حريق جرار رمسيس يوقف الزمن بـ"محطة مصر"

الاربعاء 27 فبراير 2019 | 06:55 مساءً
كتب : سهام يحيى

كانت الساعة تجاوزت التاسعة والنصف، يتسابق المواطنون على شباك التذاكر، لحجز تذكرة الموت الأخيرة، ولما لا وهي تذكرة لا تتعدى قيمتها العشرة جنيهات، فيتسابق الجميع للحصول عليها باعتبارها فرصة لا يقدر قيمتها، إلا من لا يملك سوى القليل، ليستلقوا قطار الغلابة، ليبدئوا يومهم، منهم من كان متوجهًا بحثًا عن لقمة العيش وطلب الرزق، ومنهم من كان متوجهًا إلى أهله فرارًا من قسوة الحياة في قاهرة المعز، تعددت أسبابهم جميعًا، ولكن القاسم المشترك هو الموت الذي كان ينتظرهم بمحطة مصر، فلم يرحم القطار، قسوة الحياة وضعف الإمكانيات، وقله حيلتهم.

رضوا بقضاء الله وقدره، حامدين الله على ما منحهم، راضيين غير ساخطين على عدم قدرتهم على ركوب القطار المكيف أو حتى قطار الدرجة الثانية، فقطار الغلابة بإمكانياته المتهالكة، الذي لايتجاوز سعر تذكرته 10 جنيهات كان كل أملهم، ظلوا ينتظروه ولكن والساعة تقترب من العاشرة، توقف الزمن بعدما أنهى جرار وردية رقم 2302، بمحطة مصر حياتهم، بعد أن انحدر واصطدم بالمصدات الخرسانية بنهاية الرصيف رقم 6 بالمحطة وتسبب في إنفجار.

قطار

هذا الإنفجار أوصلهم إلى الدارة الأخرة، ورحمهم من تكبد عناء انتظار قطار الإسكندرية، فانفجار الجرار أودى بحايتهم، وتسبب في إصابة العشرات منهم، لم يرحمهم في حياتهم ولم يرحمهم بعد وفاتهم، فهناك جثامين، وإصابات لم يتعرف أحد على هويتهم. لقطات من حادث قطار محطة مصر

اقرأ أيضا