السيسي في طقشند.. حكاية مدينة البخاري الحاضنة للتراث الإسلامي   

الاربعاء 05 سبتمبر 2018 | 11:51 مساءً
كتب : محمود صلاح

شهد مساء أمس الثلاثاء، وصول الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى  دولة أوزباكستان، حيث واستقبله نظيره "ميرضائيف، وعددًا من المسئولين  في العاصمة الأوزبكية طقشند، في أول زيارة رسمية لرئيس مصري إلى الدولة الآسيوية، وفي تلك السطور التالية نستعرض، لقطات سريعة عن العاصمة الأوزباكستانية.

مدينة طشقند

العاصمة التي طقن فيها الرئيس المصري خلال زيارته، تحمل اسم "طشقند" ويرجع أصل هذا الأسم إلى تركا وهو مؤلف من كلمتين: "طش" وتعني الحجر، و"كند" وتعني مدينة، واشتهرت بالعربية بطشقند، وهناك دلائل إلى عودة اسمها إلى قبيلة شاش التي استوطنت المنطقة في القرن الخامس ما قبل الميلاد ولهذ دعيت بـ"شاش-كند" اي ارض الشاشيين، ومع الايام، وبخاصة مع استيطان الروس فيها، تحولت إلى طشقند.

 

تأثرت طقشند بسبب موقعها الجغرافي، بحضاراتي السغديانية والتركية قبل وصول الاسلام اليها في القرن الثامن الميلادي، ثم فتح المسلمون المدينة في القرن الثامن الميلادي، واستولى عليها تيمورلنك عام 1361م وفي عام 1865م، استولى عليها الروس الامبراطوريون، في العهد السوفييتي عندما طبقوا سياسة نقل السكان، أوفدوا اليها سكان من جميع المناطق السوفييتية مما غير تركيبتها السكانية، بنفس الوقت، وبعد استقلالها عن السوفييت عام 1991م اصبحت عاصمة أوزبكستان المستقلة وتطورت بشكل كبير وبقيت المدينة تحوى اعراق مختلفة ومختلطة بأكثرية اوزبكية.

الفتح الإسلامي

فتح المسلمون بلاد اسيا الوسطى، في أواخر القرن الأول الهجري على يد القائد "قتيبة بن مسلم الباهلي" الذي فتحها بعدما فتح بخارى وسمرقند، ونشر في أرجائها الثقافة وتبادل الفكر مع من جاورها من بلدان وممالك، فأولى المسلمون تلك المدن اهتمامًا كبيرًا، وكان من من أشهرها سمرقند وطشقند وترمذ، وغيرها من المدن التي أسهمت في نشر الثقافة الإسلامية في منطقة آسيا الوسطى.

كواكب العلماء في بلاد آسيا الوسطى

خرج من العاصمة الأزباكستانية الحالية، العديد من العلماء في الدين الإسلامي، حيث كان من بينهم، الإمام أبو الشاشي: ويضاف إلى اسمه "الكبير" احتراما وتقديرا وكان يلقبونه بـ"حضرة الامام" وبلغة الأوزبك "حزت امام"، كان امام عصره وعالما في العلوم الاسلامية كالفـقه والحديث والتفسير، تفـقه على المذهب الشـافعي ونشـره في موطنه، من مؤلفاته : "دلائـل النبوة"، " محاسن الشريعة"، "جوامع الكلـم"، "أدب القاضي"، " شرح الرسالة " و" الـفـتـاوي".

وايضًا كان من بينهم الإمام أبو سعيد الحافظ الهيثم الشاشي الذي ولد قرب طشقند وكان من أشهر العلماء في رواية الأحاديث الشريفة، ولقب بـ " الامام الشاشي" ومن مـؤلفـاتـه : " المسند" و" المسند الكبير" في الحديث.

أحمد بن محمد بن إسحاق: المعروف بنظام الدين، الفقيه الحنفي، وهو من تلاميذ أبي الحسن الكرخي، الذي قال فيه: "ما جاءنا أحد أحفظ من أبي علي، سكن الشاشي بغداد، ودرس بها.

ومن علمائها الذين كانت لهم بصمة في العلوم الإسلامية، أحمد بن محمد بن أحمد بن الحسين بن عمر، أبو المظفر،  تفقَّه على أبيه، وسمع من أبي عبدالله بن طلحة، وروى عنه أبو بكر بن كامل، والحافظ بن عساكر، وهو ممن أفتى مع أبيه وأضراب أبيه، مما يدلُّ على جلالة قدره، وعلو شأنه في العلم. توفي يوم الجمعة عاشر رجب سنة 429هـ، ببغداد، ودفن في داره عند جامع القصر.

                                     

المعالم هامة في العاصمة الأزباكستانية

تحتوي المدينة الأزباكستانية على العديد من المعالم الحضارية، والتي كان أبرزها ساحة "حضرة إمام" المليئة بعبق الحضارة الإسلامية، فبعض مباني هذه الساحة يعود إلى القرن السادس عشر الميلادي، وتضم مدرسة براق خان والمعهد الإسلامي للإمام البخاري.

وأيضًا مدرسة كوكالداش للقرآن الكريم التي نشأت في عهد السلطان عبدالله خان، في القرن السادس عشر الميلادي، وهي واحدة من أكبر المدارس لتحفيط القرآن الكريم في آسيا الوسطى، يقوم بترميمها مجلس ما وراء النهر الاسلامي، وهناك مخططات لتحويلها إلى متحف.

ويوجد بها مسجد تيليشيخ (جامع الامام خاست) يحتوي على مصحف عثمان الذي يعد اقدم قرآن مخطوط يعود إلى عام 655م ملطخ بدماء الخليفة عثمان بن عفان جلبه تيمورلنك كشاهد على انتصاراته، استولى عليه الروس كشتهد على انتصاراتهم وعرضوه في متحف سانت بطرسبورغ ثم اعيد إلى أوزبكستان عام 1924م.

ومن أشهر معالمها مسجد نمازكاغ الذي أعيد اعماره وأقيم فيه معهد الامـام البخـاري، وكما تضم المجموعة " مدرسة مـوي مبـارك".

اقرأ أيضا