وسط تغيرات جوهرية.. محطات في الحياة السياسية خلال 2018

السبت 29 ديسمبر 2018 | 02:12 مساءً
كتب : سارة محمود

«بلاش تستعجلوا وبلاش طموح جامح، عاوزين نمشي بتؤدة وتأني، وأنا سعيد بالتواصل سواء بوجود لجنة تنبثق من المجموعة المتواجدة حاليا، للتواصل مع السلطة التنفيذية، أنا معاكم لأنه في النهاية مفيش حد هيتخلد في الدنيا دي، فلو بنحب بلدنا وخايفين عليها، لازم إعداد كوادر قادرة على قيادة البلاد في ظل التحديات المحلية والإقليمية والدولية، أنا موافق على اللجنة، وهنقعد ونتكلم، لأننا في النهاية محتاجين ده».. رسائل وجهها الرئيس عبد الفتاح السيسي للأحزاب السياسية خلال كلمته في الجلسة الأولى لفعاليات المؤتمر الوطني الخامس للشباب.

 

ولذلك شهدت الحياة السياسية في مصر، خلال الساعات الأولي لعام 2018 وحتى الآن، حالة من التغيرات الغير مسبوقة في الخريطة السياسية في مصر، على عكس السنوات الماضية، وكانت في البداية منذ أن طالب الرئيس عبد الفتاح السيسي من أعلى المنصات الشبابية، لتوحيد جودهم بدلًا من حالة الضعف الذي سيطر على أدائهم في الآونة الآخيرة، مرورًا بتشكيل ائتلافات وتحالفات حزبية.

 

وتيرة الدمج         

ليست السابقة الأولي التي يهتم فيها الرئيس عبد الفتاح السيسي بشأن الحياة الحزبية وتواجدها بشكل فعلي على أرض الواقع، خلال فترة عهده، فمع تزايد عدد الأحزاب السياسية بشكل ملحوظ، لوحظ أيضًا قلة أدائهم على الساحة في مايو من العام الجاري، وهو ما نبه به الرئيس عبد الفتاح السيسي، داعيًا لحملات دمج بين الأحزاب السياسية، لتقليل أعدادهم وحتى يصبح لهم الوجود الفعلي على الأرض.

 

الأزمات

الغريب فى الأمر أن تلك الأحزاب الرافضة للدمج، تطل عيلنا من حن لآخر، بدعوات لتنظيم تحالفات سياسية وحزبية، إلا أن الأزمات تظهر بمجرد الدعوى، فما بين باحثًا عن منصب واسم خاص بالحزب واختيار الكوادر والقيادات تتعرقل خطط «الدمج»، إلا أن هناك من يسعى للدمج وتنفيذ المبادرة وهم قلة.

 

الساعون

وبالنسبة لمن يسعون للدمج، طلوا علينا للإعلان عن تكوين تحالف يضم 60 حزب، تحت مسمي «التحالف السياسي المصري»؛ لتوحيد قوى الأحزاب في عمل وطني مشترك؛ ولدعم مؤسسات الدولة والتصدي للمخططات العدائية وفي مقدمتها الإرهاب والتطرف.

 

ويضم التحالف، الحزب الدستوري الاجتماعي الحر، والحزب العربي للعدل والمساواة، والمستقلين الجدد، وشباب مصر، وحقوق الإنسان والمواطنة، والاتحادي الديمقراطي، بالإضافة إلي حزب صوت مصر، والبداية، والحركة الوطنية مؤخرًا.

 

انتخابات حماة الوطن

ولم تترك الأحزاب وقتًا طويلة على تدشين التحالف الأول، ليطل علينا حزب حماة الوطن، برئاسة الفريق جلال هريدي بالانتخابات علي مقعد الرئيس ليفوز بالتذكية بها الفريق.

 

الرافضون

وعلى خلاف وتيرة نغمة الاندماجات التي تحدث بها كلا من الوفد والمصريين الأحرار، وترحيبهم المستمر له، إلا أنه طلوا علينا فى النهائية بقرارهم الصادم والرافض لكل تلك الدعوات، ربما بسبب الأزمات التي أفتعلت خلال الآونة الآخيرة.

 

فقد شهد حزب الوفد خلال عام 2018، العديد من الأحداث، أهمها الانتخابات على رئاسة الحزب، وفوز المستشار بهاء أبو شقة، برئاسة الحزب، وبعد الانتخابات تقدم المهندس حسام الخولي نائب رئيس حزب الوفد وأحد القيادات البارزة في بيت الأمة باستقالته وأصبح حاليًا يشغل منصب الأمين العام لحزب مستقبل وطن.

 

وخلال رئاسة المستشار بهاء الدين أبو شقة حزب الوفد، فصل عضو الحزب محمد أحمد فؤاد نائب العمرانية من الحزب وكافة تشكيلاته عقب سخرية النائب من إعلان الحزب عدم مسئوليته عن مشروع قانون الأحوال الشخصية المُقدم منه.

 

أما عن انتخابات الهيئة العليا لحزب الوفد وفاز 50 عضوًا و5 على منصب سكرتارية الحزب، وقام الخاسرون بإدلاء تصريحات تشك في نزاهة سير الانتخابات وبعدها بساعات أصدر المستشار بهاء الدين أبو شقة بيانًا رسميًا أكد فيه فصل عدد من هؤلاء المرشحين لخروجهم على الالتزام الحزبي، وهم:"ياسر قورة، محمد الحسينى، محمد ابراهيم، أحمد عطالله، فتحى مرسى، شريف حمودة".

 

وبعد قرار "أبوشقة" بفصل 6 من قيادات حزب الوفد، قرر الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد السابق، تجميد نشاطه داخل بيت الأمة.

 

الثابتون

وبعد صراعات الأحزاب والمنافسات التي خاضها الأغلب، إلا أن الغريب هذه المرة، أن حزب المصريين الأحزاب والذي دائمًا يفتعل الأزمات، أصبح صامتًا الآن ولم يكن له ظهور بشكل فعال وكأنه أردا أن يبعد عن تلك الأجواء، محتفظًا بكيانه فقط، خاصة بعد الازمات التي شهدتها الساحة بين حزب مستقبل وطن والمصريين الأحرار.

 

الوافيون

وبعد مرور تلك الفترة، وارتفاع وتيرة اندماج الأحزاب وتشكيل عدد من الائتلافات بين أصحاب الأيديولوجيات المتشابهة، لتقوية الحياة السياسية، وكان على رأسها بزوغ نجم حزب مستقبل وطن، بعد اندماجه مع جمعية «معا من أجل مصر»، وتلبي دعوة الرئيس عبد الفتاح السيسي.

 

تغيرات الحركة الوطنية

أما عن حزب الحركة الوطنية، والذي كن يرأسة الفريق أحمد شفيق، فهو لم يسلم من الصراعات والأزمات، حيث شهد الحزب خلال عام 2018، انتخابات على منصب رئيس الحزب، وفاز اللواء رؤوف السيد برئاسة الحزب بالتزكية ولم يتقدم أي عضو من أعضاء الحزب بأي طعن ضد ترشح اللواء رؤوف السيد.

اقرأ أيضا