"الحكاية فيها إن".. قصة مثل "الكلاب تنبح والقافلة تسير"

الخميس 02 مايو 2019 | 10:01 صباحاً
كتب : هند صفوت

تعد الأمثال الشعبية انعكاس واقعي لمواقف مر بها السابقون، حيث أنهم استطاعوا ببراعتهم وإتقانهام وتمكنهم من اللغة العربية، أن يقوموا بتحويل هذا الواقع إلى حكم وأمثال يتناقلها الأجيال، جيلاً تلو الآخر، كما أن وراء كل مثل شعبي حكاية، جعلته يترسخ في العقول الكثيرون، لذا ففي السطور القادمة، نقدم لكم واحد من أشهر تلك الأمثال الشعبية وهو مثل"الكلاب تنبح والقافلة تسير".

يرجع أصل هذا المثل إلى أحد مقولات الإمام الشافعي -رحمة الله عليه-، حيث يعد الإمام الشافعي ثالث الأئمة الأربعة، وصاحب المذهب الشافعي في الفقة الإسلامي، وكانت كلماته ميزان من الذهب، لذا فقد اشتهر بذكائه وفطنته وسداد رأيه.

وفي يوم من الأيام، أغضبه أحد الأشخاص الحاقدين عليه، فرد عليه الإمام الشافعي بأبيات من الشعر،

" قل ما شئت بمسبتي ... فسكوتي عن اللئيم هو الجواب

لست عديم الرد لكن... ما من أسد يجيب على الكــــلاب"

حيث قصد الإمام الشافعي بهذه الابيات، أنه لا يوجد مانع بأن يقوم الحاقدون بسب الناجحين، لأنهم في نهاية الأمر، هم أعداء النجاح، كما يرى أن عدم الرد عليهم هو أفضل جواب، لأنهم لا شئ، فحديثهم مثل عواء الكلاب، لن تؤثر في مسيرة نجاح وتفوق الناجحون، ومن هنا جاءت مقولة "القافلة تسير والكلاب تعوي".

ويشير الإمام بأن السكوت ليس ضعفا، لكن لا يوجد أسد يرد على نبح كلب، الذي هو أقل منه شأنا ومكانة، فالأسد صاحب الكلمة الأولى والأخيرة علاوة على أنه ملك الغابة، وهو من يحرك القافلة كما يشاء، لأنه هو القائد والسيد، كما أن الكلاب ذاتهم من ضمن رعيته، ومنذ ذلك الحين، أصبح الكثيرون يرددون هذا المثل، أمام أعدائهم والحاقدين على نجاحهم.

اقرأ أيضا