في ذكرى ميلاد وردة.. طردها عبد الناصر من مصر وأعادها عبد الحليم حافظ

الاثنين 22 يوليو 2019 | 02:19 مساءً
كتب : محمد خالد الشرقاوي

وردة الجزائرية هي واحدة من أبرز الأصوات الغنائية العربية، بعد جيل العمالقة مثل أم كلثوم، وأسمهان، بدأت مشوارها الفني في بداية الخمسينات، وكانت أول زيارة لها لمصر عام 1960، وكان وجودها بمصر أحد أهم أسباب نجاحها على المستوى العربي، ولكن تفاجأتْ بقرر منعها من دخول مصر.

وردة

في عام 1960 جاءت وردة لمصر من أجل المشاركة في فيلم "ألمظ وعبده الحامولي"، فكانت هذه هي البداية الحقيقية التي صنعت شهرتها الكبيرة، لكن لم يستمرالأمور بصور طبيعية؛ فسرعان ما توترتْ العلاقةُ بين الفنانة وردة ونظام الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في بداية فترة الستينات وانتهى الأمر بطردها وعدم السماح لها بدخول مصر.

بدأتْ الأحداثُ عندما كانت وردة في لسوريا، وأثناء انتقالها بسارتها إلى مدينة دمشق، حدث ما لم تتوقعه؛ إذ تعطلتْ سيارتُها بالقرب من الاستراحة التي يقيم فيها عبد الحكيم عامر، والذي كان يشغل منصب وزير الحربية في ذلك الوقت، لم تكن وردة معروفة في مصر خلال هذه الأيام، عَلِمَ عبد الحكيم عامر من خلال جنوده بأمر تعطل سيارة إحدى السيدات ـ دون أن يعرف أنها مطربة ـ فما كان منه إلا أن أمر مجموعة من الجنود بتوصيل السيدة إلى المكان الذي تريده.

وردة

أصرت وردة على لقاء المشير عبد الحكيم عامر، وطلبتْ من الجنود أن ينقلوا له رغبتَهَا الشديدة في مقابلة المشير، بعد اصرارها الشديد وافق المشير أن يقابها، وكان اللقاء في حضور مجموعة من الشخصيات القيادية بالجيش المصري، منهم أنور السادات، واللواء أحمد علوي، وعبد الحميد السراج.

لم تمر هذه الزيارة في صمتٍ، بل تَبِعَتْهَا الشائعات حول وجود علاقة بين وردة والمشير عبد الحكيم عامر، وما زاد الأمر سوءً، هو أن وردة أوهمتْ من حولها بوجود علاقة حقيقية بينهما، أحسنتْ وردة إدارة الشائعات بما يخدمها؛ فصنعتْ هالةً حول نفسها، فهي غريبة في مصر، ومن جانب آخر مطربة تقف على العتبات الأولى من سلم الفن، ولم تحاول أن تنفي ما يردده البعضُ عن علاقتِها الخفية، سرعان ما وصلتْ هذه الأخبار إلى مكتب رئيس الجمهورية ـ عبد الناصرـ عن وجود علاقة بين وزير الحربية، ومطربة شابة من أصل جزائري.

أمر عبد الناصر بالتحقيق في هذه القضية التي صارتْ كبيرةً بين يومٍ وليلةٍ، وأُسْنِدَ أمرُ التحقيق لجهاز المخابرات المصرية؛ فاتضح بعد ذلك أن وردة نفسها هي السبب في نشر هذه الشائعات، فلم يحضر ذلك اللقاء غير السادات وعدد قليل من قيادات الجيش، فانتهى الأمر بخروج وردة من مصر، ومُنِعَتْ من العودة ثانية، ولم تَرجِعْ إلى مصر إلا بعد رحيل عبد الناصر، وفي عهد الرئيس أنور السادات الذي كان شاهدًا على اللقاء الذي صنع هذه الأزمة.

وردة

لم تكن وردة تحب التحدث في تفاصيل هذه الأزمة، حيث ظهرت خلال حلقة نادرة من برنامج "كاميرا 9"، ولم تتحدث حول التفاصيل عندما وجهت إليها المذيعة سؤالًا حول الأمر، قائلة "دي تفاصيل مش بحب اتكلم فيها، لأنها مرتبطة بذكريات مزعجة بالنسبة لي، وعن عودتها لمصر صرحتْ وردة أن الفنان عبد الحليم حافظ، كان أحد أهم الشخصيات التي شجعتها على الرجوع لمصر، حيث قالتْ " شجعني على الرجوع، وقال وحشتي مصر، وقال كلام رقيق جدًا، زي أنتي سبتي مكانك في مصر فاضي".

يذكر أن اليوم يوافق الذكرى الـ80 لميلاد الفنانة وردة الجزائرية، ولدت في 22 يوليو 1939، ورحلت عن عالمنا في 17 مايو 2012، عن عمر ناهز الـ72 عامًا.

وردة