث الأهالي والنواب وأطباء المستشفى عن فقر المستشفى للدعم المادي والأجهزة والعلاج وكافة الإمكانيات، وتصريحات مدير المستشفى السابق، أنه بلغ وكيل وزراة الصحة، الدكتور هشام مسعود، لأكثر من مرة عن احتياجات المستشفى ولم يجد أي استجابات، كما أنه طلب من تقديم استقالته بسبب شكوى ولم يفصح عن السبب، وما إذا كان على علم بأن هناك فساد لذا قاله، حاولنا الاتصال كثيرًا بوكيل الوزاة للوقوف على إجابة لتلك التساؤلات إلا أنه لم يرد.

 

كما لوحظ غيابه تمامًا عن التصريحات الإعلامية والبيانات الصحفية، وفيما يبدو أنه يرغب التكتيم على ما لديه من معلومات قد يكون هو الفصل في هذه الأزمة، أو أن يكشف المتسبب الحقيقي في موت هؤلاء المرضى، وما إذا كان مدير المستشفى تقدم بالفعل بالاستقالة أم أنه هروب من المسئولية، في ظل صمت وكيل الوزارة، مما دفع الأهالي لتوجيه اصبع الاتهام إليه بالتقصير أو تورطه في تلك الأزمة.

اقرأ أيضا