بعد حديث "القرني" عن "الصحوة".. هل تراجع "السلفية المصرية" أفكارها؟

الاربعاء 08 مايو 2019 | 12:35 صباحاً
كتب : مصطفى عبدالفتاح

لم تكن حلقة برنامج “الليوان”، الذي يقدمه الإعلامي عبدالله المديفر عبر قناة “روتانا خليجية”، الذي استهله في غرّة شهر رمضان، باستضافة الشيخ الدكتور عائض القرني، الذي دخل في مكاشفة عميقة لأخطاء شخصية وأخطاء حركة الصحوة تجاه المجتمع والدولة السعودية.

وجاء اعتذار الدكتور القرني، ليطرح العديد من التساؤلات، إذ إنّه اعتذر باسم الصحوة للمجتمع السعودي عن الأخطاء التي خالفت الكتاب والسنة، وسماحة الإسلام، وضيقت على الناس، معلنًا اصطفافه اليوم، وبعد أعوام من البحث والدراسة، أنَّه مع الإسلام المعتدل المنفتح على العالم، الذي نادى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان به، مؤكّدًا أنه “داعية الاعتدال والوسطية الأول في السعودية”، وأنه “سيسخر قلمه في خدمة مشروع ولي العهد في الاعتدال”.

الأمر فتح الباب للتساؤل حول موقف السلفية الموجودة في مصر هل ستتقبل الأمر أم أنها ستواجه هذا الوضع بعنف شديد وتتسمك بفكرها القديم، حيث قال هيثم شرابي الباحث في الإسلام السياسي إن تيار الصحوة ظهر بالسعودية في أواخر السبيعينيات وبداية الثمانينات، وفي هذا التوقيت بدأ ظهور عدد من المشايخ المحسوبين على الحركة الوهابية في السعودية تحت مسمى "الصحوة الإسلامية".

وأضاف شرابي لـ "بلدنا اليوم" أننا اليوم أمام متغير حقيقي متمثل في الأمير محمد بن سالمان الذي تبنى حركة إصلاح واسعة في المملكة، يحاول من خلالها إصلاح ما يمكن إصلاحه وأن تصبح السعودية دولة مدينة خارج إطار التطرف، مشيرًا إلى أنه في بداية هذه الحركة واجه حالة من الرفض من عائض القرني وغيرهم من مشايخ السلفية، لكن هؤلاء المشايخ لم يستطيعوا الإكمال لأن دعوتهم ليست أصيلة.

وتابع أن سلفيو السعودية رجعوا لرشدهم باتفاقهم مع ما يطرحه الأمير محمد بن سالمان والبعد التزمت، موضحًا أن سلفيو مصر مرتبطين بالسعودية خصوصًا فيما يتعلق بالتمويل أو العلم في بعض جامعات السعودية مثل أم القرى، مشيرًا إلى أنهم سيراجعون موقفهم بشكل كبير وسيقومون بنبذ فكرة التشدد.

وأردف الباحث في الحركات الإسلامية أن الحركة السلفية تأثرت ماديًا في السنوات الماضية خصوصًا فيما يتعلق بجمعياتهم الخيرية، موضحًا أن جزء من انتشار السلفيين في مصر كان معتمدًا على ما تنتجه السعودية من كتب وشرائط كاسيت التي قلت كثيرًا في الفترة الماضية.

وأكمل أن تراجع السلفية المصرية في مواقفها قد ينتج عنه انقلاب عدد كبير من الشباب على مشايخهم، مبينًا أن الشعب المصري سيرى في الفترة المقبلة هزيمة الأفكار التي زرعتها السلفية فيهم وهو مكسب كبير في نهاية المطاف لمصر.

فيما قال الباحث في شؤون تيارات الإسلام السياسي، عمرو فاروق إن قيام الداعية السعودي عائض القرني بالاعتراف بأن "مرحلة “الصحوة”، التي ترمز للعقود الأربعة الماضية في المملكة، سادها فكر ديني مثير للجدل على الحياة العامة في البلاد، ومحاولات فرض الوصاية الصحوية على الدولة، عبر الضغط بالشعب على الدولة سيعرضه للكثير من النقد خلال الفترة المقبلة .

وأضاف فاروق لـ "بلدنا اليوم" أن الترة المقبلة ستشهد ظهور كتب تظهر الأخطاء الفكرية لعائض القرني من التيار الرافض لموقف القرني، لان موقف الأخير من المراجعة الذاتية يضع التيار السلفي في مجمله وفي مصر تحديدًا في نقطة الضعف والتشويش، خصوصًا وأن التيارات المدنية في القاهرة ستستغل هذه النقطة في الهجوم على التيار السلفي بأكمله.

وتابع الباحث في الحركات الإسلامية أن التيار السلفي في مصر تيار يعتمد على العلاقة بين التلميذ والمريد والارتباط فيه فكري وليس تنظيمي ومن السهل أن يراجع كل تيار فكره، موضحًا أن العناصر المنغلقة على الفكر السلفي هي التي سيكون رد فعلها عنيف على اعتبار أن ذلك نوع من الانحلال والالتزام بالرؤية السلفية التي تتناسب مع صدر الإسلام الأول.

اقرأ أيضا