الاستروكس.. عقار "الشيطان " ظاهرة جديدة تتوج على عرش الإدمان

الثلاثاء 02 ابريل 2019 | 09:49 مساءً
كتب : أحمد رأفت

أناس غابوا عن الحياة بدون هدف، حطموا كل أحلامهم بأيديهم، مزقوا صورهم الجميلة أمام المجتمع، وخسروا أنفسهم و أهلهم، وأخذوا من الظلام مسكن لهم مثل الخفافيش السوداء التي تظهر في الليل، ويتلاشى ظهورهم عند سطوع أول شعاع لضوء الشمس الذي ينير لنا الحياة لنشاهد ألوانها المبهجة والمستقبل المضى بألوان الطيف لحياة كريمة ومستقبل افضل.

الاستروكس

أنتشر في الآونة الاخيرة بمصر عقار طبى جديد يطلق عليه "الاستروكس"، الذى يتكون من عشب القنب المضاف بمادة كيميائية، ويطلقون علية عقار "الشيطان"، وأن ذلك العقار مخصص لتهدئة الأسود والثيران، وبعيد كل البعد عن الإستخدام الأدمي ويؤدى إلى الوفاة، ولكنه يستخدم في مصر كعقار للإدمان وبديل قوي "للحشيش والبانجو والبرشام المخدر".

الاستروكس

توجهت "بلدنا اليوم" لتفقد ذلك الظاهرة داخل محافظة "المنيا" بصعيد مصر، من خلال رأي الطب في تلك الظاهرة.

في البداية قال الدكتور محمد عبد السلام، صيدلي والمسؤول عن إحدى الصيدليات داخل مدينة "ملوي" جنوب محافظة المنيا، أن ذلك العقار خطير جدًا على أي شخص يتناوله، لأنه يتسبب في ارتخاء العضلات وله تأثيرات سريعة على الجهاز العصبي، ما يؤدي إلى حدوث الإمساك والاحتقان وإتساع حدقة العين واحتباس البول، الذى ينتج عنه انخفاض الضغط وزيادة ضربات القلب وبعدها يصاب بغيبوبة.

وأشار عبد السلام إلى أنه بعد حدوث الغيبوبة يصاب الشخص المتعاطي لعقار "الاستروكس" بهلاوس سمعية وبصرية، لدرجة أنه يتخيل نفسه في دار الاخرة صاعد إلى السماء للمحاسبة الإلهية.

وأضاف عبد السلام، أنه إذا قام الشخص المتعاطي بزيادة الجرعة من عقار "الاستروكس"، ينتج عنه الإصابة بضمور بالمخ ومسح في الذاكرة ويصل إلى توقف القلب والوفاة في ذلك التوقيت.

وينصح الدكتور عبد السلام، بعدم تناول ذلك العقار نهائيًا لأنه يعتبر أسرع طريق إلى حدوث الوفاة، ولا يوجد أي وسيلة للإنقاذ في ذلك اللحظة المخيفة من حياة المدمنين.

الاستروكس

علي الجانب الأخر التقت "بلدنا اليوم" مع الدكتور عماد الألفي، الطبيب النفسي بذات المدينة، لنتعرف عن الأسباب التي تؤدي إلى تناول ذلك العقار المميت للفئات المختلفة.

وقال الألفي، أن الذين يتناولون ذلك العقار المميت يكونون مصابون بأمراض نفسية عميقة، ويعتقدون أنهم يهربون من الناس والمجتمع عن طريق تناول تلك الأقراص، التي تؤدي إلى تركهم ذلك العالم الواقعي، وذهابهم إلى عالم الخيال الذي لا يوجد به أي مشاكل ويشعر بالراحة والنسيان المطلق، لدرجة أنه لم يتذكر اسمه الحقيقي.

ولكن في الحقيقة أن عقار "الاستروكس"، يسبب زيادة شديدة في الاكتئاب وانعدام الرغبة في الحياة، ما يدفعهم إلى التعاطي المستمر للعقار حتى يذهب إلى العالم الاخر الذى يطير له ليجد السعادة والراحة.

وذكرالألفي في حديثه، أن المدمن الذي يتناول عقار "الاستروكس" دائمًا يكون بعيد عن الناس والمجتمع حتى الأهل والأقارب، يحب أن يكون في عزله مطلقة حتى لا يتعرض للنظرات الجارحة له، أو الانتقادات التي توجه له من الأهالي فيما يفعله من تدمير لصحته، ويعتقد المدمن أن الاختلاء بذاته يستطيع فعل كل ما يريده دون المسائلة من أحد على الإطلاق.

الاستروكس

واختتم الألفي حديثه، بإنه يجب معالجة المدمن نفسيًا قبل أن يدخلوا في مراحل الاكتئاب التي ينتج عنها عدم الثقة في الاخرين، وذلك يرجع إلى دور الأسرة بسرعة معالجة المدمن قبل الدخول في تلك المرحلة، لأن الأسرة لها دور كبير في ذلك الأمر، ومن السهل علاج الإدمان فى بداياته والإنتهاء من ذلك الأمر، بينما إذا استمر المدمن دون إهتمام سيكون الموت هو النهاية التي ينتظرها وخصوصًا مدمن عقار "الاستروكس".

اقرأ أيضا