”خناقات رجال الدين”.. 2018 عام الصراع بين مشايخ السلفية والأوقاف والأزهر

السبت 29 ديسمبر 2018 | 02:49 مساءً
كتب : التقارير

شهد عام 2018 العديد من الصراعات بين القوى السياسية المختلفة، لكن تلك المرة فالصراع كان مختلفًا خاصة وأنّ أبطاله في السابق كانوا متجمعين حول راية واحدة وهي الإسلام وحكم الشريعة، لكنّهم في السنوات الآخيرة كان مصيرهم الانشقاق والاختلاف، فما كان منهم إلّا قذف بعضهم البعض بالاتهامات فوصل بهم الأمر إلى الاتهام بالكفر.

 

لم يكن ليمر عام 2018 دون حصاد للصراعات الدائرة بين الدعوة السلفية بشقيها، كذلك الصراع بين الأوقاف والسلفية حول الأحق بالخطابة، ومن يستحق لقب اعتلاء المنبر والخطابة، ففي هذا التقرير نستعرض أبرز حصاد 2018 من الأزمات والصراعات التي دارت بين رجال الدين في مصر بشتى أطيافه.

 

صراع الإخوة الأعداء

البداية كانت مع الهجوم المتبادل بين أبناء الدعوة السلفية، على خلفية قرار وزارة الأوقاف بوقف تصريح الخطابة الخاص بمحمد سعيد رسلان، حيث اشتبك كوادر سلفية من أنصار ياسر برهامى أو ما يعرف بـ"الدعوة السلفية بالإسكندرية" وذراعها السياسى حزب النور، مع أنصار رسلان الملقب بـ"زعيم السلفية المدخلية فى مصر".

 

بدأ الخلاف بسلسلة بيانات هجومية أصدرها سامح عبد الحميد، عضو الدعوة السلفية بالإسكندرية، ضد محمد سعيد رسلان، فاتهمه بأنه يتناول المشايخ والدعاة بالسب والشتم والقدح والردح، وأنه يحترم مناصب شيخ الأزهر ووزير الأوقاف، لكن لا يحترم أشخاصهم، وقال :" لو تولى هذه المناصب أى أحد، حتى لو أجهل الناس بالشرع وليس معه شهادة محو أمية / فإن رسلان سيوقره ويُجله ويُعظمه، كذلك لو أن شيخ الأزهر ووزير الأوقاف وغيرهما تركوا مناصبهم الرسمية، فلا تستبعد أن يتطاول عليهم رسلان وغلمانه كأبشع ما يكون.

 

وفى المقابل رد حسين مطاوع، أحد أبرز أنصار محمد سعيد رسلان، أن من أسماهم بـ"قوى الشر" اجتمعت على شيخه، مضيفًا: "الإخوان المجرمون يحذرون من الشيخ رسلان يخافون أن يصل الحق إلى عوام المسلمين.. وأغرار حزب النور الذين لا يعترفون بولى الأمر أصلا ولا يدينون للحاكم بسمع ولا "قرأت كلاما أقل ما يقال عنه أنه كلام مضحك، حيث طالب أحد الحزبيين المنتمين لحزب النور السكندرى وزارة التربية والتعليم بطاعة يحذرون من الشيخ رسلان"، متابعًا لقد بتدريس كتاب شيخه المبتدع ( ياسر برهامي) بالمرحلة الابتدائية، ويا الله كم فى هذا الكلام من عبث وعدم دراية بالبلاد وأحوالها، ففى الوقت الذى من المفترض أن الدولة تحارب فيه أصحاب الأفكار الضالة فإذا بهذا الشخص يطالبها بتدريس كتاب لأحد ضلال عصرنا فى مدارسها، فياسر برهامى صاحب كتاب المنة والذى ينضح تكفيرا يجد من يطالب بتدريس كتبه بالتعليم المصرى أوليس هذا من العبث".

 

 خناق السلفيين والأوقاف

الخطابة

لعل أبرز الأزمات التى نشبت بين التيار السلفى ووزارة الأوقاف كان قرار وزارة الأوقاف فى شهر سبتمبر الماضى، عندما قررت منع محمد سعيد رسلان الداعية السلفى عن الخطابة، بسبب خروجه الدائم عن خطبة الجمعة، فكانت هذه الواقعة بمثابة زلزال ضرب التيار السلفى حينها، ونشبت معارك فى ذلك التوقيت بين أبناء محمد سعيد رسلان، وبين ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، حتى انتهت بقرار وزارة الأوقاف بمنح محمد سعيد رسلان تصريح للخطابة شرط الالتزام بموضوع الخطبة الذى تحدده وزارة الأوقاف.

 

الاعتكاف

الصراع أيضا نشب خلال العشر أيام الأواخر من شهر رمضان المبارك، عندما حددت وزارة الأوقاف المساجد التى ستشهد اعتكاف، إلا أن التيار السلفى لم يلتزم بالقرار واختيار التصعيد ونظم اعتكاف خاص بالدعوة السلفية فى عدد من مساجد الإسكندرية خاصة فى سيدى بشر، مخالفا قرار وزارة الأوقاف.

 

ساحات العيد

من بين الصراعات التى نشبت بين التيار السلفى وبين وزارة الأوقاف كان إصرار الدعوة السلفية فى محافظة الإسكندرية على تنظيم ساحات لصلاة العيد، تضمنت صعود عدد كبير من قيادات مجلس إدارة ومجلس شورى الدعوة السلفية للمنابر وإلقاء خطب العيد بالمخالفة لقرار وزارة الأوقاف التى حددت الساحات التى ينظم فيها صلاة العيد، إلا أن التيار السلفى لم يلتزم بهذا القرار.

 

لم يتوقف الأمر فقط عند عيد الفطر المبارك، بل أيضا امتد إلى عيد الأضحى المبارك، حيث واصل التيار السلفى صراعه مع وزارة الأوقاف وعدم التزامه بقراراتها، ونظم أيضا ساحات لعيد الأضحى فى عدد من مساجد الإسكندرية والبحيرة، واعتلى شيوخها المنابر لإلقاء خطب عيد الأضحى المبارك.

 

اضطهاد المشايخ

وفى شهر سبتمبر الماضى، تزايد الصراع بين وزارة الأوقاف وبين السلفيين، مما أدى إلى إلغاء الشيخ طه زيادة، وكيل وزارة الأوقاف بمحافظة الدقهلية، تكليف الشيخ منصور السكرى، مدير عام التفتيش والمتابعة بالمديرية من منصبه، بعد حدوث مشادة بينه وبين شقيق الشيخ محمد حسان، بمسجد أهل السنة بقرية دموه مركز دكرنس، بالمنصورة وأكد أنه يتعرض لاضطهاد من الشيخ محمد حسان وشقيقه.

 

الأزهر والأوقاف وخناقة الفتوى

لم يخلو عام 2018 أيضًا من الصراع الذي اشتعل بين الأزهر والأوقاف على أحقية الفتوى، خاصة بعدما حددت الأوقاف أسماء شخصيات هي الأحق وبعد موافقة  لجنة الشؤون الدينية فى البرلمان، على قانون تنظيم الفتاوى وإدخال أئمة وأشياخ الأوقاف ضمن المسموح لهم بالفتوى، على الرغم من أن الأزهر يرفض رفضا قاطعا السماح لأولئك الأئمة والأشياخ بممارسة حق الفتوى؛ لأنهم -من وجهة نظره- غير مؤهلين علميًا وفقهيًا، الأمر الذي زاد من اشتعال الصراع بين مؤسسة الأوقاف والأزهر والذي اعتبر الآخير أنّ ما حدث هو تجاوز وتعدي على شؤونها وحق من حقوق مشايخها ولن توافق عليه مطلقا.

اقرأ أيضا