"شهر المعجزات".. رمضان يشهد معارك فاصلة في التاريخ الإسلامي والحديث

الثلاثاء 07 مايو 2019 | 01:08 مساءً
كتب : سارة محمود

"30 يومًا".. ترتفع فيها أيادي الجميع إلي السماء، ليرتقي بأخلاق المسلمين ويوثق علاقتهم بالله، شهر أخذ من اسمه نصيبًا "كريم" ليتسم أهله بالكرم، ولترتفع فيه رايات المسلمين عالية خفاقة، وليذكر فيه المسلمين بأمجادهم وبطولاتهم الخالدة والمستمرة، بداية من غزوة بدر الكبرى إلى حرب أكتوبر المجيدة، ليتخطى بالمسلمين حدود المكانة إلى آفاق الرسالة الإيمانية لتتغلب النفس على كل عقبات الحياة وأزماتها.

شهر رمضان.. لم يكن هذا الشهر هو شهرًا للراحة وممارسة العبادات فقط، بل ظل على مر التاريخ شهرًا لتحقيق الانتصارات الكبرى والفتوحات العظيمة، ولذلك تستعرض "بلدنا اليوم" أهم المعارك الفاصلة التي خاضها المسلمون، وانتصروا فيها على مر تاريخهم.

غزوة بدر

17 رمضان من العام الثاني للهجرة.. في مثل هذا اليوم خاض المسلمين أولى المعارك الكبرى في تاريخ الإسلام، بقيادة النبي - صلى الله عليه وسلم - وثلاثمائة من أصحابه لاعتراض قافلة لقريش يقودها أبوسفيان بن حرب، إلا أن القافلة اتخذت طريقا آخر، مما دفع كبار قريش إلى الخروج من مكة والتصميم على ملاقاة المسلمين في معركة مباشرة، ظنا منهم أنها ستكون نزهة عسكرية.

وكانت هذه المعركة هى الانتصار الأول للمسلمين في تاريخهم الحربي، فقتل من جيش قريش 70 ووقع مثلهم في الأسر من أصل ما يقرب من ألف مقاتل، فيما استشهد 14 صحابيا من المسلمين، من 313 كانوا عدد المسلمين في تلك المعركة، وأكسب الانتصار في تلك الغزوة روحا معنوية عالية للمسلمين، أعطتهم الثقة في أنفسهم لمواجهة أعدائهم من يهود المدينة الذين كانوا يكيدون للمسلمين، وكذلك مواجهة قريش أخرى.

فتح مكة

يسمى أيضاً الفتح الأعظم، حيث انه في اليوم الـ 20 من رمضان من العام الثامن من الهجرة، استطاع المسلمون من خلالها فتحَ مدينة مكة وضمَّها إلى دولتهم الإسلامية، خاصة بعد أن نقضت قريش صلح الحديبية مع حلفاء النبي، واعتداء قبيلة بني بكر حلفاء قريش على قبيلة خزاعة حلفاء المسلمين.

ودخل النبي مكة بعد أن استسلم أهلها وعلى رأسهم سيد مكة أبوسفيان بن حرب، وهنا ظهرت أخلاق النبي في التعامل مع قومه حينما عفا عنهم جميعا، رغم ما فعلوه به وبأصحابه قبل هجرته إلى المدينة.

وكان فتح مكة هو بداية سيطرة الإسلام على الجزيرة العربية بأكلمها، وانتهت أكبر قوة مناوئة لانتشار الإسلام بين العرب.

فتح الأندلس

لم يمر قرن على الهجرة إلا وكان الإسلام قد وصل إلى الصين شرقا، وإلى المحيط الأطلنطي غربا، وفي 28 رمضان عام 92 هجرية كانت جيوش المسلمين بقيادة طارق بن زياد وموسى بن نصير تقرع أبواب أوروبا عن طريق الأندلس(إسبانيا والبرتغال حاليا)، فعبر طارق بجيشه المضيق الذي عرف باسمه ليلاقي جيوش القوط ويهزمها في معركة وادي لكة والتي فتحت الباب أمام المسلمين لفتح شبه الجزيرة الأندلسية.

وظلت الحضارة الإسلامية في الأندلس لمدة 8 قرون، وكانت أحد أهم معابر الحضارة بين المسلمين وأوروبا، وانتهت الحضارة الإسلامية في الأندلس بسقوط مملكة غرناطة في 2 يناير 1492ميلادية، على يد الملكين فرناندو وزوجته إيزابيلا.

معركة عين جالوت

جاء خطر المغول من الشرق ليأكل في طريقه الأخضر واليابس، ويهدم في طريقه كل الحضارات والدول التي قابلها، فاحتلوا بغداد وقتلوا الخليفة المستعصم آخر الخلفاء العباسيين في بغداد عام 656 هجرية، ودمروا مكتبات بغداد، بل وتقول بعض الروايات إنهم صنعوا جسرا من الكتب في نهر دجلة.

واستمر زحف المغول حتى وصلوا إلى بلاد الشام، لكن الله قيض لهم جيش مصر بقيادة الملك المظفر سيف الدين قطز وقائده المحنك ركن الدين بيبرس البندقداري، الذين قادوا معركة عين جالوت في 25 رمضان سنة 658 هجرية، مما كان بداية النهاية للخطر المغولي على العالم الإسلامي.

حرب أكتوبر

وفي يوم السادس من أكتوبر عام 1973، سجل التاريخ بحروف من ذهب وفي صحائف من نور، الميلاد الجديد لمصر الكنانة وللأمة العربية جمعاء، وترسم الفجر الوليد الذي يبدد الظلمة ويشع الضياء، فبعد سنوات اليأس والانكسار والمعانأة.

عبرت قوات الجيش المصري في العاشر من رمضان، خط بارليف ودمرت نقاط الدفاع الإسرائيلية شرق القناة، وعلى الجبهة السورية وصلت قوات الجيش السوري إلى مدينة القنيطرة.

وبعد مفاوضات طويلة استعادت مصر أرضها كاملة من دولة الاحتلال الإسرائيلي، كان ذلك نتيجة للانتصار في تلك الحرب العظيمة، التي أعادت لمصر هيبتها العسكرية التي فقدتها عقب حرب 5 يونيو 1967.

اقرأ أيضا