قصص وعبر| الزوجة الرقيقة.. وموعد مع إبليس بحفلة منتصف الليل

السبت 04 مايو 2019 | 07:44 مساءً
كتب : أحمد إمام

خفق قلب الزوجة بشدة وتسارعت دقاته لدرجة كاد أن يقفز من صدرها، وانتابها صمت وذهول، وانتقضت من على سريرها معتقدة بأنها في حلم أو كابوس، لكنها تعلم بأن ما يحدث حقيقة، ولم تحسب حساب هذه المواجهة، فوجدت زوجها يجلس القرفصاء بجانب المطبخ ويتحدث بلغة غريبة، حيث بدا كالشبح ويبعث فيها ذلك الرعب حتى أنقذها زر الأنوار.

وقفت ابنة الـ24 عاما داخل قاعات المحكمة تحديدا بمحكمة الأسرة تزرف عيناها الدموع ولكن بصمت، وكانت لزوايا فمها التواءة الألم المألوف لتبدو كالمحكوم عليه بالسجن أو كالمريض، والحزن منثور على وجهها بل مغطى به تحاورها نفسها في حزن وحيرة وخوف تنهش رأسها.

وسرعان ما أفاقت الزوجة على صوت الحاجب وهو يدعوها للوقوف أمام قاضي المنازعات، وبصوت رقيق قالت: "تزوجت منذ 6 أشهر، وكان زواج صالونات، تحملت خلال الأشهر الست ما لا يطاق ويحتمل، قاسمته الأيام بحلوها ومرها، وكان زوجي يعمل يوما ويمكث بالمنزل ١٠، مما اضطرني للبحث عن عمل للوقوف بجانبه، فوجئت بين الحين والآخر بتصرفات غريبة وفوق الطبيعي، بجانب أخلاقه تغيرت وأخذ يسبني ويهينني وأحيانا يعتدي علي بالضرب حتى فاض بي الكيل ولم أعد اتحمل".

وأخذت أنفاسها ثم أكملت الزوجة حديثها قائلة: "فكرت مرارا وتكرارا المجئ إلى محكمة الأسرة لطلب الطلاق بعدما رأيته يجلس في الظلام ويكلم نفسه بلغة غريبة وكأنه يكلم أحد ويرد عليه ولكن بصوت ولغة غريبة عندما أسمعها يتملك قلبي رعبا شديدًا، فقلت له عليك أن تذهب لشيخ أو معالج أو حتى طبيب، فانهال علي بالضرب ومسك رقبتي وأخذ يدق عنقي وكاد أن يقتلني وهو يتحدث بلغة غير مفهومة وصوت مختلف وكأنه شخص مختلف.

وأكملت حديثها بأن أهل الخير تدخلوا للصلح بيننا، ووعده لي بعدم إهانتي، وبالفعل عدت إلى المنزل واعتقدت بأن الدنيا فتحت ذراعيها لي مرة أخرى، وأنه سيذهب للعلاج، ولم أكن أعلم بما يخفيه في صدره حيث ارتدى عباءة إبليس وفوجئت به في إحدى الليالي بعد منتصف الليل يجلس القرفصاء بجوار السرير وينظر لوجهي ويتحدث بنفس اللغة الغريبة، وعندما عليت نبرات صوتي من الخوف، أخذ يمسك بعنقي وكاد أن يقتلني، ونظرات الانتقام تظهر على وجهه؛ لمجرد إنني هددته باللجوء إلى محكمة الأسرة لطلب الطلاق منه.

واستطردت الزوجة حديثها: "انتابتني حالة من الذعر والهلع واعتقدت بأنه شبح وسط الظلام، ارتجفت أناملي وتملكتني رعشة شديدة وتوقفت الصرخات داخل صدري، وصرت أتنفس بصعوبة وكأن كابوسا يجثم على صدري لولا عناية الله لي حيث تصادف رنات جرس الباب من الجيران الذين أحسه بأن أمرا غريبا يحدث، وأخذت أرمقه بنظرات تسبقها دموع الحزن والألم من تصرفه هذا".

واختتمت الزوجة قائلة: "لم أكن أتوقع منه الغدر يوما، ومنذ ذلك شعرت بعدم الأمان معه لذا قررت اللجوء إلى محكمة الأسرة والحصول على جميع حقوقي الزوجية، والهرب من هذا الشيطان".

وهدأ أعضاء مكتب التسوية من روعها بعد أن أجهشت في بكاء مرير وقاموا بإعلان الزوج لسماع أقواله.