"صراع الأصدقاء".. "مستقبل وطن" يفتعل الأزمات مجددًا مع الكيانات السياسية

الثلاثاء 14 مايو 2019 | 09:27 صباحاً
كتب : سارة محمود

"ليس كُلُّ ما يَتَمَنَّاه المَرءُ يُدرِكُه وتجري الرِياحُ بِما لا تَشتَهي السُفُنُ"، هكذا قال أبو الطيب المتنبي، أحد شعراء العصر العباسي للقرن العاشر الميلادي، وكأنه يدلل على أن ظروف الحياة على مر العصور تأتي عكس ما يتمني الإنسان، فالسفينة تتمنى أن تكون الريح سهلة ومواتية؛ لتدفعها للأمام، لكن كثيرًا ما تكون الرياح مضادة فتعوق مسيرتها، وأحيانًا تكون مهاجمة لتصل لتحطيمها.

وكأن بيت الشعر للمتنبين يطبق بالفعل على أرض الواقع ومع الحياة الحزبية، خاصة وأن الساحة الحزبية قد شهدت مؤخرًا العديد من الصراعات بين الأحزاب وبعضها والتي خرجت من رحم ثورة يناير؛ للدفاع عن حقوق المواطن البسيط والوقوف ضد الظلم للعبور بمصر إلي بر الأمان.

بداية الحكاية

فوجئ المتابعون للشأن السياسي والحزبي، بعودة حزب "مستقبل وطن"، لاستمرار حلقة جديدة من مسلسل الصراعات بينه وبين والكيانات الأخرى، ولكن الغريب هذه المرة أنه نشب الصراع والهجوم ليس مع كيان حزبي وإنما مع رئيس مجلس النواب، الدكتور علي عبد العال؛ بسبب ما اعتبره "عبدالعال" تعمدًا من عاطف ناصر، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، لتوجيه النواب خلال مناقشة تعديلات قانون المخدرات.

ويأتي ذلك تزامنًا مع تنظيم الحزب الشبابي حفل الفطار السنوي الذي أعتاد أن ينظمه سنويًا، وبعد ذلك تنطلق الصراعات.

لن أقبل هذه الطريقة

وقال "عبدالعال" موجهًا حديثه للنائب عاطف ناصر، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب: "لن أقبل هذه الطريقة.. كل مرة تقطع الحديث.. ولن أقبل توجيه إشارات معينة، ولن أسمح بمراكز قوى داخل المجلس حتى لو اضطررت لمغادرة هذا المكان".

وواصل رئيس المجلس حديثه قائلًا: "لن أقبل الفوضى التي تحدث أثناء مناقشة التشريعات مثلما حدث في التعديلات الدستورية عندما حاول البعض توجيه النواب لرفض مواد معينة"، مُتابعًا: "ضميري المهني يجعلني لا أقبل هذه الطريقة ومحاولة أن يقتطف أحد الأغلبية، وستكون لي وقفة حاسمة".

لن انكسر.. أنا مستقل

ووجه "عبدالعال" حديثه للنواب قائلًا: "سوف أدعوكم لجلسة خاصة لكشف ما يروج إليه مثل هذا النائب حتى تكون الحقيقة واضحة للجميع"، وتابع: "لن انكسر ولن أستسلم لدعوات البعض الذين يروجون لبعض الأكاذيب".

وأنهى "عبدالعال" حديثه قائلًا: "بدأت هذا المجلس مستقلًا.. وسألقى ربى مستقلًا.. ولن انضم لأي حزب أيًا كان".

عاطف ناصر: "لن أعتذر"

وغادر رئيس "برلمانية مستقبل وطن" الجلسة منسحبًا، وحاول عدد من النواب التدخل للمصالحة بين عبدالعال وناصر، حيث طالبوا ناصر بالعودة للجلسة والاعتذار لعبدالعال، ليرد غاضبا أنه لن يعتذر، كما رفض العودة للجلسة مرة أخرى.

تحرك حزبي تجاه "عبد العال"

لم يتوقف حزب مستقبل وطن عن السماع فقط لتلك الأزمات، إلا أنه خرج ببيان شديد اللهجة يرد بها على الدكتور علي عبد العال، رئيس البرلمان، ليستنكر بعض المصطلحات التى جاءت على لسانه، والتى لا تمت بصلة للواقع السياسى المصرى، والخاصة بأن الحزب يمثل مراكز قوى داخل المجلس، مؤكدًا أن الحزب لم يتحرك يومًا إلا لتحقيق المصلحة الوطنية لمصر العزيزة.

وأكد الحزب، بالواقع والحقائق أن ما شهده البرلمان خلال دور انعقاده الرابع من تحسن ملموس فى الأداء للملفات التشريعية التى تهم الوطن والمواطنين يرجع إلى جهد كبير فيها لنواب الحزب ومسئولي هيئته البرلمانية.

وأهاب الحزب برئيس مجلس النواب، مراجعة ما يصدر عنه من تصريحات بما يحمله من مسئولية سياسية، وتجنب الخلافات الشخصية والاتجاهات الخاصة بعيدًا عن ساحات المجلس الموقر، والتى تحيده عن الدور السياسي المنوط به كرئيس للبرلمان.

تحذيرات النواب

ولكن ليس من الغريب أن تنطلق تلك الصراعات، خاصة وأن الحزب بات في تعود عليها خاصة بعد تنظيم الحفل الرمضاني، والدليل علي ذلك خلال تنظيم الحزب الحفل الرمضاني العام الماضي، نشبت أيضًا الأزمات بين الحزب والمصريين الأحرار.

"ممنوع.. حذاري".. رسائل جاءت على لسان الدكتور عصام خليل، رئيس حزب المصريين الأحرار، في يوم وليلة، ليحذر فيها النواب من المشاركة في حفل الإفطار السنوي الذي ينظمه مستقبل وطن، قائلًا: "من يشارك يعتبر نفسه مستقيلًا على الفور ولا رجعة له".

عبارات شديدة اللهجة، استخدمها "خليل" وكأنه من المفترض أن يسمع أبنائه الكلام على الفور، ولكن يحدث العكس تمامًا ربما لعنادهم الشديد، أو لارتباطهم بالدكتور علاء عابد، رئيس الهيئة البرلمانية للحزب، وبالرغم من ذلك إلا أن البعض فسر تلك التهديدات على أنها من الطبيعي أن تستخدم بسبب الظروف التي مر بها الحزب في الآونة الأخيرة، وذلك من خلال الاستقالات الجماعية التي ضربت بالحزب مؤخرًا.

احنا مش بنتهدد

"احنا مش بنتهدد".. جاءت تلك الكلمات من نواب المصريين الأحرار وهم على طاوله الإفطار السنوي لـ "مستقبل وطن"، وكأنهم يعلنون بأعلى أصواتهم بأنهم لا يهابوا تهديدات "عصام خليل"، الذي هددهم مرارًا وتكرارًا عن الذهاب وطرق أبواب مستقبل وطن.

اقرأ أيضا