تقرير | «داعش» في «ليبيا».. التمويل والانتشار

الجمعة 29 مايو 2015 | 08:50 مساءً
كتب : بلدنا اليوم

بعد سقوط نظام معمر القذافي، ظهر تنظيم «داعش» المتشدد، في الدولة الليبية منذ أكتوبر 2014، وكانت مدينة «درنة» هي المعقل الأول للتنظيم الإرهابي، الذي فرض سيطرته الكاملة على المدينة، رافعًا راياته فوق أبنيتها الحكومية، وقام بتحويل ملاعبها الرياضية، إلى ساحات لتنفيذ قرارات الإعدام. «درنة».. البدايةتقع مدينة «درنة» شرق ليبيا، وبالتحديد على ساحل البحر المتوسط، قرب الحدود المصرية، حث يبلغ تعداد سكانها ما يقرب من 100 ألف نسمة، وتعود أهمية موقعها الجغرافي إلى بعدها نحو 200 ميل فقط عن الشواطىء الجنوبية لأوروبا، إلا أن التنظيم الإرهابي، جعلها معقل معاقل تدريب الوافدين من شمال إفريقيا للإنضمام إلى «داعش».انتشاربعد التمركز في «درنة»، تحركت خلايا التنظيم في باقي مناطق ليبيا لبسط سيطرتها على مدن جديدة، وواصلت بالفعل السيطرة على كٍل من «النوفلية»، و«سرت»، وجزء من مدينة «بنغازي»، مستغلًا خوض الجيش نزاعًا مع الميليشيات التي صنفها البرلمان على أنها «إرهابية»، كما أفاد مؤخرًا مصدر بمجلس أعيان «سرت»، بانسحاب الكتيبة 166 التابعة لقوات «فجر ليبيا»، أمس الخميس من القاعدة، وسيطرة قوات «داعش» على المكان فور انسحابها. فراغ أمنيكما أكدت مواقع تابعة للتنظيم، سيطرة مسلحيه على القاعدة الجوية، ومواقع حيوية في المدينة، حيث يتمركز عناصره في المقار الحكومية، ومجمع قاعات «واغادوغو»، ومفترق سوق الخضراوات، بالإضافة إلى إذاعة «سرت الحرة» جنوب المدينة، فضلًا عن مناطق «السبعة»، و«الزعفران»، و«الظهير»، و«مصنع الأعلاف»، وطريق «الأقواس»، حيث استغل التنظيم المتشدد الفوضى والفراغ الأمني في ليبيا لبسط نفوذه في عدة مدن، بعد 4 سنوات من إطاحة نظام العقيد الراحل «معمر القذافي».قاعدة «القرضابية» الجويةهي أكبر قاعدة عسكرية ليبية موجودة في «سرت»، وقد سيطر عليها «داعش» بعد انسحاب مليشيات «فجر ليبيا» منها، فيما تؤكد عدة مصادر أن التنظيم عقد تحالفات مع بعض الميليشيات الأخرى، مما أدى إلى تمدده سريعًا داخل ليبيا. مصادر التمويلشكل الاستحواذ على منابع النفط في «سوريا» و«العراق» أحد أكبر الانتصارات التي حققها «داعش»، حيث أنها تشكل مصدر تمويل ضخم لنشاطات التنظيم الإرهابي، من خلال البيع في السوق السوداء، إلى أن وصل التنظيم إلى ليبيا، ساعيًا إلى السيطرة على حقول النفط في منطقة «الهلال النفطي»، الواقعة في شمال شرق البلاد.اشتباكات عنيفةفي هذا السياق اندلعت في فبراير الماضي، اشتباكات عنيفة بين قوات حرس المنشآت النفطية، وقوات «داعش»، جنوب غرب ميناء «السدرة»، حيث حاولت القوات الليبية، السيطرة على حقل «الباهي النفطي»، إلا أن مسلحو «داعش» إقتربوا من ميناء «السدرة النفطي»، ووصلوا إلى منطقة «النوفلية» التي تبعد 60 كيلو مترًا عن الميناء، وسيطروا أيضًا على حقل «المبروك» ومحطة «الباهي» النفطيتين القريبتين من مدينة «سرت» شمالي ليبيا، بعد ساعات من شن غارات على المنطقتين أجبرت القوات الحكومية على ترك مواقعها.«داعش» في ليبيايقدر عدد عناصر «داعش» المتواجدين فس ليبيا، نحو ثلاثة آلاف مقاتل من عدة جنسيات مختلفة، ويدفع صمت المجتمع الدولي، التنظيم الإرهابي، إلى التوسع بشكل أكبر، حيث يسعى «داعش» إلى استقطاب أكبر عدد ممكن من الشباب اللبيبين بشتى السبل، وكما هو الحال في «العراق» قبل 8 سنوات، تعيش «ليبيا» في فوضى يتحمل الغرب جزءًا من المسؤولية عنها، نتيجة تدخله في اسقاط النظام السابق، دون وضع خطة مستقبلية تضمن الحفاظ على أمن واستقرار الدولة الليبية.خطر على مصروجود «داعش» على الحدود المصرية الليبية، خطرًا كبير، لاسيما وأن التنظيم سيعمل على تهديد الحدود بين «مصر» و«ليبيا»، والتوسع في العمليات التي يقوم بها داخل الأراضي الليبية، وإذا نظرنا إلي الحدود المصرية الليبية، سنجد أنها عبارة عن شريط حدودي بطول 1049 كيلو متر، الأمر الذي يجعل كل تلك المساحة الشاسعة مهددة بعمليات اختراق وتهريب، وبخاصًة تهريب السلاح للأراضي المصرية، في ظل عدم وجود قوات لحرس الحدود الليبية. تجارة السلاحوجود «داعش»، على الحدود المصرية الليبية، يؤثر ايضًا على انتشار أنواع كبيرة من تجار السلاح، التي ترغب في استغلال التوتر الموجود علي الحدود، الأمر الذي يزيد من المخاطر والتهديدات التي تؤثر على مصر في الجوانب السياسية والاقتصادية والعسكرية.أمن قوميويعد الصراع العسكري ومحاولة تقسيم ليبيا، هما أخطر ما يهدد الأمن القومي المصري، لأن المساحة الحدودية بين البلدين شاسعة، والسيطرة عليها غاية في الصعوبة، حتى أن تهريب السلاح لمصر خلال هذا الصراع سيكون بكميات كبيرة، نظرًا لأنها تجارة مربحة بدرجة كبيرة مع انتشار العناصر الإجرامية، والعصابات المسلحة داخل مصر، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من الجريمة بشكل كبير.

اقرأ أيضا