قصة كنز منسي.. «تل الفراعين» مدينة آثرية خلّدها التاريخ وأهملها الشعب للصوص

الثلاثاء 02 أكتوبر 2018 | 04:54 مساءً
كتب : سارة أبو شادي

على بعد 3 كم من قرية «العجوزين» وفي الطريق بين مدينتى كفر الشيخ ودسوق، منطقة أثرية مجهولة، لا يسمع عنها الكثيرين، تضم كنوزّا وآثارّا لا مثيل لها في أرجاء المحروسة، تمّ اكتشاف أنّها كانت عاصمة مملكة الشمال في مصر القديمة قبل احتلال الملك «نارمر» لها وتوحيدها مع مملكة الجنوب، فنحن نتحدث عن مدينة تل الفراعين، أحد المدن الواقعة في محافظة كفر الشيخ.

 

الآيام القليلة الماضية، شهدت عدة اكتشافات آثرية لتنضم إلى مزيد من الحضارة المصرية التي نكتشف يوميّا سر من أسرارها، وفي هذا التقرير نكشف عن بعض أسرار المدينة الفرعونية التي حفظها التاريخ وتناساها أهل المحروسة، وتركوها للنهب والسرقة.

 

تل الفراعين مدينة آثرية منسية

بالرغم من الأهمية الكبرى للمدينة إلّا أنّ الإهمال هو واقعها الحقيقي، وبالرغم من أنّه تمّ اكتشاف صرح أثري به خلال الشهور الآخيرة، وهو عبارة عن بقايا جدران من الطوب اللبن تعود لعصور مختلفة من الحضارة المصرية القديمة، بالإضافة إلى أربعة أفران من العصر المتأخر، أثناء أعمال حفر قامت به إحدى البعثات المصرية التابعة لوزارة الآثار والعاملة بمنطقة تل الفراعين «بوتو» بمدينة دسوق بمحافظة كفر الشيخ، لكن تلك المنطقة ما زالت تعد مقصدا للصوص والمسلحين، لاحتوائها على قطع أثرية مهمة، متناثرة في أرجائها، من دون توفير حماية حقيقية، رغم تمكن قوات الأمن من إلقاء القبض على بعض اللصوص على مدار السنوات الماضية.

 

وتعرضت منطقة آثار تل الفراعين للسرقة مرتين، الأولى عام 2000، واختفت 52 قطعة أثرية متنوعة، وألقي القبض على الجناة، قبل أن تتعرض مجددا للسرقة أيام ثورة يناير 2011، واختفت 27 قطعة أثرية متنوعة، ولم تتم إعادة القطع الأثرية لتصرف الجناة فيها.

 

أبو الهول الأصلي في تل الفراعين

وتمتلك تل الفراعين العديد من القطع الآثرية النادرة التي لا يوجد لها مثيل في أنحاء المحروسة بالكامل، وأبرزها تمثالان على هيئة أبو الهول من البازلت يعودان إلى الأسرة التاسعة والعشرين الفرعونية، وقيل أنها أول تماثيل وجدت لأبو الهول.

 

وبالمدينة أيضًا تمثال للآله «حورس الصقر» هذا التمثال الذي يعد الأروع في التماثيل التي اكتشفت في مصر إلى الآن، بالإضافة إلى عدد من التماثيل التي كانت رمزّا لمصرنا القديمة، مثل أحد الكهنة الذين كانوا رمزاُ للخصوبة لدى المصريين القدماء، وأيضًا تمثال من الجرانيت الأسود والمصقول للآله حورس الصقر .

 

لكن وبالرغم من كل ذلك إلّا أنّ المدينة لا يعرف قيمتها الكثيرين، بل مجرد منطقة أثرية يسيطر عليها العصابات وتجار الآثار، يكسبون من ورائها الكثير من الكنوز يدعون الله ليل نهار أن تغفل عيون الحكومة والدولة عنهم حتى يظل هذا الكنز موجودّا لهم مدى الحياة، فتل الفراعين قديمّأ كانت ملتقى أبناء الشعب لتقديم القرابين للآلهة، اليوم هي ملتقى اللصوص وقطاع الطرق لنهب تلك القرابين.

 

موضوعات متعلقة

«الدماطی»: واقعة اختفاء 8 قطع أثرية من مخزن تل الفراعين ترجع لعام 2012

”الآثار”: مصر تستضيف 160 سائحٍ من بلجيكا شهريًا

 

اقرأ أيضا