"بداخل دار الرعاية".. "هدى" طفلة تنمي مواهبها المدفونة رغم قسوة الحياة

الخميس 23 مايو 2019 | 03:51 مساءً
كتب : رحاب الخولى

هدى مصطفى إبراهيم، 16عاما، في الصف الأول الإعدادي، اختلفت منذ طفولتها عن أقرانها الصغار من الفتيات، بفقدانها أسرتها التي قرروا أن يتركوها وحيدة بعيدة عن أعينهم، بعدما أن عاشت 4سنوات في دولة الكويت، من أجمل أيام حياتها، حسبما روت هدي.

ميولها لممارسة هوايتها المفضلة، كان الهاجس الأول منذ الصغر، ففى الوقت الذى يلهو فيه رفاقها ويمرحون بالشارع، كانت تعشق"هدى" السباحة بشغف.

استثمر والدها موهبتها، بأن قام بالاشتراك لها في أكاديمية لتعليم السباحة في دولة الكويت، ولم لا فهي البنت الأصغر له، ليصقل مهاراتها وتصل حد الاحتراف، إلا أنها واجهت عقبات كثيرة منعتها من تحقيق حلمها، وتتحول حياتها من الجنة التي كانت تعيشها مع والديها، إلى العيش في النار وسط الذئاب البشرية المنتشرة في الشوارع.

خلافات عائلية، كانت سببا أن تتفرق الأسر، وتعيش تلك الأسرة الجميلة، بعيدة عن أهلها، كما كانت سببا أن يتحول الأب الحنون إلى الأب الجاحد الكاره لأولاده، حيث طلب والدها من ابنته "هدى" أن تجلس مع أعمامها في مصر، بعد ان انفصلت والدتها عنه.

وتبدأ مأساة"هدي" بتواجدها مع بيت أعمامها، فلم تجد أحد يهتم بها أو ينمي موهبتها، وكل ما وجدته عندما كانت تتوسل إلى عمها، أن يذهب معها لإشراكها في نادي قريب من البيت تتعلم فيه السباحة، استنكار ممارستها السباحة، من قبل الجيران والناس وأولاد عمها، لكنها أخذت منه حافزًا، واستكملت مشوارها بإصرار، بأن تترك بيت عمها، وتتوجه لدور فتيات العجوزة للعيش هناك.

"هدى" ربما كان من حظها السيئ كما تقول، أنها منذ دخولها الدار لم تجد فتيات بالدار لديهم موهبة السباحة، الأمر الذي كان يصيبها بالاحباط وتتراجع، إلا أنها وجدت مسؤولة الدار تمد يد العون له، وأخواتها بالدار يشجعونها على التقديم في تلك الموهبة.

تحكي الفتاة قائلة، وجدت في الدار الأم والحياة، وبرغم عشقى للسباحة، عشقت الرسم، حيث استطاعت مسؤولة الدار أن تنمي موهبة الرسم وتحييها من جديد، فقد كنت أحب الرسم، لكنه لم يخطر ببال أحد من والدى أن ينميها، وظننت أنني لم أحقق حلمي.

وتختتم «هدى» حديثها: «بابا علمنى المسئولية منذ صغري، والسباحة زادتنى صبرا وتحملا أكثر، وبما أننى وجدت القسوة من أقاربي، وحرماني من حضن أمي، فأنا أتحمل مسؤولية نفسي، بمساعدة كل المسؤولين في دار الرعاية، وما يقدمونه لي من معاملة حسنة، مضيفة أن الدار تقوم بتنمية مهارة الرسم لديها من خلال كورس تدريبي مع فتيات الموهوبين في الرسم مثلي".

اقرأ أيضا