"منتدى غاز المتوسط".. مصر تقف حاجزًا أمام عشوائية تركيا في المنطقة

الجمعة 26 يوليو 2019 | 11:44 صباحاً
كتب : مصطفى عبدالفتاح

تحتضن مصر فعاليات منتدى غاز المتوسط في نسخته الأولى، وذلك بمشاركة 7 دول هي ”مصر، الأردن، قبرص، اليونان، أمريكا، إسرائيل، وفلسطين“، بحضور وزراء البترول والطاقة من الدول المشاركة؛ حيث من المقرر تأسيس أول منظمة دولية لدول حقول الغاز في البحر المتوسط.

مراقبون أكدوا أن نجاح الدول الأعضاء في تأسيس كيان قانوني للدول الواقعة في منطقة شرقي البحر المتوسط، والتي تسنف على أنها الموقع الأكبر لمخزون الغاز الطبيعي في العالم، هو أحد الأسلحة الرئيسية التي تستخدمها مصر في وجه الممارسات التركية في المياه الإقليمية.

وشهدت الفترة الأخيرة إعلان وزير خارجية تركيا مولود جاويش أوغلو عدم اعتراف بلاده باتفاقية ترسيم الحدود بين مصر وقبرص، وقراراها التنقيب عن الغاز، خصوصًا وأن نقطة الخلاف على الجزء القبرصي المحتل، الأمر الذي نتج عنه تحذير مصر من خطورة الاقتراب من المياه الإقليمية قبالة قبرص.

وفي فبراير من العام الماضي، اعترضت قوات بحرية تركية سفينة حفر تابعة لشركة "إيني" الإيطالية خلال توجهها ناحية قبرص، بغرض التنقيب والاستكشاف عن الغاز الطبيعي، حيث تزيد تركيا من حجم التوترات في منطقة التنقيب عن الغاز بتحركات غير معلنة لقواتها العسكرية، اعتبرها البعض قد تقود لحرب إقليمية مع ازدياد حدة الصراعات دون الحصول على أحكام قضائية ضد تركيا.

وبناء على كل ماسبق وفي يناير الماضي، أعلنت كل من مصر وإسرائيل وقبرص واليونان وإيطاليا والأردن وفلسطين من القاهرة إنشاء "منتدى غاز شرق المتوسط"، والذي استثنى دول تركيا ولبنان وسوريا وشمال قبرص التركية من عضويته عند إنشائه.

ويستهدف التحالف الجديد تحقيق مصالح جميع الدول المشاركة في التجمع، من خلال الاستغلال الاقتصادي الأمثل لما تضمه منطقة شرق المتوسط من اكتشافات للغاز، واحتياطيات كبيرة، وبنية تحتية متميزة لتجارة وتداول الغاز وتصديره.

وعقدت مصر آمالًا عريضة على المنتدى في أعقاب نجاحها خلال الأعوام الثلاثة الماضية في تحقيق اكتشافات جديدة للغاز واتفاقات بالبحر المتوسط من شأنها تحويلها إلى مركز إقليمي لتداول الطاقة.

بدير موسى، عضو لجنة الطاقة، قال إن منتدى غاز شرق المتوسط يعتبر أحد النقاط الإيجابية التي حققتها مصر في الفترة الأخيرة، معتبرًا أن استضافة مصر لها خطوة جرئية.

وأضاف موسى لـ "بلدنا اليوم" أن تلك الخطوة ستعمل على تحجيم تركيا وتحركاتها في المنطقة خصوصًا في ظل ضم المنتدى للدول المرتبطة التي لها علاقة بصناعة الغاز في شرق المتوسط.

وذكر عضو طاقة البرلمان أن استفزازات تركيا حاليًا تأخذ شكل غير رسمي، مشيرًا إلى أن وجود منظمة مثل تلك ستؤثر بشكل كبير في حالة الصراع الحالي على غاز حقول شرق المتوسط.

وتابع بدير أن تأسيس كيان قانوني لدول غاز البحر المتوسط، سيمثل قوة كبيرة لمصر التي تستضيف الدول المعنية بالتنقيب عن الغاز على مائدة واحدة.

فيما أكد محمد عبد الله زين الدين، نائب إدكو ووكيل لجنة النقل بمجلس النواب، أن إنشاء منتدى غاز شرق المتوسط على أن يكون مقره القاهرة، يساهم في تطور الطاقة والتنمية الاقتصادية والاستثمار بالمنطقة، كما أنه يمثل خطوة مهمة في طريق مصر لتصبح أحد القوى الإقليمية ورقما صعبا فى إنتاج الغاز الطبيعي، وهو ما بدأ بإيقاف الاستيراد من الخارج، وتحقيق الاكتفاء الذاتي الذى تحقق بفضل إنتاج حقل “ظهر”.

وقال زين الدين، في بيان له، إن مصر تمتلك مقومات هائلة يأتي على رأسها موقعها المتميز بين دول حوض البحر المتوسط، والبنية التحتية الهائلة لاستقبال وتسيل الغاز، حيث تمتلك مصر أكبر مصنع لتسييل الغاز في إدكو، والذي يعد أحد أهم التسهيلات المصرية فى صناعة الغاز بالبحر المتوسط، وأضخمها، وأقلها تكلفة وقت أن تم إنشائها، كما أنه أسرع مشروع إسالة غاز طبيعى تم إنشاؤه على المستوى العالمى رغم التحديات الصعبة التى واجهت تنفيذه.

وأضاف النائب أن المنتدى يشكل فرصة للدول المتوسطية لتحقيق تعاون أكبر يعود بالنفع عليها، خصوصا مع وجود احتياطات كبيرة من الغاز في هذا الإقليم، حيث سيتم نقل الغاز الموجود فى الشرق المتوسط إلى مصر وسيتم إعادة تصديره من خلالها لدول أوروبا وغيرها، بما سيساهم في إنشاء سوق غاز إقليمية، وترشيد تكلفة البنية التحتية، وتقديم أسعار تنافسية.

اقرأ أيضا