"راح السند وماتت معه الحياة".. قصة شهيد بهتيم "العريس" الذي دفع حياته ثمنا لـ"رجولته"

السبت 07 سبتمبر 2019 | 10:50 مساءً
كتب : دينا سليمان

لا يعلم "حسين" أن ذهابه للإسكندرية لقضاء الإجازة الصيفية مع "حب عمره" خطيبته، الذي احتفل بارتباطه بها منذ 3 أشهر في حفل أسطوري، وعائلته هي المرة الأخيرة التي لن تتكرر مرة أخرى، وأنه يودع الإسكندرية ويودع معها الحياة كلها بطريقة بشعه، وهو يدافع عن حق حاول الذئاب البشرية اغتصابه منه بالإكراه.

جريمة بهتيم

منزل بدا علية الغيوم والقهر، رغم أنه يبدو علية الرقي، لعائلة ميسورة الحال، مكونه من 6 أفراد أب وأم بنتين وولدين منهم "ضحية قصتنا".

جريمة بهتيم

أكره الوظيفة ويوما ما هكون رجل أعمال "طموح شاب"

حسين محمد شاب في الـ26 من العمر، برغم صغر سنه إلا أنه يحب العمل الحر ويكره الوظيفة لأنه يريد بناء نفسه من الصفر حتي يصبح من أكبر رجال الأعمال، كان هذا حلمه الذي يسعى جاهدا لتحقيقه، وبدأ بمكتب لشركة "أوبر وكريم" شراكه مع صديقه المقرب.

جريمة بهتيم

جريمة قتل في عز النهار

في يوم الأحد الساعة الثامنة والربع صباحا بشارع شعراوي المتفرع من الشارع الجديد بجوار مسجد المصطفى بمنطقة بهتيم بشبرا الخيمة، على بعد مايقرب من50 متر من منزل الضحية، بعد عودة "حسين "بعائلته من الإسكندرية وتركهم أمام العقار وإستأذن والده المقدم"محمد حسين" ضابط المعاش بالقوات المسلحة، أن يذهب لمقابلة شريكه لإعطائه مبلغ من المال ليقوم بدفع الرواتب الشهرية للعاملين معهم بالشركة، ثم يعود للمنزل للإفطار مع العائله ثم ينام لأنه مستيقظ منذ 48 ساعة.

جريمة بهتيم

اتصال هاتفي يهدم فرحة عائلة

وبعد دقائق استقبل "أحمد" شقيق الضحية اتصالا هاتفيا من شريك شقيقه يخبره أن "حسين" غارق في دمائه وبين الحياة والموت، وبدأت قصة الوجع وكسرة القلب لعائلة عائدة من انقضاء وقت ممتع كان يملأه الفرح والسعادة، لقضاء دقائق وساعات بين جدارن شقة كل جزء فيها له ذكرى بداخل كل فرد منها مع "حسين" الحفيد الكبير لعائلة الأم والأب "أول فرحتنا" كما قالوا، بين القهر والحسرة على الـ"عريس" الذيتم زفه لحياة الآخرة وليست الحياة الدنيا.

جريمة بهتيم

انتقلت محررة "بلدنا اليوم"، لمنزل أهل الضحية للتحقيق في الواقعة وكشف ملابسات الجريمة، فبداخل تلك الشقة المقدم محمد حسين والد "حسين" كان يعمل ضابط بجهاز القوات المسلحة، أفنى عددا من السنين في خدمة الوطن، وقرر ألا يمتلك المال، ويسعى جاهدا لتكوين ثروة من نوع خاص وهي أولاده، حرص في تربيتهم على الأخلاق والأصول وحب الوطن، زرع في "حسين، وأحمد" الرجولة بكل ما تحمل معاني هذه الكلمه، تعلم في القوات المسلحة أن التنازل عن الحق مخل بالشرف وزرع في نجلية هذه الصفه، التي كانت سبب في قتله، ولم يكن ذلك عيب في فيما تربي عليه ولكن وصفها الأب أنها عيب في تربية الأخرين الذين تربوا في بيوت مفككة بعيدة عن القيم والأخلاق.

جريمة بهتيم

بصوت يملأه الوجع والألم تحدث والد المجني عليه أن "الضحية" يبلغ من العمر 26سنه، وأنه الإبن الأكبر له، وأنه كان السند والحياة بالنسبه له، وأن الجريمه حدثت الساعة الثامنة والربع صباحا عقب عودتهم من مدينه الإسكندرية، اتصل به شريكه في العمل وأخبره أنه يريد مبلغ من المال ليكمل للعمال مرتباتهم، فتركهم يصعدون لشقتهم الكائنة بالدور الثامن بإحدي العقارات بالشارع الجديد ببهتيم، وذهب ليسحب مبلغ من ماكينة صرف الأموال، رغم أن والده حاول أن يؤجل ذلك المهمة ولكنه رفض وقال: "ربما حد من العمال يكون مفيش معاه فلوس وعاوز يشتري حاجة" وذهب حسين لسحب الفلوس من الماكينة التي تقرب من المنزل ثم استقل سيارته وذهب لشارع شعراوي، الذي يبعد عن محل سكنه مايقرب من 50متر ذاك الشارع الذي دفن فيه لغز الجريمة، وكانت اللحظات الأخيرة في حياة المجني عليه.

جريمة بهتيم

كشفت كاميرات المراقبة أن "حسين" نزل من سيارته واثنين يستقلان دراجة بخارية "تروسيكل" أثناء نزوله توقفوا بجواره وبدأ بينهم حديث لا أحد يعلمه وأخرج المجني عليه مبلغا من المال من جيبه، ثم تركوه دقيقة وعادوا له من جديد وأخذوا من يده مبلغ وفروا هاربين، فقام "حسين بالإمساك بالتروسيكل من الخلف تخيلا منه أنه يتمكن من إيقافهم، ولكن أحدهم قام بآلة حادة بضربه على يده حتى سقط وهم مسرعين بالدراجة على الأسفلت غارقا في دمائه مصاب بكسر حاد في الجمجمة، ونزيف داخلي، وما بين مستشفى خاص ومستشفى عسكري ومع كل لحظه تمر على "ابن قلبهم"، يدخل طبيب ويخرج الأخر ولم يتلقى الأهل سواء كلمه إدعوا له ومع هذه الكلمة المرارة والحسرة تزداد بقلوبهم خوفا من اللحظة التي ترفض أذانهم سماعها "البقاء لله إبنكم مات" وبعد حرقه ووجع 72ساعة كان الخبر المشؤوم وفجأه دخل "الأب" في حالة من الصمت وقطرات من الدموع تتساقط من عيناه ثم قال: :كل حاجة ضاعت، عمري ضاع قدامي، كل اللي عملاناه في حياتنا ضاع "حسين" وحشني الله يرحمه، وأكد أنه لن يترك حقه من الذئاب البشرية التي زهقت روحه، ورغم أنه أكد أن لا يوجد تقصير أمني في إعادة حقة إلا إنه يطالب بسرعة ضبط الجناة قبل أن تزداد بداخلهم غريزة الانتقام.

جريمة بهتيم

جريمة بهتيم

والتقطت الأم أطراف الحديث ووصفت ابنها بـ"الشهيد" لأنه قتل وهو يدافع عن حقه، وقالت إنها ليست بالمرة الأولى لابنها الذي يتعرض لمحاولة سرقة ويدافع عن حقه وأنه من قبل تعرض لسرقة هاتفه المحمول تحت تهديد السلاح ولكنه لن يترك اللصوص يأخذونه وقاومهم، وعند عودته عنفه الأب والأم: "لماذا لا تتركه كان ممكن تموت وكان رده أموت وأنا بدافع عن حقي أفضل من أن أعود إليكم مكسور ومش في نظركم "راجل"، والتقطت الأم أنفاسها وطلبت الصبر من رب العباد على النكبة التي يعيشون فيها بعد فراقه، ونظرت ليديها التي وجد بها "دبلة" خطوبة حسين، وأشارت عليها وقالت: "دبلته قلعتهاله وقولت لما يخف هلبسهاله بس كنت حسه إنه خلاص مش هيعيش تاني" وبعد وفاته مش هقلعها ومحدش هياخد حاجة إبني حتي لو أخوه دي اللي بقاية منه" وبنظرة حزن ووجع قالت: "إبني عريس" وأنا زفيته للجنة.

جريمة بهتيم

وتدخل أشقاء الضحية في الحديث طالبين له الرحمة والمغفرة، وبنظرات تملؤها الحزن والوجع ودموع تتساقط اجتمعوا على كلمة "مات الأب والأخ والصاحب وماتت معه الحياة".

جريمة بهتيم

وانتهت حياة حسين في الدنيا، وذهبت روحه لدنيا الأخرة تاركة سيرته العطرة في قلوب الجميع، الذي أصبح هدفهم في الحياة أخذ حقه لتبرد النار المشتعلة في قلوبهم، مطالبين المقدم محمد الشاذلي رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة بمحافظة القليوبية، التابع لها محل الواقعة بسرعة ضبط الجناة.

جريمة بهتيم

وتلقى المقدم محمد الشاذلي رئيس مباحث قسم ثان شبرا الخيمة، بلاغا من محمد حسين، ضابط بالقوات المسلحة سابقا، بلاغا بوفاة نجلة نتيجة تعرضه لضربة حادة أفضت لموت بسبب سرقة بالإكراه.

جريمة بهتيم

على الفور قام"الشاذلي " ومعاونيه وبرفقتهم قوة بالإنتقال لمكان الواقعة لعمل التحريات الدقيقه حولها وبفحص كاميرات المراقبة تبين ماسبق ذكره، ويكثف فريق البحث جهوده لحديد هواية الجناه، وجار فحص المشتبه فيهم، وحرر محضر برقم 26798 لسنة 2019 جنح قسم ثان شبرا الخيمة.

جريمة بهتيم

جريمة بهتيم

جريمة بهتيم