الفنان أحمد إبراهيم: بدايتى كانت بمسلسل «إمام الدعاة».. و«سلسال الدم» أبرز أعمالى

الخميس 24 يناير 2019 | 05:35 مساءً
كتب : أجرى الحوار إيناس رأفت

بدايتى كانت بمسلسل «إمام الدعاة».. و«سلسال الدم» أبرز أعمالى

كونت أرضية لدى المشاهد لا أسعى للتقليل منها.. وأرفض خوض تجربة تضرنى

بيوت مصر ليست كلها «دعارة وبلطجة ومخدرات».. ونحتاج لتقديمها بشكل لائق

نواجه موجة من الانحدار الفنى.. والإنتاج كان هادفا حتى نهاية الثورة

نفتقد للإعلام والدراما المساندين للاقتصاد.. و«جراند أوتيل» نجح فى الترويج للسياحة

محمد رمضان «موهبة» شق طريقه بمجهوده.. وكليب «بشرى» ضده «مجرد عبث»

عدم إنتاج مسلسل دينى أو تاريخى منذ أكثر من 10 سنوات وحتى الآن كارثة

لا وجود لحامى المهنة.. ومن يملك المال يستطيع السيطرة عليها

الجيل الجديد يهتم بـ«حمو بيكا ومجدى شطة» والمهرجانات أكثر من أم كلثوم والعندليب

 

تميز بفنه الراقى وذات المضمون دونا عن زملائه، فلا يوقع عقد عمل دراميا؛ إلا بعد دراسته مرة واثنتين، فهو لا يسعى للشهرة بقدر تقديم عمل خالد عند الجمهور؛ لاقتناعه بشكل تام أن الأعمال الخالدة هى التى تستقر فى أذهان المشاهدين، وأن أى عمل صاخب دون قيمة لمجرد البروبجاندا والدعاية؛ سينتهى قريبًا.

 

بدأ عمله الفنى- منذ إن كان طالبا فى أكاديمية الفنون- من خلال مسلسل "الشعراوى"، وسعى إلى أن انتهى بسلسلة أجزاء "سلسال الدم" الذى حقق نجاحا باهرا لدى الجمهور، ويسعى إلى ما هو مشابه.

 

وإلى نص الحوار.

حدثنا عن آخر أعمالك الفنية؟ وهل أنت راض عنها؟

آخر عمل قدمته مسلسل "سلسال الدم" الذى له عدة أجزاء كان آخر جزء له العام الماضى حيث بدأنا به فى عام 2015 مرورًا بأجزائه ويعد من أهم أعمالى التى أديتها مؤخرًا، وكان قبل مسلسل سلسال الدم، عملى وأنا طالب فى المعهد فى مسلسل الشعراوى "إمام الدعاة"، و"جراند أوتيل" إضافة لمسلسل "وعد"، فهذه مجمل أعمالى المميزة بالنسبة لى.

وبالطبع شاركت فى أعمال أخرى، ولكن لم تكن بنفس النجاح، فقد كانت مجرد أعمال أتواجد بها، ولم تحقق لى الشهرة الكافية كما حققته فى هذه المسلسلات، فأكثر عمل حققت شهرة من خلاله، كان "سلسال الدم".

 

 

ما تعليقك على مستوى الفن حاليًا فى الساحة المصرية؟

 فى الحقيقة نواجه موجة من الانحدار فى المستوى الفنى، والإنتاج الفنى، ففى الفترة الأخيرة ومنذ أيام الثورة وعدم استقرار البلد كان الإنتاج هادفا، وكانت هناك شركات تنتج أعمالا فنية تناقش قضايا مهمة، ولكن الآن المستوى الفنى اختلف تمامًا، وأصبح هناك اضمحلال فى الأفكار؛ مما جعلنى ألتمسه فى المسلسلات الأخيرة.

كما أن أدوار الست المصرية فى الوقت الحالى، نجد أنها تظهر بصورة غير جيدة سواء من حيث الرُّخص، والاستغناء عن الشرف، والتطاول، فليست هذه مصر، وليست هذه النماذج التى من المفترض أن تقدم، فأى إنسان عند مشاهدته لأى مسلسل قديم؛ سيجد الفرق الشاسع بينه وبين المسلسلات الحالية، ففى المستوى الفنى القديم كان يتم تقديم فن ذى قيمة، إلا أنه وللأسف، أغلب المسلسلات الحالية "بلطجة" أو "ستات غير مناسبة" بالنسبة لدور المرأة المصرية فى المجتمع.

حتى هذا العام يشهد أزمة كبيرة فى الإنتاج؛ بسبب سيطرة بعض الشركات على الإنتاج، وتصل هذه السيطرة إلى إنتاج نحو 99% من الأعمال الفنية ما يجعل المنظومة غير منضبطة خلال هذه الفترة.

 

 

 

ما تعليقك على منافسة الفن الهندى والتركى وانتشارهما بشكل أكبر على الساحة المصرية؟

أصبح لهما رواج أكثر داخل البيوت المصرية فبالنظر إلى الهند؛ نجد بها أماكن مثل مصر وأكثر من العشوائيات وغيرها، ولكن بالنظر للإنتاج؛ هناك فرق شاسع فى تقديمهما لفنهما، وتركيا بها أماكن ومناظر طبيعية وأماكن عادية ولكن فى مستوى الفن المقدم مختلف تمامًا مقارنة بالفن المصرى.

والإعلام والإنتاج الدرامى نفتقدهما فى مصر ولا يوجد قيادة حكيمة تقود هذا الأمر فبالنظر لمسلسل "جراند أوتيل" نجده نجح بشكل باهر، وتم تصويره فى أسوان؛ مما دفع هذا المسلسل إلى الترويج للسياحة أكثر فى هذه المحافظة، وزيادة العمل بها.

وبالتالى، من خلال هذا المسلسل تم الترويج بشكل كبير لمحافظة أسوان ومعالمها الأثرية والسياحية وطبيعتها الخلابة، وهو ما يشير بل ويؤكد أنه من خلال القوة الناعمة- المتمثلة فى الدراما-؛ نستطيع دفع عجلة التنمية فى الدولة إلى الأمام من خلال المسلسلات والترويج لها الذى يعد ترويجا لمجالات أخرى.

 

 

ما تعليقك على التنافس بين الفنانين عبر الفيديو كليب وأبرزه ما حدث بين بشرى ومحمد رمضان؟

هذه مرحلة رديئة من الفن، دون الخلاف على موهبة محمد رمضان، حيث استطاع أن يشق طريقه بنفسه.

ولكن بالنظر إلى ما حدث مؤخرًا وظهور الفنانة بشرى، فى فيديو كليب خاص بها، للرد على الفنان محمد رمضان؛ نتيجة لأن محمد رمضان قال إن بشرى لم يتم دعوتها فى مهرجان الجونة السينمائى؛ فتقوم بإنتاج كليب على حسابها الشخصى، يكلفها مبلغا وقدره؛ فهذا مجرد عبث ليس إلا.

والثقافة الحالية فيما يخص أى محتوى ردىء؛ تصبح معه نسبة المشاهدة عالية، فإذا حاولت أن أنشر فيديو يحمل عنوان "تم القبض على الفنان أحمد إبراهيم فى إحدى شقق الدعارة بالعجوزة"؛ ستجد أن نسبة مشاهدة هذا الفيديو تتعدى الملايين، مقارنة بمانشيت عادى، فهذه أمور تتعلق بالثقافة، فالفضائح أصبحت مشهورة أكثر، وأغلب الفنانين تمت شهرتهم بسب فضائحهم، فهذا ليس إلا مجرد عبث.

 

 

 

هل هناك أعمال منتظرة لك خلال هذا العام؟

فى الحقيقة هناك أعمال مقدمة وترشيحات ولكن لم أوقع عقدا حتى الآن، خاصة وأننى بعد "سلسال الدم" لم أوافق بمجرد دور يعرض على فى أى عمل؛ نتيجة لأن هناك أرضية عند المشاهد كونتها، ولا أسعى للتقليل منها، كما لا أريد أن أخوض تجربة دون مستوى؛ حتى لا أضر نفسى عند الجمهور.

 

 

ما رأيك فى تحويل الفن الأدبى لأفلام؟

فى فترة السبعينيات والثمانينيات تم تحويل أعمال كثيرة من هذا الفن لكتاب وأدباء كبار، ومنهم إحسان عبد القدوس ونجيب محفوظ فالروائيون إذا تم تحويل أعمالهما إلى سينما ودراما تعيش أكثر لأنها أعمال ذات قيمة، بخلاف العصر الحالى، يتم تحويل فيلم إلى مسلسل، وقصة حياة شخص معين تم إنتاجها كمسلسل؛ يتم دراستها لتحويلها إلى فيلم!.

فالكارثة الحالية أصبحت فى من هو النجم الذى يأتى بالمؤلف ثم كاست الفنانين الذى يشاركون العمل.

والكارثة أيضا أن ما يتم إنتاجه لم يكن مبنيا على أن هناك إدارة حكيمة تدير الموضوع وتسعى لتحويل الفن إلى هادف ومناقشة الموضوعات المهمة؛ بحيث نستطيع تقديم البيت المصرى بشكل لائق أكثر؛ لأن مصر ليست كل بيوتها "دعارة" و"ستات شمال" و"بلطجة" و"مخدرات" فلابد أن يقدم الفن بصورة لائقة بمصر.

وإذا نظرنا أيضا؛ سنجد أنه لم يتم إنتاج مسلسل تاريخى منذ أكثر من 10 سنوات وحتى الآن، فهذه كارثة؛ لأننا دولة إسلامية ورائدة فى الشرق الأوسط فى الإنتاج الدرامى والسينمائى، ولكن لا يوجد لدينا مسلسل دينى أو تاريخى.

 

 

هل الفن لم يجد له قوانين تحميه وتخضع له؟

للأسف من يملك المال هو من يستطيع السيطرة على المهنة، فأغلب المنتجين يسعون لتحقيق ثروات طائلة من خلال إنتاجهم للأعمال الفنية، لذلك لم يكن هناك أى شخص أو كيان يحمى للمهنة.

 

 

ما هى أكثر الأغانى التى تحب أن تستمع إليها؟

فقدنا قيمة كبيرة بعد اندثار الشريط والكاسيت والراديو؛ ولا شك أن هناك مطربين هائلين منهم شيرين وأصالة وذكرى ووردة وأم كلثوم وعبد الحليم، فجيل السبعينيات هو من يتذكر أم كلثوم وعبد الحليم وفريد الأطرش، أما الجيل الجديد فيتمثل فى حمو بيكا ومجدى شطة والمهرجانات.

 

هل ترى ضرورة لأن يكون هناك تعاون مشترك بين وزارة الثقافة والفنانين؟

من المفترض أن وزارة الثقافة أُنشِئَت من أجل ذلك، فهى مثلها مثل وزارة العدل، وللأسف هناك وزارات فى مصر مجرد مسميات فقط، فما الذى تقدمه وزارة الثقافة للفنانين؟.

للأسف كل وزير يجلس على الكرسى يسعى لإنشاء فعاليات يستطيع من خلالها الظهور أمام القيادة السياسية بأنه يقوم بأنشطة وينظم فعاليات كثيرة، أما مردود ما تفعله الوزارة على الشعب؛ غير موجود، فأين دور قصور الثقافة فى مصر؟ وأين دورها فى المدارس التى من المفترض أن يكون بها غرفة موسيقى؟.

كما أن أغلب الجامعات فى مصر أصبحت تستحدث أقساما لها علاقة بالفن والموسيقى، فأين دور وزارة الثقافة حاليًا من هذا؟.

اقرأ أيضا